منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    من صور الاستهزاء بذكر الله

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    من صور الاستهزاء بذكر الله Empty من صور الاستهزاء بذكر الله

    مُساهمة من طرف hichou78 الجمعة فبراير 12, 2010 11:47 pm

    إنّنا نستهين بذكر الله




    إنّ الكلام هنا يدور حول أوجه الاستهانة الحسّيّة المشاهَدَة بذِكْر الله - تعالى - وأسمائـه عزَّ وَجلَّ والتي تعدّدت في هذا الزّمان وللأسف بين كثير من المسلمين إمّا عن قصد أو بغير قصد فكان من الواجب بيانها مع شيء من التّفصيل عسى أن يتذكّر النّاسي ويعلم الجاهل ويتوب المذنب فالأمر متعلّق بأقدس ما يعظّمه البشر – خالقهم سبحانه وتعالى-.



    فمن ذلك ما يَحصل في وسائل الإعلام والتلفاز والراديو والجوَّالات ونحوها من الإهانة البليغة لكلامِ الله وذِكْرِه - تعالى - حيث يُخلط مع الضلال والهذَيَان ومزامير الشيطان وبعضهم يجعل بعض الآيات القرآنية نغمة لجوَّاله ! وربما يرن الجوال في الخلاء أو يقطع الآية قبل تمامها والذي أراه والله أعلم أن هذا وضع القرآن في غير موضعه وإن حسنت النيات والمقاصد وإن رآى بعض الطيبين أن هذا من البديل المشروع للموسيقى والرنات الفاجرة وكلّ هذا إهانة لكلام الله - عزَّ وجل-.

    وفي بعض المراكب والبيوت يُشرب الدخانُ الخبيث المنتن الْمُحرَّم ونحوه من الخبائث والمصحفُ بقرب الشارب ! ، كذلك الكتب والأوراق التي فيها اسم ملك الملوك العظيم الجليل - سبحانه - ، وكل هذا يحصل لقلّة المبالاة .

    ومن ذلك استعمال ( الجريدة ) التي فيها اسم الله والفتاوى والمقلالات الشرعية ستعمل لمسح السيارات أوما يفعله بعض الصباغين من اتخاذ الجرائد حائلا عن وصول أصباغهم في السيارات والحيطان ونحو ذلك ، وهذا الامتهان دليل خسران .

    وبعض البائعين يجعل ( الجريدة ) لُفَافـة لـ ( للخضار واللحوم والأحذية) ، وغير ذلك مما لا يليق أن تعامل به آيات الله وذِكْرِه .

    كذلك أوراق ( التقويم ) - الذي يُسَمَّى ( الرزنامة ) - حيث يُكتب فيها الآيات والأحاديث وذِكْر الله وتُهان بِرَمْيها حيث ولَّت ! .

    اتخذا الرقية وغيرها من الأمور المتعلقة بالدين حرفة ومصدر رزق

    وليعلم كل مَن جعل القرآن الكريم وعِلم الدِّين حِرْفَـةً له ومصدرَ رِزقٍ أنه مُخَالف لسلف هذه الأمة المقتدى بهم ، لأن قدوتهم في ذلك الأنبيـاء والمرسليـن - عليهم الصلاة والسلام - الذين أخبر الله عنهم أنهم لا يسألون الناس أجراً على تبليغ دين ربهـم ، ونُصْرَتِه ، ونفعهمُ الناسَ في ذلك ؛ حيث قال - سبحانه وبحمده - على لسان رسوله الكريم ( نـوح ) - عليه السـلام - : "وَيَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ " ، وقال سبحانـه - على لسان

    ( هود ) - عليه السلام - : "يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْـراً إِنْ أَجْـرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُـونَ " ، وقال على لسان ( صالح ) - عليه السلام " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ" وتأمل ما فعَلَه العبد الصالح حينما جاء من أقصى بلده يشتد في السعي نحو قومه يدعوهم إلى اتباع مَن لا يسألهم جُعلاً ولا أجراً - وهم رُسُل الله - حيث قال الله - تبارك وتعالى - عنه : ""وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ .

    وقال ابن كثير على قول الله تعالى : "أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" ، قال : ( قال « الْحَسَن » " أجراً " ، وقـال « قتادة » " جُعْلاً " ، فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ أي أنت لا تسألهم أُجرةً ولا جُعْلاً ولا شيئـاً على دعوتك إياهم إلى الهـدى ، بل أنت في ذلك تحتسب عند الله جزيل ثوابه .

    فهذه هي حال الأنبياء والمرسلين في خدمتهم الدِّين ودعوتهم إليه حيث لا يبتغون على ذلك الأجرَ إلاَّ من الله - تعالى - ، لكن انظر اليوم إلى الدِّين وقد اتُّخِذ حِرفةً وتجارة في كل المجالات ، حيث أصبح طَلَب العلم والإمامة والأذان والرقيـة الدعوة وخدمة الدين وغير ذلك من أكبر ما يتنافس فيه المتنافسون اليوم لطلب الدنيا والحصول على المال ! .

    وقد جاء في الحديث الصحيح الوعيد الشديد فيمن طَلَب العلمَ للدنيا بأنه لَم يَجِد ريحَ الجنةِ يوم القيامة فضلاً عن أن يدخلها ! ، فَعَن « أبي هريرة » أنَّ رسول الله قـال : ( مَن تعلَّم عِلْماً مِمَّـا يُبتَغَى به وَجهُ اللهِ - عزَّ وَجَلَّ - لاَ يَتعلمه إلاَّ ليصِيبَ به عَرَضاً من الدنيا لَمْ يجد عُرْفَ الجنةِ يوم القيامة - يعني ريحها ).

    وما يفعله الرقاة اليوم من أخذ مال الناس بالباطل امتهان للدين وتشويه صورته

    وقد سُئل « عبدُ الله بن المبارك » عن سَفَلة الناس ؟! ، فقال : ( الذي يأكل بدِينِه ! )

    وقال « سفيان الثوري »: ( إنَّ أقبحَ الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة )

    ومع هذا فأخْذ الأجرة على الرقية بشرط الشفاء يعني أن لا يأخذ شيئاً إلاَّ إذا شُفِيَ المريض أو المصروع ، ولا يكون ذلك حِرفةً وتكسُّباً - كما يُفعل في وقتنا - ، ولا بهذا التخليط والتلاعب الحاصل في كل بلد ، فهذا أهون .

    فمثلاً لو أُعطي شيئاً بعد الشفاء بلا استشْراف نَفْس ولَم يكن قد اتخذ ذلك حرفةً ومصدرَ رِزقٍ فهذا شيءٌ آخر ، لكن الذي كَـثُر في وقتنا في كلّ بَلَدٍ مِمَّن هَبَّ ودَبَّ ليس كذلك ، فهذا التفصيل يزيل الإشكال .

    ولَمَّا صارَت الرقية في زماننا حِرفةَ تكسُّبٍ كثُر الرقاة ممن لا ينتقدون أنفسهم وأنهم ليسوا بأهلٍ لذلك ، ولَم يكن يرقي في الماضي إلاَّ مَن هم أهل لذلك من أهل الدِّين والصَّلاح .

    فالأصل عدم أخذ أجرة على الرقية حتى مع حصول الشفاء - بإذن الله - ، لأن ذلك قُربة لله ، وهو من حق المسلم على أخيه المسلم ، فهو من أعمال البِرِّ كتغسيل الميت - مَثَـلاً

    قال أبو طالب : سألتُ أبا عبد الله « يعني الإمام أحمد بن حنبل » عن الرجل يغسِّل الميت بِكِراء ؟! - أي بأُجْرَة - ، فقال : ( بِكراءٍ !! ) ، واستعظم ذلك ، قلتُ : يقول : " أنا فقير " ؛ فقال : ( هذا كَسْب سُوء ! ) ؛ قال ابن تيميه - معلقاً على ذلك - : ( وَوَجْه هذا أنَّ تغسيل الموتى من أعمال البِرِّ ، والتكسُّب بذلك يُورِث تَمَنِّي موت المسلمين ! ، فيشبه الاحتكار )

    فلم يكن أخذ الأجرة على الرقية حِرْفَـةً لهم ولا للتابعين ولا لِمَن يُعتدّ بهم من الأئمة والعلماء بعدهم ، وإنما المعروف عنهم أنهم يَرْقون مَن طلب منهم ذلك من إخوانهم الصالحين دون ثَمَن ، لأنَّ النبي يقول في شأن الرقية : ( مَنِ استطاعَ منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) حيث أخرج مسلمٌ وغيره عن « جابر بن عبد الله » قال : كان لي خال يرقى من العقرب ، فنهى رسول الله عن الرُّقى ، قال : فأتاه ، فقال : يا رسول الله .. إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من العقرب ، فقال : ( مَنِ استطاع منكم أنْ ينفعَ أخاه فليفعل ) .

    وإن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم من الأئمة والعلماء لَم يكونوا يأخذون أجرةً على دينهم ونفعهم الناس اقتداءً منهم بأنبياء الله تعالى ورُسُله - عليهم الصلاة والسلام - ، فكذلك يجب على الرُّقاة المعالجين بكتاب الله - تعالى - وغيرهم أن لا يتاجروا بدِينه - سبحانه – ويشتروا به ثمناً قليلاً كما يفعله كثير منهم اليوم بالرقية على مَن هبَّ ودبَّ وأخْذ الأجرة على ذلك .

    تعليق الآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , وما عُرف من أسماء الله الحسنى , أو بعض الأذكار على الجدران داخل المساجد , والبيوت , والمكاتب , والسيارات , ونحوها .

    أنزل الله تعالى القرآن موعظة وشفاء لما في الصدور , وهدى ورحمة للمؤمنين , وليكون حجة على الناس , ونوراً وبصيرة لمن فتح قلبه له , يتلوه ويتعبَّد به , ويتدبره , ويتعلَّم منه أحكام العقائد والعبادات والمعاملات الإسلامية , ويعتصم به في كلِّ أحواله , ولم يُنزل ليُعلَّق على الجدران زينة لها , ولا ليُجعل حُرُوزاً وتمائم تُعلَّق في البيوت أو المحلات التجارية ونحوها , صيانة وحفظاً لها من الحريق واللصوص وما شابه ذلك مما يعتقده بعض العامة , وخاصة المبتدعة وما أكثرهم , فمن انتفع بالقرآن فيما أُنزل من أجله فهو على بيِّنة من ربه وهدىً وبصيرة , ومَن كتبه على جدران أو على خرق تُعلَّق عليها ونحو ذلك زينةً أو حرزاً وصيانةً للسكان والأثاث وسائر المتاع فقد انحرفَ بكتاب الله , أو بآية , أو بسورة منه عن جادة الهدى , وحاد عن الطريق السوي , والصراط المستقيم , وابتدعَ في الدين ما لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً أو عملاً , ولا عَمل به الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين , ولا أئمة الهدى في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون , ومع ذلك فقد عرَّض آيات القرآن أو سوره للإهانة عند الانتقال من بيت إلى آخر , بطرح هذه الخرق في الأثاث المتراكم , وكذا الحال عند بلاها وطرحها هنا وهنا مما لا ينبغي , وجديرٌ بالمسلم أن يرعى القرآن وآياته , والمحافظة على حرمته , ولا يُعرِّضه لِما قد يكون فيه امتهانٌ له ... وتعليقاً لِما تقدَّم :لا يجوز اتخاذ هذه الخرق ولا تعليقها في البيوت أو المدارس أو النوادي أو المحلات التجارية ونحوها زينةً لها , أو تبرُّكاً بها مثلاً :

    ( أ ) لِما في ذلك من الانحراف بالقرآن عمَّا أُنزل من أجله من الهداية , والموعظة الحسنة , والتعهُّد بتلاوته ونحو ذلك .

    (ب) لِمخالفة ما كان عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم , فإنهم لم يكونوا يفعلون ذلك , والخير كل الخير في اتباعهم لا في الابتداع .

    ( ج ) سد ذريعة الشرك , والقضاء على وسائله من الحروز والتمائم وإن كانت من القرآن , لعموم حديث النهي عن ذلك , ولا شكَّ أنَّ تعليق هذه الخرق وأمثالها يُفضي إلى اتخاذها حروزاً لصيانة ما علقت فيه , كما دلَّ على ذلك التجربة وواقع الناس .

    ( د ) ما في الكتابة عليها من اتخاذ القرآن وسيلة لترويج التجارة فيها والزيادة في كسبها , فإنها خرقة لا تُساوي إلاَّ ثمناً زهيداً , فإذا كُتب عليها القرآن راجت وارتفع سعرها , وما أُنزل القرآن ليُتَّخذ آلة ووسيلة للرواج التجاري وزيادة الأسعار , فيجبُ أن يُترفَّع به عن ذلك .

    (هـ) في ذلك تعريض آيات القرآن وسوره للامتهان والأذى عند الانتقال من بيت إلى آخر , حيث تُرمى مع أثاث البيت المتراكم على اختلاف أنواعه , وكذلك عند بلاها فتُطرح هذه الخرقة بما فيها من القرآن فيما ينبغي وما لا ينبغي .

    وبالجملة : إغلاق باب الشرِّ , والسير على ما كان عليه أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية أسلم للمسلمين في عقائدهم , وسائر أحكام دينهم , من ابتداع بدعٍ لا يُدرَى ما تنتهي إليه من الشرِّ .

    كما أنّه لا يجوز أن يكون التشويق إلى الخير ببدع تُفضي إلى الشرك , وتعريض القرآن للمهانة واتخاذ كتابته على الخرق التي تُعلَّق على الجدران وسيلة لإنفاق التجارة وزيادة ثمنها , ولا يعدم الداعية إلى الخير وسائل أخرى مشروعة ناجحة .

    وكثرة انتشار هذه الخرق المعلّقة وانتشارها منذ زمن بعيد , ووجودها في بيوت كثير من الناس , وامتلاء الأسواق بها دليل على الضعف والفتور وعدم مبالاة من اتخذها أو اتَّجر فيها بارتكاب المنكر أو الجهل به , وليس دليلاً على جواز اتخاذها , فالمبتدعة المخرِّفون كثرة , والمدافعون عن البدع أكثر , ولا حول ولا قوَّة إلا بالله , بل ما وقع من بعض الناس من اتخاذها منكرٌ يجبُ على العلماء التعاون على إنكاره والقضاء عليه استيراداً واستعمالاً ...

    وإنَّ مِن عَلاَماتِ الإيمانِ بالله - جلَّ وعَلاَ - وتعظيمِهِ وإجلالِهِ وتوقيرِهِ عدم الاستهانة بذِكْره ، والإنكار على مَن يستهين بذلك ، وحَمْـل الأوراق التي لا تخلو عادةً من ذِكره إذا وُجِدَت ساقطة على الأرض ومُهَانة في الشوارع والزبالات ؛ وتعظيمُ اللهِ وذِكْرِه من علاماتِ توفيق الله لعبده .

    إنَّ تعظيمَ شعائرِ اللهِ من تقوى القلوب كما قال - تعالى - :" وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" ، وإن خُلوَّ القلب من خوفِ اللهِ علامة الشقاء ؛ ومَا أقبح الغرور !

    أنَّ مَن استهـان بذِكر ربـِّه وخالقه وسيِّـده ومَلِيكِه - سبحانه وبحمده - فلاَ شَكَّ أنه مخذول مرذول محروم ضعيف الإيمان إن لَم يكن عديم الإيمان جملة وتفصيلاً ! ؛ وإنما الواجب على المسلم أن يُعظِّم ذِكر الله تعالى ويحترمه أجَلَّ احترام ؛ وهذا من أسباب النجاة والأمان والفلاح في الدنيا والآخرة ، وهو من علامات إيمان العبد وتوفيق الله له .

    وإنه لمن المؤسف أن يجعل كلام الله وكلام رسوله وأحكام الشرع المطهر ميداناً للحوار والنقاش والجدل من أناس ليس لهم حظ من العلم الشرعي وأحياناً من العقل فيحصل في هذه الحوارات من السفه والتأويل والتحريف للنصوص الشرعية مما يضعف تعظيمها والانقياد لها في نفوس من يستمع إلى مثل هذه الحوارات في مجالس الناس أو فيما يبث في الفضائيات فيستسهل الناس الأمر ويتعودوا القول على الله بغير علم، وكأن ما يطرح في الحوار قضية سياسية أو أدبية.

    عباد الله: لقد ضرب أصحاب النبي أروع الأمثلة وأصدقها في المبادرة والمساعدة لامتثال أمر الله ورسوله وتعظيم نصوص الشرع والوقوف عندها والغضب عند مخالفتها وانتهاكها. وحرصهم هذا وتعظيمهم ليس مقصوراً على ما كان واجباً فحسب بل تعدى ذلك إلى المستحبات، ويكفيهم شرفاً وفخراً تزكية الله لهم وثناؤه عليهم.

    وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الشأن كثير يصعب حصره فمن ذلك ما ورد عن أبي بكر الصديق إذ لما برأ الله عائشة رضي الله عنها من خبر الإفك قال أبو بكر : (والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، وكان ممن وقع في شأن عائشة، وكان أبو بكر ينفق عليه قبل ذلك، فلما نزل قوله تعالى: ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم قال أبو بكر : بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي، فأرجع إلى مسطح النفقة، وقال والله لا أنزعها أبداً) متفق عليه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 8:43 am