منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    شرح الأربعين النّوويّة الحديث الخامس و الثّلاثون

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    شرح الأربعين النّوويّة  الحديث الخامس و الثّلاثون Empty شرح الأربعين النّوويّة الحديث الخامس و الثّلاثون

    مُساهمة من طرف hichou78 الأحد مارس 28, 2010 9:29 pm

    الحديث الخامس والثلاثون


    عن أبي هريرة رضي الله عنه . قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمــه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسْب امرىءٍ من الشــر أن يحقر أخاه المسـلم ، كل المسـلم على المسـلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه ) رواه مسلم .
    -----------------------------------------------------


    معاني الكلمات :

    لا تحاسدوا : الحسد تمني زوال النعمة عن الغير .

    ولا تناجشوا : النجش هو أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها .

    ولا تدابروا : التدابر هو التهاجر والتقاطع .

    ولا يخذله : أي لا يترك نصره .

    لا يكذبه : لا يخبره بالكذب .

    ولا يحقره : أي لا يستصغره .

    بحسب امرىء من الشر : يكفيه من الشر أن يحقر أخاه ، يعني يكفي فاعله عقوبة هذا الذنب .



    الفوائد :

    1- تحريم الحســد . والحسد فيه مباحث :

    المبحث ألأول : هو حرام بالكتاب والسنة والإجماع .

    قال تعالى } أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله { .

    ومن السنة حديث الباب ( لا تحاسدوا ) .

    وأجمع العلماء على تحريمه .

    المبحث الثاني : تعريفه : هو تمني زوال النعمــة عن الغير .

    المبحث الثالث : خطورة الحسد :

    أولاً : من صفات اليهود .

    قال تعالى } ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهـــم { .

    ثانياً : فيه أذى للمسلمين .

    قال تعالى } والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً { .

    ثالثاً : أمر الله بالاستعاذة منه .

    قال تعالى } من شر حاسد إذا حسد { .

    رابعاً : أن فيه اعتراض على قدر الله وهذا سوء أدب .

    قال الشاعر :

    ألا قل لمن كان حاســـداً أتدري على من أسأت الأدبْ

    أسأت على الله في فعله لأنك لم ترضَ لي ما وهبْ

    المبحث الرابع : الحسد أضر شيء على الحاسد ، لأنه يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود مكروه :

    أولاً : غم لا ينقطعــه . ثانياً : مصيبة لا يؤجر عليها . ثالثاً : مذمة لا يحمد بها . رابعاً : يسخط عليه الرب . خامساً : تغلق عليه أبواب التوفيق .

    المبحث الخامس : من أقوال السلف .

    روي عن معاوية أنه قال لابنه : يا بني إياك والحسد ، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك .

    وعن سفيان بن دينار قال : قلت لأبي بشر : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم .

    وشتم رجل ابن عباس ، فقال له : إنك لتشتمني وفيّ ثلاث خصال : إني لآتي على الآية في كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به ، ولعلي لا أقاضي إليه أبداً ، وإني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلداً من بلدان المسلمين فأفرح به ، وما لي به من سائمة .

    وقال علي : لا راحة لحسود ، ولا إخاء لملول ، ولا محبَّ لسيء الخلق .

    وقال معاوية : كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة ، فإنه لا يرضيه إلا زوالها .

    وقال بعض الحكماء : ما رأيت ظالماً أشبه بالمظلوم من الحاسد .

    وقال بعضهم : إن المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط .

    المبحث السادس : الحسد سبب لكثير من البلايا .

    - فهو سبب امتناع إبليس من السجود لآدم .

    - وهو من أسباب امتناع القرشيين من الإيمان بالرسول صلّى الله عليه و سلّم .

    - وسبب لامتناع اليهود من الإيمان بمحمد صلّى الله عليه و سلّم .

    - وإخوة يوسف لما حسدوه باعـــوه .

    2- تحريم النجش ، وهو أن يزيد في السلعــة وهو لا يريد شراءها .

    وغالباً من يفعل ذلك :

    إما للإضرار بالمشتري ، أو لنفع البائع ، أو للأمرين .

    والناجش آثم ، وإذا وقع البيع فهو صحيح عند الجمهـــور .

    3- تحريم التباغض بين المسلمين ، لقوله ( ولا تباغـضوا ) .

    ويمكن أن يجتنب التباغض بين المسلمين بأمرين :

    الأمر الأول : التباعد عن كل أمر يؤدي إلى التباغض .

    - فقد حرم الله الخمر لأنه يوقع بين المسلمين العداوة والبغضاء ، قال تعالى } إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهـــون { .

    - وحرم المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء .

    - وحرم بيع المسلم على بيع أخيه لنفس العلة .

    الأمر الثاني : القيام بالأسباب التي تؤدي إلى التحاب بين المسلمين .

    ومنها : معرفة أن التحاب من علامة الإيمان .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ..) رواه مسلم .

    ومنها : الهدية .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( تهــادوا تحــابــــوا ) رواه الحاكم .

    ومنها : إفشاء السلام .

    كما في الحديث السابق ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، .........أفشوا السلام بينكم ) .

    ومنها : أن الله امتن على عباده بالتأليف بين قلوبهم .

    كما قال تعالى } واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتـــم بنعمتـــــه إخـــواناً { .

    4- أن البغض في الله من أوثق عرى الإيمان .

    5- تحريم التدابــر ، وهو الهجران والتقاطع .

    ويمكن للمسلم أن يتجنب الهجران بمعرفة خطورتــه :

    أولاً : أنه حرام .

    لحديث الباب ( ولا تدابروا ) .

    وللحديث السابق ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) .

    ثانياً : خطر من هجر أخاه سنة .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( من هجر أخاه سنــة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود .

    ثالثاً : أن التهاجر والتقاطع يفرح الشيطان .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئاً ، ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال : فيدنيه منه ويقول : نعم أنت ) .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهـــم ) رواه مسلم .

    رابعاً : لا ترفع أعمال المتهاجرين .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل امرىء لا يشرك بالله شيئاً ، إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .

    خامساً : معرفة فضل من بدأ منهما بالسلام .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( وخيرهمــا الذي يبدأ بالســـلام ) .

    فائدة :

    والهجر لا يجوز مطلقاً في الأمور الدنيوية ، أما لأجل الدين فيجوز إذا كان لمصلحــة وفيه منفعـــة ، وقد هجر النبي صلّى الله عليه و سلّم الثلاثة الذين خلفوا ، وأمر بهجرهــم .

    6- تحريم بيع المسلم على بيع أخيـــه .

    أولاً : تحريم أن يبيع الإنسان على بيع إنسان آخر .

    لقوله صلّى الله عليه و سلّم : ( ولا يبع بعضكم على بيع بعض ).

    مثال ذلك : أن يشتري شخص من إنسان سلعة بعشرة ، فيأتيه آخر ويقول : أعطيك مثلها بتسعة ، أو يقول : أعطيك أحسن منها بعشرة .

    فهذا حرام ولا يجوز .

    ثانياً : ومثله الشراء على شراء أخيه .

    مثال ذلك : علمتُ أن زيــداً باع على عمر بيته بـ 100 ، فذهبت إلى زيد وقلت له : يا فلان ، أنت بعت بيتك على عمر بـ 100 ، أنا سأعطيك 120 .

    ثالثاً : هل يجوز البيع على بيع الكافر ؟ اختلف العلماء على قولين :

    القول الأول : يجوز .

    لقوله صلّى الله عليه و سلّم : ( ولا يبع الرجل على بيع أخيه ) والكافر ليس أخاً .

    القول الثاني : لا يجوز .

    وهذا مذهب جماهير العلماء .

    قالوا : وأما قوله : ( لا يبع الرجل على بيع أخيه ) فهذا قيد أغلبي لا مفهوم له .

    رابعاً : الحكمة من النهي :

    قطع العدوان على الغير ، واجتناب ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء .

    خامساً : ما حكم هذا البيع ؟ اختلف العلماء :

    القول الأول : أنه صحيح مع الإثم .

    وهذا مذهب الجمهور كما ذكر ذلك الشوكاني .

    القول الثاني : أنه باطل .

    وهذا مذهب المالكية والحنابلة ورجحه ابن حزم .

    7- وجوب أن نكون إخواناً في الله ، لقوله } وكونوا عباد الله إخوانا { .

    قال ابن رجب رحمه الله : هذا ذكره النبي e كالتعليل لما تقدم ، وفيه إشارة إلى أنهم إذا تركـــــوا التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر وبيع بعضهم على بعض كانوا إخواناً .

    س- وكيف نحقق الإخوة ؟

    أن نفعل كل ما يقوي الإخوة كالسلام ، وتشيت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنازة ، وإجابة الدعوة ، والنصح بالغيب .

    ونبتعد عن كل ما يضعف الإخوة أو يزيلها كالتباغض ، والحسد ، والغش .

    وقد جاءت نصوص تدل على أن المؤمنين إخوة :

    قال تعالى } إنما المؤمنون إخوة { .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( المسلم أخو المسلم ) .

    8- من مقتضيات الإخوة : عدم الظلم ، وعدم الخذلان ، وعدم الكذب ، وعدم الاحتقار .

    عدم الظلم : سبق في حديث ( فلا تظالموا ) .

    عدم الخذلان : لقوله صلّى الله عليه و سلّم ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قالوا يا رسول الله : أنصره مظلوماً ، فكيف أنصره ظالماً ؟ قال : تمنعــه من الظلم فذلك نصرك إياه ) متفق عليه .

    عدم الكذب : فلا يجوز أن يكذب على أخيه المسلم ، بل لا يحدثه إلا صدقاً .

    والكذب محرم وهو من قبائح الذنوب .

    قال تعالى } ولا تقف ما ليس لك به علم { .

    وقال تعالى } ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد { .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( إن الكذب يهدي إلى الفجــور ، وإن الفجــور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، .. ) متفق عليه .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( ويل للذي يحدث فيكذب ، ليضحك القوم ، ويل له ويل له ) رواه أبو داود .

    عدم الاحتقار : فلا يجوز للمسلم أن يحتقر وأن يستصغر أخاه المسلم .

    وهو ناشىء عن الكبر ، كما قال النبي صلّى الله عليه و سلّم ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم .

    وغمط الناس : الطعن عليهم وازرداؤهم .

    وقال تعالى } يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهــن { .

    وقال e كما في هذا الحديث ( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) يعني يكفيه من الشر احتقاره أخاه المسلم ، فإنه إنما يحقر أخاه المسلم لتكبره عليه ، والكبر من أعظم خصال الشر .

    9- أن المسلم على المسلم حرام : دمه ، وماله ، وعرضه .

    دمه : سبقت الأدلة على تحريم قتل المسلم بغير حق .

    ماله : لا يجوز أخذ مال المسلم بغير حق .

    قال تعالى } ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل { .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس منه ) رواه البخاري .

    عرضه : فلا يجوز أن يغتابه .

    والغيبة حرام بالكتاب والسنة والإجماع .

    قال تعالى } ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه { .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ) متفق عليه .

    وعن أنس . قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) رواه أبو داود .

    وعن عائشة قالت : ( قلت للنبي صلّى الله عليه و سلّم : حسبك من صفية كذا وكذا [ قال بعض الرواة : تعني قصيرة ] فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتــه ) رواه أبو داود .

    قال النووي : هذا الحديث من أبلغ الزواجـــر عن الغيبــة .

    من أقوال السلف :

    قال البخاري : ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام .

    قال يحيي بن معاذ : ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحــه فلا تغمـــه ، وإن لم تمدحــه فلا تذمــه .

    واغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له : اذكر القطــن إذا وضع على عينيك .

    وقيل للربيع بن خثيم : ما نراك تعيب أحداً ؟ فقال : لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس .وقال ابن المبارك : لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:09 pm