منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    تفسير سورة الفاتحة 7 الرحمن الرحيم مالك يوم الدّين

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    تفسير سورة الفاتحة  7     الرحمن الرحيم  مالك يوم الدّين Empty تفسير سورة الفاتحة 7 الرحمن الرحيم مالك يوم الدّين

    مُساهمة من طرف hichou78 الإثنين فبراير 08, 2010 12:28 pm

    قوله " الرحمن الرحيم " سبق الكلام عليهما

    على إعتبار أنّ البسملة آية فما سر تكرار هاذين الإسمين في الفاتحة خاصة وأنّ العرب تذم التكرار ونظيره قوله تعالى ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (النساء:26)

    وقال سبحانه( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً ) (النساء:27)

    وقال عزوجل( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ) (النساء:28)

    ذكر ابن القيم في روضة المحبين ج: 1 ص: 203

    ولما كان العبد له في هذا الباب ثلاثة أحوال حالة جهل بما يحل له ويحرم عليه وحالة تقصير وتفريط وحالة ضعف وقلة صبر قابل سبحانه جهل عبده بالبيان والهدى وتقصيره وتفريطه بالتوبة وضعفه وقلة صبره بالتخفيف.

    تظهر لنا فائدة هذا التكرار من وجهين:

    وجه1: أنّ ربوبية الله تعالى أنّه قائم على الرحمة الواسعة وكأنّ سائل يسأل ربوبية الله أهي ربوبية سلطة وإنتقام أم
    ربوبية رحمة وإنعام فقال الله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم فعلى ذلك ربوبيته قائمة على الرحمة



    وجه2: ذكره القرطبي وتبعه الشوكاني: لما كان في إتصافه برب العالمين ترهيب ومهابة قرنه الله عزوجل بما يدل على الترغيب وهذه عادة القرآن

    قال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1 ص: 7

    أعلم أن هذه السورة اشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ومدارها عليها وهي الله والرب الرحمن وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرحمة ف إياك نعبد مبنى على الإلهية وإياك نستعين على الربوبية وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة والحمد يتضمن الأمور الثلاثة فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته والثناء والمجد كمالان لجده.

    قوله " مالك يوم الدين "
    مبحث1/ معنى هذه الكلمات



    مالك هو ذو الملك والملك السلطان والعزة والعظمة. مالك وملك أي صاحب السلطان والعزة والعظمة

    يوم الدين اسم من أسماء القيامة

    الدين يطلق على:

    1- المِلَة دين الله قال تعالى( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ)(آل عمران: من الآية19)

    2- الطاعة ومنه قولهم فلان دان فلان

    قال أبو علاء المعري فَقَولُكُم رَبِّ اِسْقِنَا غَيرُ مُمْطِرِ ولَكِنْ بِهَذَا دَانَتْ العُربُ والعُجُمُ

    وقال أحدهم مِنَ القَومِ رَسُولُ الله مِنْهُم لَهُم دَانَت رِقَابُ بَنِي مَعَدِ

    3- العادة تقول فلان دينه وديدنه كذا أي عادته

    4- الحكم قال عزوجل( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ)(يوسف: من الآية76)

    5- الجزاء كقولهم كما تدين تدان أثر موقوف عن أبي الدرداء أي كما تجازِي الناس تجازَى

    6- الحساب كقوله تعالى( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (الماعون:1) وقال( أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ)(الصافات:53) وقال( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقّ )(النور: من الآية25)

    في الآية المقصود بها إما الجزاء وإما الحساب وإما كليهما

    بعضهم فسر قوله تعالى( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)(التوبة: من الآية36) أي ذلك الحساب

    وثبت تفسير الدين بالجزاء والحساب

    جاء في تفسير البحر المحيط فصل سورة الفاتحة ص 9:عن ابن مسعود وابن عباس وقتادة وابن جريج وغيرهم يوم

    الدين يوم الجزاء على الأعمال والحساب قال أبو علي ويدل على ذلك قوله(الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَت )

    (غافر: من الآية17) وقال مجاهد يوم الدين يوم الحساب مدينين محاسبين

    قال البخاري في صحيحه: وَسُمِّيَتْ أُمَّ الْكِتَابِ أَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَيُبْدَأُ بِقِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ وَالدِّينُ الْجَزَاءُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ بِالدِّينِ بِالْحِسَابِ مَدِينِينَ مُحَاسَبِينَ
    ومنه إتصافه عزوجل بالواحد الديان



    مبحث 2/ قُرأ مالك يوم الدين
    قرأ عاصم مالك وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمر ابن العلاء ملك



    وتعدد القراءات بمثابة تعدد الآيات

    أيهما أبلغ أشد دلالة في المدح والكمال وغير ذلك ؟

    قول1: اختار قوم قراءة عاصم مالك وذلك لأنّ مالك تدل على الفعل أنّ الله يوم القيامة هو الذي يتصرف وحده لذلك قال الله عزوجل( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْك)(آل عمران: من الآية26)

    قال أبو عباس المبرد : تقول فلان مالك الدرهم ومالك الثوب فهو يملك شيئاً أما ملك ربما مرَّ عليه زمن لا يملك شيئاً كالملك المعزول المجرد من ملكه

    قول2:قالوا بل ملك أبلغ لأنّ الله تسمى بالملك ولم يتسمى بالمالك قال تعالى( الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ )(الحشر:من الآية23) ولا شك أنّ الوصف الذي تسمى الله به أبلغ من الوصف الذي لم يتصف به

    قال العلماء : الصواب أنّ القراءتين كلاهما بليغتان وكل قراءة تخدم معنى القراءة الأخرى والجمع بين القراءتين فيه فائدة عظيمة وذلك لأنّ مُلك الله حقيقي من جميع الوجوه عامة الناس يوصفون بأنهم مالكون مالك الكتاب ومالك الثوب لكنّهم ليسوا ملوكاً وملك قد يُجر من ملكه فلا يصير مالك والله عزوجل ملك وفي نفس الوقت مالك

    هل الديان اسم من أسماء الله تعالى ؟
    لاشك أنّ الله يوصف بالديان أي أنّه المحاسب والمجازي وفي إثباته قولان


    قول1: ممن أثبته الخطابي وابن منده والحليمي والقرطبي وابن


    قول2: ممن نفاه قالوا إنّه مجرد صفة كالأصبهاني وابن العربي وابن حجر وعبد الرحمن السعدي وابن عثيمين


    الصواب أنّه اسم من أسمائه والدليل


    ما رواه أحمد والحاكم في المستدرك والبيهقي في الأسماء والصفات والسنة لابن أبي عاصم عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي فَسِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ قُلْ لَهُ جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ نَعَمْ فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ فَقُلْتُ حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ قَالَ الْعِبَادُ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ قُلْنَا وَمَا بُهْمًا قَالَ لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةُ قَالَ قُلْنَا كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ.


    ما دام أنّ ملك الله تام وحقيقي من جميع الوجوه فلماذا أضافه ليوم القيامة فقط ؟


    إذا علمنا أنّ هذه الآية من أعظم ما ترمي إليه هو إثبات المعاد بل صار العبد ينازع الله تعالى ملكه فهذا يقول( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي )(القصص: من الآية78) وهذا يقول( مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً)(الكهف: من الآية35) وهذا يقول( أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ )(البقرة: من الآية258) وهذا يقول( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى )(النازعـات: من الآية24) لذلك كثرت الآيات التي تدل على أنّ الملك يوم القيامة لله وحده قال عزوجل( وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ )(الأنعام: من الآية73) وقال(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ)(الحج: من الآية56)


    والله عزوجل يضيف ملكه إلى يوم الدين لأسباب


    سبب1: لما قال مالك يوم الدين لا تفهم أنّه لا يملك غيره وأضافه ليوم الدين لأنّ ملكه التام يظهر ذلك اليوم لذلك ينادي الله عزوجل يوم القيامة( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )(غافر: من الآية16) أما في الدنيا فقد ظهر مُلكٌ لمخلوق الملك فلان والملك فلان



    سبب2: أنّ يوم القيامة لا يدّعي أحد شيئاً
    سبب3: أنّ فيه دعوة وتذكير للعبد بأنّ عليه العمل لهذا اليوم

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 1:42 am