منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    الشّرك الأصغر للشّيخ محمّد حاج عيسى الجزائريّ

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    الشّرك الأصغر   للشّيخ محمّد حاج عيسى الجزائريّ Empty الشّرك الأصغر للشّيخ محمّد حاج عيسى الجزائريّ

    مُساهمة من طرف hichou78 الأربعاء أبريل 28, 2010 5:23 pm

    الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على سيّد المرسلين و العاقبة للمتّقين و لا عدوان الاّ على الظّالمين
    :


    أما بعد فإن من أنواع الشرك التي جاء في الشرع التحذير منها ما يسمى بالشرك الأصغر، وهو ليس كالشرك الأكبر المخرج من الملة، ولكنه محرم ، والشرك الأصغر هو ذرائع الشرك الأكبر ووسائله، أي الأشياء التي يوصل الناس إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله، ومن أهم أنواعه الأقوال والأفعال التي جاء وصفها في الشرع بأنها شرك، ولا يصحبها اعتقاد مناف للتوحيد، وفي هذه المقالة بيان لمظاهره المنتشرة، حتى تجتنب ويحذر منها المسلمون ويحذروا الناس من التساهل في أمرها.


    1-الغلو في الصالحين


    من أكبر ذرائع الشرك بالله تعالى الغلو في الصالحين، بتعظيمهم ورفعهم إلى مراتب فوق مراتبهم، والنبي e قد نهانا عن الغلو فيه، فقال :» لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد الله فقولوا: عبد الله ورسوله « (رواه البخاري) وهو خاتم الأنبياء وأفضل المرسلين فكيف يكون الحال مع غيره.


    2-بناء المساجد على القبور


    ومن وسائل الشرك الظاهرة والمنتشرة تشييد القبور وبناء المساجد عليها، لأن ذلك كما هو واقع داع إلى عبادة المقبورين من دون الله تعالى، وقد قال النبي r وهو يودع أمته في مرض موته»لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد « (متفق عليه). وقال:» أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ « (رواه مسلم).


    3-صنع التماثيل وبناء المزارات


    ومن مظاهر الغلو في الصالحين صنع التماثيل لهم وبناء المزارات القباب على قبورهم، وقد حكى ابن عباس سبب انتشار الشرك في قوم نوح عليه السلام فذكر أنه كان فيهم عباد صالحون فلما ماتوا أوحى الشّيطان إِليهم أَن اجعلوا في مجالِسهِم التِي كانوا يجْلِسون تماثيل وسَموها بِأَسْمَائِهِمْ (تخليدا لذكرهم) فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ في زمن الجيل الأول لكن لما تعاقبت الأجيال وذهب العلم عبدت تلك التماثيل من دون الله تعالى والقصة في صحيح البخاري. وذكرت أم سلمة لرسول الله e كنيسة بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال e:» أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنو على قبره مسجدا ثم صوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة « متفق عليه.


    4-السفر لزيارة الأضرحة


    ومن ذرائع الشرك زيارة الأضرحة المشيدة، لأنها من مظاهر الغلو في الصالحين، ومن كان سالما من الشرك الأكبر فبزيارته يتعلم الشرك ويقع فيه، وقد نهى النبي e عن السفر إلى المساجد التي هي بيوت الله تعالى إلا المساجد الثلاث ، فكيف بالقبور أو المساجد المبنية على القبور؟! وقد روى الإمام مالك في الموطأ أن أبا هريرة لقي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ فَقُلْتُ مِنْ الطُّورِ فَقَالَ لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِليه ما خَرَجْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ «.


    5-الصلاة بين القبور


    ومما نهى عنه النبي e سدا لذريعة الشرك الصلاة إلى القبور وبينها ، فقد قال النبي r :» لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها« رواه مسلم. ونهيه يقتضي فساد المنهي عنه فلا تصح الصلاة في المقبرة، وقال e :» اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا « (متفق عليه)، ومفهومه أن المكان الذي يصلى فيه هو المقبرة، وهو ما صرح به في حديث آخر : »الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام « رواه الترمذي، وأما صلاة الجنازة وهي دعاء للميت ولا ركوع فيها ولا سجود فلا تدخل في النهي ومع ذلك فالأولى اجتنابها خروجا من الخلاف.


    6-سجود التحية (الانحناء)


    ومن ذرائع الشرك التي نهى عنه النبي e الانحناء للناس على سبيل التحية(كالتحية المفروضة في بعض الرياضات)، فقد ثبت في صحيح ابن حبان أن معاذ بن جبل لما قدم من الشام سجد لرسول الله e سجود تحية، لأنه رأى أهل الشام يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فقال له e :»فلا تفعل، فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لشيء، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها«.


    7-تمائم القرآن والأذكار


    ومن وسائل الشرك التمائم التي تعمل من القرآن والأذكار: لأن الناس لا يفرقون في الغالب بين هذه وتمائم الطلاسم التي فيها الكفر بالله تعالى ، وقد قال النبي e :» من علق تميمة فقد أشرك « رواه أحمد وصححه الألباني. ولأن المشعوذين يكذبون عليهم ويزعمون أن في تمائمهم كلام الله تعالى، ولأن القرآن والأذكار إنما ينفعان بالقراءة لا بالتعليق، زيادة على أن في ذلك امتهان لكلام الله تعالى وكلام رسوله r. قال ابن العربي المالكي في شرح الترمذي (7/112):» تعليق القرآن ليس من طريق السنة، وإنما السنة فيه الذكر دون التعليق «، وقال إبراهيم النخعي:»كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن « .


    8-تعليق الخامسة وما شابهها


    ومن مظاهر الشرك الأصغر وضع الحلق والقلائد بقصد دفع البلاء والعين والتابعة والسحر (ونحوها تعليق الخامسة والأشواك والعجلات واتخاذ السلحفاة في البيوت) ، فعن عبد الله بن عكيم أنه كان مريضا فقيل له تعلقت شيئا! فقال :أتعلق شيئا ؟ وقد قال رسول الله e:» من تعلق شيئا وكل إليه « رواه الترمذي وصححه الألباني. وبرئ النبي e من كل من تقلد وترا ليدفع عنه الضر رواه أبو داود وصححه الألباني، فمن جعل هذه الأشياء أسبابا فقد أشرك شركا أصغر، ومن اعتقد فيها أنها تجلب النفع وتدفع الضر بذاتها فقد أشرك شركا أكبر. وراجع رسالة الشرك ومظاهره للشيخ مبارك الميلي (ص 176)


    9-التبرك بما لم تثبت له البركة


    والبركة ثبوت الخير الإلهي وكثرته في الشيء، وإثبات مثل هذه البركة لا يكون إلا بدليل شرعي، ومن الناس من تراه يتمسح بالأشجار والأحجار والقبور ويقبلها طمعا في بركتها وقد شبه النبي e التبرك بما لم يقم دليل على البركة فيه بالشرك الصريح، فقد ثبت أن بعض الصحابة طلبوا من النبي e أن يجعل لهم شجرة يتبركون بها ويعلقون عليها أسلحتهم كما كان المشركون يفعلون ذلك عند شجرة، فقال رسول الله r: الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون ، لتركبن سنن من كان قبلكم « رواه الترمذي. قال الشيخ الميلي (ص99):» التبرك بآثارهم (أي الأولياء) وأماكنهم وما يضاف إليهم في حياتهم من نحو ثيابهم وحيواناتهم ، أو ما ينسب إليهم بعد مماتهم من مثل تماثيلهم وأبنية قبابهم، وليس هذا التبرك نفسه شركا، ولكنه قد يكون ذريعة إليه، كما وقع لقوم نوح في التبرك بصالحيهم، وللعرب في التبرك بحجارة حرمهم«.


    10-مشاركة الكفار في أعيادهم


    روى أبو داود أن رجلا نذر أن يذبح إبلا بمكان يدعى بوانة، فلم يأذن له النبي e بالوفاء بنذره حتى تأكد من أن ذلك المكان لم يكن فيه عيد من أعياد المشركين، وقال عبد الله بن عمرو y :» من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة « رواه البيهقي وصححه ابن القيم. والنيروز هو أول الربيع ورأس السنة الشمسية (الميلادية) في القديم ، والمهرجان أول الخريف.


    11-التوسل بالصالحين


    وهو سؤال الله تعالى وحده لا شريك له بذوات الأنبياء والصالحين أو بحقهم أو بجاههم، وهذا قد يكون شركا أكبر وذلك حين يعتقد المتوسل أن الله تعالى يغير أحكامه وتقديره بتأثيرهم، قال الميلي (ص214):» والذي نقوله إن هذا الضرب إن لم يكن شركا فهو ذريعة إليه« وذلك أنه يفتح الباب لاتخاذهم شفعاء عند الله تعالى ولسؤالهم ودعائهم من دون الله تعالى، ويكفى لمنعه وتحريمه اعتقاد المتوسل أن ذلك من الأسباب المشروعة لاستجابة الدعاء، وهو ليس كذلك إذ لا دليل عليه، ولا مناسبة بين صلاح الناس واستجابة دعاء غيرهم.


    12-الحلف بغير الله تعالى


    ومن ذرائع الشرك الحلف بغير الله تعالى كالحلف بالآباء والأبناء والكعبة والأولياء، فعن ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ لَا وَالْكَعْبَةِ فَقَالَ :فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ:» مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ « رواه الترمذي وأبو داود. وعَنه أن النَّبِي e قَال:» أَلَا مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ «متفق عليه، والأصل فيه أنه من الشرك الأصغر وقد يصير من الأكبر، قال الشيخ الميلي(ص277):» فأما إن حل بالقلب تعظيم المخلوق كتعظيم الخالق فجرى اللسان لذلك بتلك اليمين، وخشيت النفس في الحنث بها ما تخشاه في الحنث بالله، فهذه اليمين مظهر من مظاهر الشرك لا نزاع في ذلك ولا شك «


    13-قول الناس توكلت على الله وفلان


    ومن الشرك اللفظي المنتشر بين الناس قولهم توكلت على الله وفلان ، وهذه التسوية لا تجوز لأن حقيقة التوكل على الله تعالى هي غير حقيقة التوكل على الناس، كما أن مشيئة الله غير مشيئة الناس ولذلك قال النَّبِيِّ e لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلَانٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ « رواه أبو داود. والتوكل القلبي الكامل المتضمن للثقة المطلقة لا يجوز إلا لله تعالى، قال تعالى :] وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [ (المائدة:23). انظر ابن باديس (2/112)


    14-التطير وغيره


    ومن مظاهر الشرك الأصغر التطير وهو التشاؤم الذي يصد الناس عن عملهم لأن فيه تعلقا بغير الله تعالى وضعفا في التوكل عليه ، لأجل ذلك قال النبي e :» الطيرة شرك « رواه أبو داود والترمذي وصححه ، وقال :» من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك « رواه أحمد وصححه الألباني . منه التطير بالقطط والكلب الأسود والهامة (البومة) وبالناس الذين لا يحبهم .


    ومظاهر الشرك الأصغر الخفي كثيرة نكتفي بهذه الصور المحتاج إلى بيانها، ونختم المقال بما جاء عن ابن عباس y في تفسير قوله تعالى:]فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً [ (البقرة:22) قال: »الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاء سوداء، في ظلمة الليل. وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلانة وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، فإن هذا كله به شرك « رواه ابن أبي حاتم في التفسير بإسناد حسن . والحمد لله رب العالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 10:22 am