من طرف hichou78 الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:47 pmملخص السيـرة النبـوية
الحمد لله العزيز الحميد، الـمبدئ الـمعيد، ذي العرش الـمجيد، يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، والصّلاة والسّلام على النّبـيّ الـمصطفى، والرّسول الـمجتبـى، صاحب الـمقام الـمحمود، والحوض الـمورود، وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار، والتّابعيـن لـهم بإحسان إلى يوم الدّين، أمّا بعد: فهذا ملخّص السّيرة النبويّة على صاحبها أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم.
نسبه الشّريف صلّى الله عليه و سلّم : هو أكرم خلق الله وأفضل رسله، وخاتـم أنبيائه محمّد بن عبد الله، بن عبد الـمطّلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصيّ، بن كلاب، بن مرّة، بن كعب، بن لـؤيّ، بن غالب، بن فِهر، بن مالك، بن النّضر، بن كنانة، بن خزيـمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معدّ، بن عدنان.
وعدنان من ذرّية إسـماعيل بن إبراهيم عليهما السّلام بالاتّفاق، ولكن لـم يُعرف بالضّبط عدد ولا أسـماء من بينه وبين إسـماعيل عليه السّلام، بدليل قوله تعالى: )أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ.. .( [إبراهيم:9]
روى الطّبري رحمه الله في " تفسيره " عن عمرو بن ميمون قال: حدّثنا ابن مسعود رضي الله عنه أنّه كان يقرأ هذه الآية ثـمّ يقول: كذب النسّابون.
وقال القرطبـي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "لا يُحْصِي عددَهم إلاّ الله، ولا يعرف نسبهم إلاّ الله" ثـمّ ذكر أثر عروة بن الزّبيـر t أنّه قال: ما وجدنا أحدا يعرف ما بين عدنان وإسـماعيل عليه السّلام.
أمّا أمّه صلّى الله عليه و سلّم: فهي آمنة، بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كلاب.
قبيلته صلّى الله عليه و سلّم: وقبيلته هي قبيلة قريش الـمشهود لـها بالشّرف، ورفعة الشّأن، والـمجد الأصيل، وقداسة الـمكانة بين سائر العرب.
أسرته صلّى الله عليه و سلّم: أمّا أسرته فتعرف بالأسرة الـهاشـمية، نسبة إلى جدّه الثّانـي هاشم.
أمّا والده صلّى الله عليه و سلّم: عبد الله، فكان أحسن أولاد عبد الـمطّلب، وأحبّهم إليه.
تـحقيق تاريخ ولادته صلّى الله عليه و سلّم يوماً وشهراً: اتّفق علـماء الإسلام رحـمهم الله تعالى أنّه وُلد يوم الاثنين، لـما رواه مسلم عن أبي قتادة الأنصاريّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: سُئل عن صوم الاثنين ؟ قال:« ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ».
وَكَان مولده صلّى الله عليه و سلّم عام الفيل: عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:« وُلِدَ النّبيُّ صلّى الله عليه و سلّم عَامَ الفِيلِ ». [رواه البيهقي في " دلائل النبوّة "].
أمّا الشهر: فربيع الأوّل، وهو مذهب جـمهور العلـماء رحمهم الله، لما رواه الإمام مالك عن محمّد بن جبير بن مطعم: (( أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و سلّم وُلِدَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ )).
أمّا فيما يـخصّ اليوم الشّهري: فاختلف العلـماء رحمهم الله في يوم الولادة: أهو اليوم الثّانـي، أم الثّامن، أم العاشر، أم الثّانـي عشر ؟
قال ابن كثير رحمه الله بعدما نقل هذه الأقوال: والصّحيح عن ابن حزم الأوّل أنّه لثمان مضين منه كما نقله عنه الحميدي وهو أثبت.[" البداية والنّهاية " (2/260) ].
صفة حـمل آمنة به: لقد وردت قصص وأخبار حول صفة حمل آمنة به، ولم يثبت شيء من هذه الحكايات، إلاّ أنّ آمنة رأت أنّه يخرج منها نور أضاءت له قصور بُصرى من أرض الشّام. ["صحيح السّيرة النّبويّة " للألباني].
ذكر حواضنه ومراضعه صلّى الله عليه و سلّم: أوّل من أرضعته أمّه آمنة، وشاركتها في هذه الرّضاعة أمّ أيـمن، وثويبة، وأخيراً حليمة السّعديّة.
حادثة شقِّ الصّدر الأولـى: اختلف العلـماء –رحمهم الله- في عدد الـمرّات الّتي حدثت فيها حادثة شقِّ الصّدر، فأكثر ما ورد خمس مرّات، وأقلّ ما قيل مرّة واحدة، والصّواب-والله تعالى أعلم- أنّها حدثت له مرّتين.
الأولـى: في بادية بني سعد، عندما كان طفلاً في الرّابعة من عمره.
والثّانيـة: كانت ليلة الإسراء والـمعراج.
عودته إلى مكّة: ورجع النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم من قبيلة بني سعد بعد هذه الحادثة إلى مكّة، فبقي عند أمّه وفي أسرته نـحو سنتين، ثـمّ سافرت معه أمّه إلى الـمدينة، حيث قبرُ والده الّذي توفّي قبل ولادته. فمكثت معه شهرا، ثـمّ رجعت، وبينما هي في الطّريق إذ حبسها الـمرض، وهناك كانت على موعد مع العالـم الآخر، فتوفّيت بالأبواء بين مكّة والـمدينة، ودفنت هناك.
إلى جدّه العطوف: وعاد به جدّه عبد الـمطّلب إلى مكّة، وهو يشعر من أعماق قلبه بشدّة ألـم الـمصاب الـجديد.فرقّ عليه رِقّة لـم يـجدها على أحد. فكان يُعْظِم قدرَه، ويكرمه غاية الإكرام، ويـُجلسه على فراشه الـخاصّ الذي لـم يكن يَـجلس عليه غيره، ولكنه توفّـي بعد سنتين حين كان عمر النّبـيّ صلّى الله عليه و سلّم ثـمانـي سنوات.
في بيت عمّه الشّفيق: وقام بكفالته عمّه أبو طالب شقيق أبيه، واختصّه بفضل الرّحـمة والـمودّة، وكان مقلاًّ من الـمال، فبارك الله قليله، حتّى كان طعام الواحد يُشبِع جـميع أسرته، وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مثال القناعة والصّبر، يكتفـي بـما قدر الله له. .. يتبع ان شاء الله
