منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    شرح أسماء الله الحسنى و صفاته العلى الأوّل الآخر الظّاهر الباطن

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    شرح أسماء الله الحسنى و صفاته العلى    الأوّل  الآخر  الظّاهر   الباطن Empty شرح أسماء الله الحسنى و صفاته العلى الأوّل الآخر الظّاهر الباطن

    مُساهمة من طرف hichou78 الجمعة فبراير 05, 2010 12:06 pm

    2. 3. 4. 5. الأول ،الآخر، الظاهر، الباطن


    قال الله تعالى ] هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [ (الحديد:3)

    روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ (( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ ))

    ( الأول )

    هو الذي ليس قبله شيء، فكل ما سواه حادث ومخلوق، فالله تعالى كان ولا شيء معه فأراد الله أن يُعْبَد فخلق الخلق، جاء في صحيح البخاري[1]عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (( دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و سلّم وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ‍‍‍! قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ. قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَنَادَى مُنَادٍ: ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ، فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا ))

    ـ وهناك من يطلق اسم القديم على الله تعالى من السلف والخلف، يقول الطحاوي: وهو قديم بلا ابتداء ودائم بلا انتهاء

    يقول ابن أبي العز الحنفي في شرحه: وقد أدخل المتكلمون في أسماءه القديم، وليس هو من الأسماء الحسنى، فإنّ القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن هو المتقدم على غيره، فيقال هذا قديم للعتيق، وهذا حديث للجديد، ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره، ومنه قوله تعالى ] وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ [ (يّـس:39) أي مُتَقَدِم، حتى إذا وجد الجديد قيل للأول قديم، وقال تعالى]وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ[(الأحقاف: 11)، وقد أنكر كثير من السلف والخلف منهم ابن حزم أن يكون هذا اسم، والله تعالى له الأسماء الحسنى لا الحسنة.

    ـ ومنهم من يقول الأزلي، وهو الماضي غير المحدود الذي يقابل الأبد

    ( الآخر )

    هو الذي ليس بعده شيء، فهو يدل على بقاء الله ودوامه، وهذا البقاء والدوام بذاته تعالى، لأنّ هناك من المخلوقات من لا يفنى كالعرش والجنة والنار وعجب الذنب، لكن عدم فناءها ليس بذاتها، بل بإبقاء الله لها

    يقول ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج(1/581) < وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أنّ من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من

    أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله

    صلّى الله عليه و سلّم وإجماع سلف الأمة وأئمتها لما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا تتسع هذه الورقة لذكره >

    ( الظاهر )

    هو الذي ليس فوقه شيء، فالمراد بالظهور هنا العلو، كما قال الله تعالى ] فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً [ (الكهف:97)

    ( الباطن )

    هو الذي ليس دونه شيء، فهو قريب من كل شيء

    § ثمرات معرفة هذه الأسماء

    الثمرة الأولى : إدراك غنى الله تعالى عما سواه، فهو كان ولم يكن شيء معه، وإنّ آخريته لا أمد لها، فوجوده ليس قائما على عبادة الناس له، بل هو خلق الخلق ليعبدوه ] لا يسأل عما يفعل وهو يسألون [

    الثمرة الثانية: العلم بهذه الصفات الأربع يوحي في النفس تعظيم الله تعالى، فمن خلال معرفة هذه الأسماء ندرك أنّ الله تفرد بالإحاطة المطلقة، فالأول والآخر إحاطة زمانية، وأما الظاهر والباطن فتشمل الإحاطة المكانية، فالأول يدل على أنّ كل ما سواه حادث بعد أن لم يكن، وأما الآخر فيدل على أن الله هو المنتهى والغاية، والظاهر يدل على عظمته وزوال كل عظمة أمام هذه العظمة، والباطن يدل على كما قربه من العباد واطلاعه على السرائر والخبايا وعلى الضمائر والطوايا

    قال ابن القيم في طريق الهجرتين ص (46) : < فمعرفة هذه الأسماء الأربعة الأول والآخر والظاهر والباطن هي أركان العلم والمعرفة فحقيق بالعبد أن يبلغ في معرفتها إلى حيث ينتهي به قواه وفهمه، واعلم أنّ لك أنت أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، بل كل شيء فله أول وآخر وظاهر وباطن، حتى الخطرة واللحظة والنفس وأدنى من ذلك وأكثر، فأولية الله تعالى سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه، فأوليته سبقه لكل شيء وآخريته بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيء، ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء هو ما علا منه، وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون وهذا لون، فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة وهي إحاطتان زمانية ومكانية، فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد، فكل سابق انتهى إلى أوليته وكل آخر انتهى إلى آخريته، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه وما من باطن إلا والله ودونه، وما من أول إلا والله قبله وما من آخر إلا والله بعده، فالأول قِدَمه والآخر دوامه وبقاؤه، والظاهر علوه وعظمته، والباطن قربه ودنوه، فسبق كل شيء بأوليته، وبقيّ بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا توارى منه سماء سماء ولا أرض أرضا، ولا يحجب عنه ظاهر باطنا، بل الباطن له ظاهر والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب، والسرّ عنده علانية.



    فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد، فهو الأول في آخريته، والآخر في أوليته، والظاهر في بطونه، والباطن في ظهوره، لم يزل أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ) اهـ

    الثمرة الثالثة : تعبد الله بهذه الأسماء. يقول ابن القيم في طريق الهجرتين ص(46) < والتعبد بهذه الأسماء رتبتان : المرتبة الأولى: أن تشهد الأولية منه تعالى في كل شيء والآخرية بعد كل شيء والعلو والفوقية فوق كل شيء والقرب والدنو دون كل شيء ، فالمخلوق يحجبه مثله عما هو دونه فيصير الحاجب بينه وبين المحجوب، والرب جل جلاله ليس دونه شيء أقرب إلى الخلق منه، والمرتبة الثانية من التعبد أن يعامل كل اسم بمقتضاه فيعامل سبقه تعالى بأوليته لكل شيء وسبقه بفضله وإحسانه الأسباب كلها بما يقتضيه ذلك من أفراده وعدم الالتفات إلى غيره، والوثوق بسواه والتوكل على غيره، فمن ذا الذي شفع لك في الأزل حيث لم تكن شيئا مذكورا حتى سمّاك باسم الإسلام ووسمك بسمة الإيمان وجعلك من أهل قبضة اليمين، وأقطعك في ذلك الغيب عمالات المؤمنين فعصمك عن العبادة للعبيد، وأعتقك من التزام الرّق لمن له شكل ونديد، ثم وجّه وجهة قلبك إليه سبحانه دون ما سواه، فاضرع إلى الذي عصمك من السجود للصنم وقضى لك بقدم الصدق في القدم أن يتم عليك نعمة هو ابتدأها، وكانت أوليتها منه بلا سبب منك، واسم بهمتك عن ملاحظة الاختيار ولا تركننّ إلى الرسوم والآثار، ولا تقنع بالخسيس الدون وعليك بالمطالب العالية والمراتب السامية التي لا تنال إلا بطاعة الله فإنّ الله سبحانه قضى أن لا ينال ما عنده إلا بطاعته، ومن كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد، فمن أقبل إليه تلقاه من بعيد، ومن تصرف بحوله وقوته ألان له الحديد، ومن ترك لأجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد مراده الديني أراد ما يريد، ثم اسم بسرك إلى المطلب الأعلى واقصر حبك وتقربك على من سبق فضله وإحسانه إليك كل سبب منك، بل هو الذي جاد عليك بالأسباب وهيّأ لك وصرف عنك موانعها وأوصلك بها إلى غايتك المحمودة، فتوكل عليه وحده وعامله وحده وآثر رضاه وحده، واجعل حبه ومرضاته هو كعبة قلبك التي لا تزال طائفا بها مستلما لأركانها واقفا بملتزمها، فيا فوزك ويا سعادتك إن اطلع سبحانه على ذلك من قلبك ماذا يفيض عليك من ملابس نعمه وخلع أفضاله، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك

    ثم تعبد له باسمه الآخر بأن تجعله وحده غايتك التي لا غاية لك سواه ولا مطلوب لك وراءه فكما انتهت إليه الأواخر، وكان بعد كل آخر، فكذلك اجعل نهايتك إليه فإنّ إلى ربك المنتهى إليه، انتهت الأسباب والغايات فليس وراءه مرمى ينتهي إليه، وقد تقدم التنبيه على ذلك وعلى التعبد باسمه الظاهر، وأما التعبد باسمه الباطن فإذا شهدت إحاطته بالعوالم وقرب العبيد منه، وظهور البواطن له، وبدو السرائر، وأنّه لا شيء بينه وبينها فعامله بمقتضى هذا الشهود، وطهّر له سريرتك، فإنها عنده علانية، وأصلح له غيبك فإنّه عنده شهادة، وزكّ له باطنك فإنّه عنده ظاهر، فانظر كيف كانت هذه الأسماء الأربعة جماع المعرفة بالله وجماع العبودية ))

    الثمرة الرابعة: بمعرفة هذه الأسماء نستفيد أنّ الله تعالى له جهة، يقول ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية :

    ( قال الإمام أحمد وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله سبحانه وتعالى حين زعم أنّه في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان، فقل له أليس كان الله ولا شيء؟ فيقول نعم، فقل له: فحين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا عن نفسه؟ فإنّه يصير إلى أحد ثلاثة أقاويل، إن زعم أنّ الله تعالى خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أنّ الجن والإنس والشياطين وإبليس في نفسه، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كفر أيضا حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش وقذر، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة.) اهـ

    الثمرة الخامسة: من تعبّد الله بهذه الأسماء جازاه الله تعالى بها فيكرمه بظهوره ويعليه على غيره، ويجعله أقرب الناس إليه في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يوفقه ويلهمه ذكره دائما ويحيا بحماه وحفظه، وفي الآخرة يكرمه بالدرجات العلى، وأما الأولية فيجعلهم الأولين في الرتب، وأما المجازاة بالآخرية فهو أن يخلدهم في جنات النعيم.

    الثمرة السادسة: من يفقه هذه الأسماء يطّلِع على أسماء أخرى

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:58 am