منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    القول المبين فيمن أوتي الأجر مرّتين لفضيلة الشّيخ نصر الدّين بالقاسم الجزائري خريج جامعة المدينة النّبويّة

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    القول  المبين فيمن أوتي الأجر مرّتين  لفضيلة الشّيخ نصر الدّين بالقاسم الجزائري   خريج   جامعة المدينة النّبويّة Empty القول المبين فيمن أوتي الأجر مرّتين لفضيلة الشّيخ نصر الدّين بالقاسم الجزائري خريج جامعة المدينة النّبويّة

    مُساهمة من طرف hichou78 الإثنين فبراير 08, 2010 12:50 pm

    أجر من تعهد القرآن و هو عليه شاق


    أخرج الشيخان البخاري[1] و مسلم[2] في صحيحهما من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي r قال : ( مثل الذي يقرأ القرآن و هو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، و مثل الذي يقرأ القرآن و هو عليه شديد فله أجران). هذا لفظ البخاري.

    و لفظ مسلم: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، و الذي يقرأ القرآن و يتتعتع فيه و هو عليه شاق له أجران).

    - الماهر: قال النووي هو الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف و لا يشق عليه القراءة بجودة حفظه و إتقانه.

    و أما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران، أجر بالقراءة و أجر تتعتعه في تلاوته و مشقته.

    تنبيه : قال ابن التين:اختلف هل له ضعف أجر الذي يقرأ القرآن حافظا، أو يضاعف له أجره، و أجر الأول أعظم! قال : و هذا أظهر، و لمن رجح الأول أن يقول الأجر على قدر المشقة و هو الظاهر و الله أعلم.[3]

    توضيح: قد يتبادر إلى الذهن أن كون الذي يتتعتع في القرآن و هو عليه شاق فيحصل له أجران هو أفضل و أعظم أجرا منالماهر به الحافظ له المتقن لقراءته و تلاوته، بل الأمر على خلاف ذلك إذ الذي استحق أن يكون مع السفرة الكرام البررة لا شك أنه أعظم و أكثر أجرا من غيره.

    قال القاضي عياض[4] رحمه الله: ليس معناه أن الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل و أكثر أجرا لأنه مع السفرة و له أجور كثيرة، و لم تذكر هذه المنزلة لغيره.

    و السفرة هم الملائكة سمّوا سفرة لأنه ينزلون بالوحي و ما يقع به الصلاح بين الناس، كالسفير الذي يصلح بين القوم ، و يقال الثفرة الكتبة و أحدهم سافر، و سمّي الكتاب سفرا لأنه يسفر الشيء و يبيّنه.[5]


















    أجر المملوك إذا أدّى حق الله و حق مواليه


    أخرج البخاري في صحيحه[6] من حديث أبي موسى الأشعري tعن النبي r قال : ( ثلاثة لهم أجران، و ذكر العبد المملوك إذا أدى حق الله و حق مواليه…) الحديث تقدم في رواية عنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله r قال : ( العبد إذا نصح سيده و أحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين ) .

    و عنده أيضا من حديث أبي هريرة t : (للعبد المملوك الصالح أجران).[7]

    و هذا الأخير لفظه عام و هو اسم لما تقدم من الشرطين و هما حسن العبادة و التصح للسيد، و نصيحة السيد تشمل أداء حقه من الخدمة و غيرها.

    و جاء في بعض روايات أبي موسى الأشعري t بيان حق الله و حق السيد في قوله r : (للمملوك الذي يحسن عبادة ربه، و يؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق و النصيحة و الطاعة أجران).

    معنى الحديث

    قال ابن عبد البر رحمه الله: معنى هذا الحديث عندي أن العبد لما اجتمع عليه أمران واجبان طاعة ربه في العبادات و طاعة سيده في المعروف فقام بهما جميعا كان له ضعف أجر الحر المطيع لطاعته، لأنه قد ساواه في طاعة الله، و فضل عليه بطاعة من أمره الله بطاعته.

    و قال الحافظ: و قيل سبب التضعيف أنه زاد لسيده نصحا، و في عبادة ربه إحسانا فكان له أجر الواجبين، و أجر الزيادة عليهما و قيل إن تضعيف الأجر مختصا بالعمل الذي يتحد فيه طاعة الله و طاعة السيد فيعمل عملا واحدا و يؤجر عليه أجران بالاعتبارين. اهـ[8]

    و قال النووي : في هذا الحديث فضيلة ظاهرة للمملوك المصلح و هو الناصح لسيده، و القائم بعبادة ربهالمتوجهة عليه، و أن له أجرين لقيامه بالحقين لانكساره بالرق. اهـ[9]

    من توضيح: يقال هل كون العبد المملوك الصالح له أجران أنه أفضل الحر و أعظم أجرا منه و هل ما قاله أبو هريرة t بعد هذا الحديث دليل على ذلك ؟

    قال القرطبي رحمه الله و هو يزيل هذا الإشكال : إن كون المملوك له أجره مرتين إنما ذلك لتعدد الجهتين، لأنه مطالب من جهة الله تعالى بعبادته، و من جهة سيده بطاعته، و مع ذلك فالحر و إن طلب من جهة واحدة، فوظائفه فيها أكثر، و غناؤه أعظم، فثوابه أكثر، و قد أشار إلى هذا أبو هريرة بقوله: لولا الجهاد و الحج و برّ أمي لأحببت أن أموت و أنا مملوك.[10]

    أجر الرجل يعلّم أمته ثم يعتقها و يتزوجها


    أخرج البخاري[11] من حديث أبي موسى الأشعري t عن النبي r : (ثلاثة لهم أجران: و ذكر … و رجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها و علّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران ) .

    وجه التضعيف في الحديث

    يقول الكرماني عن المظهري: المراد بحصول الأجرين له هنا بالاعتاق و التزوج، لأن التأديب و التعليم موجبان للأجر في الأجنبي و الأولاد و جميع الناس فلم يكن مختصا بالإماء و قيّد بالتأديب و التعليم لأنه أكمل للأجر إذ تزوّج المرأة المؤدبة المعلمة أكثر بركة و أقرب أن تعين زوجها على دينها.[12]

    و يقول صاحب فيض القدير على البخاري : إن الأجرين على الإعتاق بما فيه ( أي التأديب و التعليم ) و على النكاح، لأن الإعتاق عبادة مستقلة، و سائر الأمور فبله تمهيدات له و كذا التزوج بعد الإعتاق عبادة مستقلة أخرى.[13]

    ـ هل يكون العتق صداقا؟

    اختلف أهل العلم في هل يكون العتق صداقا لمن تزوج أمته بعد عتقها أم لا بد من مهر جديد؟

    ذهب سعيد بن الميب و إبراهيم النخعي و طاوس و الزهري، و من الفقاء الثوري و أبو يوسف و أحمد و إسحاق إلى أنه إذا أعتق الرجل أمته على أن يجعل عتقها صداقها صح العقد و العتق و المهر على ظاهر الحديث، و حديث أنس بن مالك: ( أنّ رسول الله r أعتق صفية و جعل عتقها صداقها).أخرجه البخاري.[14]

    و ذهب آخرون إلى عدم الجواز حتى يجعل لها مهرا سوى العتق و به قال مالك و أبو حنيفة قاله القرطبي.

    و قال الترمذي : و القول الأول أصح، و كذا رجحه ابن دقيق العيد و ابن الصلاح، و النووي و الحافظ، و توقف البخاري في الحكم كما هو واضح من تبويبه للحديث: باب من جعل عتق الأمة صداقها و استدل المانعون بأن عتق صفية وتزوجها من خصائصه r .[15]

    و بما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص 68 و البيهقي في السنن 7/128 من حديث أبي موسى مرفوعا: ( إذا أعتق الرجل أمته ثم أمهرها مهرا جديدا كان له أجران). و حسنه ابن حجر .









    أجر الحاكم و العالم إذا اجتهد فأصاب


    أخرج البخاري في صحيحه[16] و مسلم[17] عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله r يقول: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، و إذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر.

    الضابط في الأجر و الاجتهاد

    قال ابن المنذر : إنما يؤجر الحاكم إذا أخطأ إذا كان عالما بالاجتهاد و إذا لم يكن عالما فلا.

    و قال الحافظ: إذا بذل وسعه أجر، فإن أصاب ضوعف أجره لكن لو أقدم فحكم أو أفتى بغير علم لحقه الإثم.

    و يقول النووي في توضيح ذلك: أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عالم أهل للحكم، فإن أصاب فله أجران، أجر باجتهاده و أجر بإصابته، و إن أخطأ فله أجر باجتهاده، وفي الحديث محذوف تقديره: إذا أراد الحاكم أن يحكم فاجتهد، و قالوا : أما من ليس بأهل للحكم فلا يحل له الحكم، فإن حكم فلا أجر له بل هو آثم، و لا ينفذ حكمه سواء وافق الصواب أم لا! و هي مردودة كلها و لا يعذر في شيء من ذلك. و نحوه قال الخطابي: إنما يءجر المجتهد إذا كان جامعا لآلة الاجتهاد فهو الذي نعذره بالخطأ، بخلاف المتكلف فيخاف عليه، ثم إنما يؤجر العالم لأن اجتهاده في طلب الحق عبادة.اهـ [18]

    الاجتهاد لغة و اصطلاحا

    في اللغة: هو افتعال من الجهد، و هو المشقة، و هو الطاقة.

    في الاصطلاح: هو بذل الوسع في نيل حكم شرعي عملي بطريق الاستنباط.

    شرط الاجتهاد أو المجتهد

    قال أهل العلم: و شرط المجتهد، الإحاطة بمدارك الأحكام و هي الأصول و ما يعتبر للحكم في الجملة من حيث الكمية و المقدار أو من حيث الكيفية كتقديم ما يجب تأخيره، أو تأخير ما يجب تقديمه.

    الشيء المجتهد فيه

    قال الزركشي : هو كل حكم شرعي عملي أو علمي يقصد به العلم ليس فيه دليل قطعي.

    مقصد المجتهد

    يجب أن يكون مقصد المجتهد في اجتهاده طلب الحق عند الله، و إصابة العين التي يجتهد فيها، و ذهب البعض إلى أن عليه أن يقصد طلب الحق عند نفسه لأن ما عند الله لا يعلم إلا بالنص. قال الزركشي : و على كلا المذهبين عليه أن يتوصل باجتهاده إلى طلب الحق و إصابة العين.[19]




    [1] الفتح كتاب التفسير/ سورة عبس 8/691


    [2] النووي على مسلم ، صلاة المسافرين 6/84-85


    [3] الفتح 8/693


    [4] نقلا من تحفة الأحوذي 8/216


    [5] شرح السنة للبغوي 3/5


    [6] فتح الباري ، العلم/باب تعليم الرجل أمته 1/190


    [7] فتح الباري 5/175


    [8] فتح الباري 5/176


    [9] شرح مسلم 11/135


    [10] المفهم 4/355


    [11] فتح الباري 1/190- 9/126


    [12] شرح البخاري للكرماني 1/90


    [13] 1/192


    [14] فتح الباري 9/128-130 بتصرف .


    [15] نفس المصدر السابق.


    [16]فتح الباري كتاب الإعتصام / باب أجر الحاكم إذا اجتهد… 13/319


    [17] شرح النووي كتاب الأقضية 12/13


    [18] نقلا من الفتح 13/319


    [19] البحر المحيط للزركشي 6/23

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 3:19 am