من طرف hichou78 الإثنين فبراير 08, 2010 11:11 pmآداب الدّعاء 2
وعلى لسان نوح :﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً ﴾ [نوح28]
وعن أبي بن كعب :« أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا بَدَأَ بِنَفْسِهِ ». [ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
وفي رواية للترمذي وصححه. قال:« كَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ ».
10. تكرار الدّعـاء ثلاثاً:
جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود أن النّبيّ :« كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا. وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا ».
11. الاعتدال في رفع الصّوت:
قال الله تعالى:﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [ الأعراف:55]
وقال تعالى:﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً ﴾ [ مريم:3]
عن أبي موسى قال:كنا مع النبي في سفر، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:« أَيُّهَا النَّاسُ اِرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً، وَلَكِن تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيرا ً». [رواه البخاري]
12. ترك الاعتداء في الدّعاء:
عن أبي نعامة أن عبد اللّه بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهمَّ إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها. فقال: أي بنيَّ سَلِ اللّهَ الجنَّةَ، وَتَعَوَّذ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يقول:« إنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّة قَومٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ ».[ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
13. اجتناب الاستعجال في الدعاء:
عن أبي هريرة أن رسول الله قـال: « يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَمْ يَعْجَلْ, يقُولُ: دَعَوتُ فَلَم ُيسْتَجَبْ لِي». [متفق عليه]
وفي رواية عند مسلم. قال:« لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ». قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال: « يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِى فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ».
14. اِجتناب الغفلة
الغفلة لها صورتان:
1/ أن لا تعقل ما تقول ولا تفهم ما تقول به
2/ أن تفهم ما تقول لكن وقت الدعاء يكون قلبك غافل عما تقول
15. اليقين في الإجابة:
عن أبي هريرة عن رسول الله قال:« اُدْعُوا اللهَ وَأَنتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله لاَ يَقْبَلُ دُعَاء مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ ». [ رواه الترمذي]
تنبيـه: مـمّا يـخدش في اليقين، الاستثناء في الدّعاء، كأن تقول: اللّهمّ اغفر لي إن شِئتَ.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :« لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ -وفي رواية-: "اللَّهُمَّ أَعْطِنِي إِنْ شِئْتَ" لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ ». [متفق عليه]
قال ابن حجر في الفتح: قوله:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .." هذه كلها أمثلة ، تتناول جميع ما يدعى به.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: لا يجوز لأحد أن يقول اللهم أعطني إن شئت وارحمني إن شئت وتجاوز عني وهب لي من الخير إن شئت من أمر الدين والدنيا لنهي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك ولأنه كلام مستحيل لا وجه له .
وذهب ابن حجر والنووي إلا أن ذلك مكروه ولـم يذكر دليل لصرفه للكراهة
16. اِجتناب السّجع المتكلف:
قال بعضهم: " ادع بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق".
ويوضح ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من نصيحة ابن عباس لأحد أصحابه، ومـمّا قـال:« فَانْظُرْ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاِجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ وَأَصْحَابِهِ لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ. يَعْنِي: لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ الاجْتِنَاب ».
قال ابن حجر في الفتح: أي لا تقصد إليه ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء
17. أن لا يخص الدّاعي نفسه:
وهو ما يسمى بالتحجير في الدّعاء ، فعن أبي هريرة قال: (( قَامَ رَسُولُ اللهِ فِي صَلاَةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ اِرْحَمْنِي وَمُحَمَّداً، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَداً. فَلَمَا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلأَعْرَابِي: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعاً». يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ)). [رواه البخاري]
18. الدّعاء للمسلمين بظهر الغيب:
روى مسلم عن أبي الدّرداء قال: قال رسول الله : « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ، بِمِثْل ».وفي رواية قال :« دَعَوْةُ المُسْلِمِ لِأَخِيهِ، بِظَهْرِ الغَيْبِ، مُسْتَجَابَةٌ.عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكُ مُوَكَلٌ،كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ المَلَكُ المُوَكَلُ بِهِ:آمِين.وَلَكَ بِمِثْل ».
قال النّووي-رحمه الله-: لأنّه أبلغ في الإخلاص، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه، يدعو لأخيه المسلم بتلك الدّعوة، لأنّها تستجاب ويحصل له مثلها.
19. الدعاء بجوامع الدعية:
روى أبو داود بسند صححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ ».
قال صاحب عون المعبود
يستحب الجوامع من الدعاء ) أي الجامعة لخير الدنيا والآخرة وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا كما في قوله تعالى ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة
وقال علي القارىء: وهي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة.
20. الدعاء بالعمل الصالح:
وهذا قد أثنى الله على قوم فعلوا ذلك في القرآن بل سماهم أولي الألباب قال يقولون: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }.[ آل عمران:193]
وقول الحواريين: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أََََََََََََََََنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }.[ آل عمران:53]
وقصة أصحاب الغار: دعوا الله بأعمالـهم الصالحة
21. الإتيان بالدعاء المأثور:
هل يجوز الدعاء بغير المأثور؟:
الدعاء نوعان:
1/ أدعية توقفية لا يجوز تعديها
2/ أدعية غير مقيدة. اتفق العلماء على جوازها بغير المأثور في غير الصلاة.
أما في الصلاة خلاف بين أهل العلم –رحمهم الله تعالى-
الجمهور قالوا يجوز الدعاء بغير المأثور. واستدلوا بما رواه الشيخان عن عبد الله قال:كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه و سلم :« لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو ».
وخالف النخعي وطاووس وأبي حنيفة قالوا يجب الالتزام بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة
والصحيح جائز الدعاء بغير المأثور والأولى أن تدعوا بالمأثور والله أعلى وأعلم وهو الموفق لكل خير والهادي إلى سواء السبيل وسبحانك الّلهمّ وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ث التي لم أشير إلى تصحيحها انظرها في صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني-رحمه الله[color=#3b5998]
وعلى لسان نوح :﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً ﴾ [نوح28]
وعن أبي بن كعب :« أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا بَدَأَ بِنَفْسِهِ ». [ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
وفي رواية للترمذي وصححه. قال:« كَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ ».
10. تكرار الدّعـاء ثلاثاً:
جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود أن النّبيّ :« كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا. وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا ».
11. الاعتدال في رفع الصّوت:
قال الله تعالى:﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [ الأعراف:55]
وقال تعالى:﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً ﴾ [ مريم:3]
عن أبي موسى قال:كنا مع النبي في سفر، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:« أَيُّهَا النَّاسُ اِرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً، وَلَكِن تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيرا ً». [رواه البخاري]
12. ترك الاعتداء في الدّعاء:
عن أبي نعامة أن عبد اللّه بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهمَّ إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها. فقال: أي بنيَّ سَلِ اللّهَ الجنَّةَ، وَتَعَوَّذ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يقول:« إنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّة قَومٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ ».[ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
13. اجتناب الاستعجال في الدعاء:
عن أبي هريرة أن رسول الله قـال: « يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَمْ يَعْجَلْ, يقُولُ: دَعَوتُ فَلَم ُيسْتَجَبْ لِي». [متفق عليه]
وفي رواية عند مسلم. قال:« لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ». قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال: « يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِى فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ».
14. اِجتناب الغفلة
الغفلة لها صورتان:
1/ أن لا تعقل ما تقول ولا تفهم ما تقول به
2/ أن تفهم ما تقول لكن وقت الدعاء يكون قلبك غافل عما تقول
15. اليقين في الإجابة:
عن أبي هريرة عن رسول الله قال:« اُدْعُوا اللهَ وَأَنتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله لاَ يَقْبَلُ دُعَاء مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ ». [ رواه الترمذي]
تنبيـه: مـمّا يـخدش في اليقين، الاستثناء في الدّعاء، كأن تقول: اللّهمّ اغفر لي إن شِئتَ.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :« لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ -وفي رواية-: "اللَّهُمَّ أَعْطِنِي إِنْ شِئْتَ" لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ ». [متفق عليه]
قال ابن حجر في الفتح: قوله:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .." هذه كلها أمثلة ، تتناول جميع ما يدعى به.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: لا يجوز لأحد أن يقول اللهم أعطني إن شئت وارحمني إن شئت وتجاوز عني وهب لي من الخير إن شئت من أمر الدين والدنيا لنهي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك ولأنه كلام مستحيل لا وجه له .
وذهب ابن حجر والنووي إلا أن ذلك مكروه ولـم يذكر دليل لصرفه للكراهة
16. اِجتناب السّجع المتكلف:
قال بعضهم: " ادع بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق".
ويوضح ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من نصيحة ابن عباس لأحد أصحابه، ومـمّا قـال:« فَانْظُرْ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاِجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ وَأَصْحَابِهِ لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ. يَعْنِي: لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ الاجْتِنَاب ».
قال ابن حجر في الفتح: أي لا تقصد إليه ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء
17. أن لا يخص الدّاعي نفسه:
وهو ما يسمى بالتحجير في الدّعاء ، فعن أبي هريرة قال: (( قَامَ رَسُولُ اللهِ فِي صَلاَةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ اِرْحَمْنِي وَمُحَمَّداً، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَداً. فَلَمَا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلأَعْرَابِي: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعاً». يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ)). [رواه البخاري]
18. الدّعاء للمسلمين بظهر الغيب:
روى مسلم عن أبي الدّرداء قال: قال رسول الله : « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ، بِمِثْل ».وفي رواية قال :« دَعَوْةُ المُسْلِمِ لِأَخِيهِ، بِظَهْرِ الغَيْبِ، مُسْتَجَابَةٌ.عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكُ مُوَكَلٌ،كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ المَلَكُ المُوَكَلُ بِهِ:آمِين.وَلَكَ بِمِثْل ».
قال النّووي-رحمه الله-: لأنّه أبلغ في الإخلاص، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه، يدعو لأخيه المسلم بتلك الدّعوة، لأنّها تستجاب ويحصل له مثلها.
19. الدعاء بجوامع الدعية:
روى أبو داود بسند صححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ ».
قال صاحب عون المعبود يستحب الجوامع من الدعاء ) أي الجامعة لخير الدنيا والآخرة وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا كما في قوله تعالى ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة
وقال علي القارىء: وهي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة.
20. الدعاء بالعمل الصالح:
وهذا قد أثنى الله على قوم فعلوا ذلك في القرآن بل سماهم أولي الألباب قال يقولون: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }.[ آل عمران:193]
وقول الحواريين: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أََََََََََََََََنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }.[ آل عمران:53]
وقصة أصحاب الغار: دعوا الله بأعمالـهم الصالحة
21. الإتيان بالدعاء المأثور:
هل يجوز الدعاء بغير المأثور؟:
الدعاء نوعان:
1/ أدعية توقفية لا يجوز تعديها
2/ أدعية غير مقيدة. اتفق العلماء على جوازها بغير المأثور في غير الصلاة.
أما في الصلاة خلاف بين أهل العلم –رحمهم الله تعالى-
الجمهور قالوا يجوز الدعاء بغير المأثور. واستدلوا بما رواه الشيخان عن عبد الله قال:كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه و سلم :« لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو ».
وخالف النخعي وطاووس وأبي حنيفة قالوا يجب الالتزام بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة
والصحيح جائز الدعاء بغير المأثور والأولى أن تدعوا بالمأثور والله أعلى وأعلم وهو الموفق لكل خير والهادي إلى سواء السبيل وسبحانك الّلهمّ وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
[الأحاديث التي لم أشير إلى تصحيحها انظرها في صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني-رحمه الله
وعلى لسان نوح :﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً ﴾ [نوح28]
وعن أبي بن كعب :« أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا بَدَأَ بِنَفْسِهِ ». [ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
وفي رواية للترمذي وصححه. قال:« كَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ ».
10. تكرار الدّعـاء ثلاثاً:
جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود أن النّبيّ :« كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا. وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا ».
11. الاعتدال في رفع الصّوت:
قال الله تعالى:﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [ الأعراف:55]
وقال تعالى:﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً ﴾ [ مريم:3]
عن أبي موسى قال:كنا مع النبي في سفر، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:« أَيُّهَا النَّاسُ اِرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً، وَلَكِن تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيرا ً». [رواه البخاري]
12. ترك الاعتداء في الدّعاء:
عن أبي نعامة أن عبد اللّه بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهمَّ إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها. فقال: أي بنيَّ سَلِ اللّهَ الجنَّةَ، وَتَعَوَّذ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يقول:« إنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّة قَومٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ ».[ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
13. اجتناب الاستعجال في الدعاء:
عن أبي هريرة أن رسول الله قـال: « يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَمْ يَعْجَلْ, يقُولُ: دَعَوتُ فَلَم ُيسْتَجَبْ لِي». [متفق عليه]
وفي رواية عند مسلم. قال:« لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ». قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال: « يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِى فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ».
14. اِجتناب الغفلة
الغفلة لها صورتان:
1/ أن لا تعقل ما تقول ولا تفهم ما تقول به
2/ أن تفهم ما تقول لكن وقت الدعاء يكون قلبك غافل عما تقول
15. اليقين في الإجابة:
عن أبي هريرة عن رسول الله قال:« اُدْعُوا اللهَ وَأَنتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله لاَ يَقْبَلُ دُعَاء مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ ». [ رواه الترمذي]
تنبيـه: مـمّا يـخدش في اليقين، الاستثناء في الدّعاء، كأن تقول: اللّهمّ اغفر لي إن شِئتَ.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :« لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ -وفي رواية-: "اللَّهُمَّ أَعْطِنِي إِنْ شِئْتَ" لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ ». [متفق عليه]
قال ابن حجر في الفتح: قوله:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .." هذه كلها أمثلة ، تتناول جميع ما يدعى به.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: لا يجوز لأحد أن يقول اللهم أعطني إن شئت وارحمني إن شئت وتجاوز عني وهب لي من الخير إن شئت من أمر الدين والدنيا لنهي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك ولأنه كلام مستحيل لا وجه له .
وذهب ابن حجر والنووي إلا أن ذلك مكروه ولـم يذكر دليل لصرفه للكراهة
16. اِجتناب السّجع المتكلف:
قال بعضهم: " ادع بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق".
ويوضح ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من نصيحة ابن عباس لأحد أصحابه، ومـمّا قـال:« فَانْظُرْ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاِجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ وَأَصْحَابِهِ لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ. يَعْنِي: لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ الاجْتِنَاب ».
قال ابن حجر في الفتح: أي لا تقصد إليه ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء
17. أن لا يخص الدّاعي نفسه:
وهو ما يسمى بالتحجير في الدّعاء ، فعن أبي هريرة قال: (( قَامَ رَسُولُ اللهِ فِي صَلاَةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ اِرْحَمْنِي وَمُحَمَّداً، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَداً. فَلَمَا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلأَعْرَابِي: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعاً». يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ)). [رواه البخاري]
18. الدّعاء للمسلمين بظهر الغيب:
روى مسلم عن أبي الدّرداء قال: قال رسول الله : « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ، بِمِثْل ».وفي رواية قال :« دَعَوْةُ المُسْلِمِ لِأَخِيهِ، بِظَهْرِ الغَيْبِ، مُسْتَجَابَةٌ.عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكُ مُوَكَلٌ،كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ المَلَكُ المُوَكَلُ بِهِ:آمِين.وَلَكَ بِمِثْل ».
قال النّووي-رحمه الله-: لأنّه أبلغ في الإخلاص، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه، يدعو لأخيه المسلم بتلك الدّعوة، لأنّها تستجاب ويحصل له مثلها.
19. الدعاء بجوامع الدعية:
روى أبو داود بسند صححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ ».
قال صاحب عون المعبود
يستحب الجوامع من الدعاء ) أي الجامعة لخير الدنيا والآخرة وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا كما في قوله تعالى ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة وقال علي القارىء: وهي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة.
20. الدعاء بالعمل الصالح:
وهذا قد أثنى الله على قوم فعلوا ذلك في القرآن بل سماهم أولي الألباب قال يقولون: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }.[ آل عمران:193]
وقول الحواريين: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أََََََََََََََََنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }.[ آل عمران:53]
وقصة أصحاب الغار: دعوا الله بأعمالـهم الصالحة
21. الإتيان بالدعاء المأثور:
هل يجوز الدعاء بغير المأثور؟:
الدعاء نوعان:
1/ أدعية توقفية لا يجوز تعديها
2/ أدعية غير مقيدة. اتفق العلماء على جوازها بغير المأثور في غير الصلاة.
أما في الصلاة خلاف بين أهل العلم –رحمهم الله تعالى-
الجمهور قالوا يجوز الدعاء بغير المأثور. واستدلوا بما رواه الشيخان عن عبد الله قال:كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه و سلم :« لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو ».
وخالف النخعي وطاووس وأبي حنيفة قالوا يجب الالتزام بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة
والصحيح جائز الدعاء بغير المأثور والأولى أن تدعوا بالمأثور والله أعلى وأعلم وهو الموفق لكل خير والهادي إلى سواء السبيل وسبحانك الّلهمّ وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ث التي لم أشير إلى تصحيحها انظرها في صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني-رحمه الله[color=#3b5998]
وعلى لسان نوح :﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً ﴾ [نوح28]
وعن أبي بن كعب :« أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا بَدَأَ بِنَفْسِهِ ». [ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
وفي رواية للترمذي وصححه. قال:« كَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ ».
10. تكرار الدّعـاء ثلاثاً:
جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود أن النّبيّ :« كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا. وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا ».
11. الاعتدال في رفع الصّوت:
قال الله تعالى:﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [ الأعراف:55]
وقال تعالى:﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً ﴾ [ مريم:3]
عن أبي موسى قال:كنا مع النبي في سفر، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:« أَيُّهَا النَّاسُ اِرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً، وَلَكِن تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيرا ً». [رواه البخاري]
12. ترك الاعتداء في الدّعاء:
عن أبي نعامة أن عبد اللّه بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهمَّ إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها. فقال: أي بنيَّ سَلِ اللّهَ الجنَّةَ، وَتَعَوَّذ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يقول:« إنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّة قَومٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ ».[ رواه أبو داود وصححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود]
13. اجتناب الاستعجال في الدعاء:
عن أبي هريرة أن رسول الله قـال: « يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَمْ يَعْجَلْ, يقُولُ: دَعَوتُ فَلَم ُيسْتَجَبْ لِي». [متفق عليه]
وفي رواية عند مسلم. قال:« لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ». قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال: « يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِى فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ».
14. اِجتناب الغفلة
الغفلة لها صورتان:
1/ أن لا تعقل ما تقول ولا تفهم ما تقول به
2/ أن تفهم ما تقول لكن وقت الدعاء يكون قلبك غافل عما تقول
15. اليقين في الإجابة:
عن أبي هريرة عن رسول الله قال:« اُدْعُوا اللهَ وَأَنتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله لاَ يَقْبَلُ دُعَاء مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ ». [ رواه الترمذي]
تنبيـه: مـمّا يـخدش في اليقين، الاستثناء في الدّعاء، كأن تقول: اللّهمّ اغفر لي إن شِئتَ.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :« لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ -وفي رواية-: "اللَّهُمَّ أَعْطِنِي إِنْ شِئْتَ" لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ ». [متفق عليه]
قال ابن حجر في الفتح: قوله:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .." هذه كلها أمثلة ، تتناول جميع ما يدعى به.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: لا يجوز لأحد أن يقول اللهم أعطني إن شئت وارحمني إن شئت وتجاوز عني وهب لي من الخير إن شئت من أمر الدين والدنيا لنهي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك ولأنه كلام مستحيل لا وجه له .
وذهب ابن حجر والنووي إلا أن ذلك مكروه ولـم يذكر دليل لصرفه للكراهة
16. اِجتناب السّجع المتكلف:
قال بعضهم: " ادع بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق".
ويوضح ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من نصيحة ابن عباس لأحد أصحابه، ومـمّا قـال:« فَانْظُرْ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاِجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ وَأَصْحَابِهِ لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ. يَعْنِي: لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ الاجْتِنَاب ».
قال ابن حجر في الفتح: أي لا تقصد إليه ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء
17. أن لا يخص الدّاعي نفسه:
وهو ما يسمى بالتحجير في الدّعاء ، فعن أبي هريرة قال: (( قَامَ رَسُولُ اللهِ فِي صَلاَةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ اِرْحَمْنِي وَمُحَمَّداً، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَداً. فَلَمَا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلأَعْرَابِي: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعاً». يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ)). [رواه البخاري]
18. الدّعاء للمسلمين بظهر الغيب:
روى مسلم عن أبي الدّرداء قال: قال رسول الله : « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ، بِمِثْل ».وفي رواية قال :« دَعَوْةُ المُسْلِمِ لِأَخِيهِ، بِظَهْرِ الغَيْبِ، مُسْتَجَابَةٌ.عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكُ مُوَكَلٌ،كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ المَلَكُ المُوَكَلُ بِهِ:آمِين.وَلَكَ بِمِثْل ».
قال النّووي-رحمه الله-: لأنّه أبلغ في الإخلاص، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه، يدعو لأخيه المسلم بتلك الدّعوة، لأنّها تستجاب ويحصل له مثلها.
19. الدعاء بجوامع الدعية:
روى أبو داود بسند صححه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ ».
قال صاحب عون المعبود
يستحب الجوامع من الدعاء ) أي الجامعة لخير الدنيا والآخرة وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا كما في قوله تعالى ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة وقال علي القارىء: وهي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة.
20. الدعاء بالعمل الصالح:
وهذا قد أثنى الله على قوم فعلوا ذلك في القرآن بل سماهم أولي الألباب قال يقولون: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }.[ آل عمران:193]
وقول الحواريين: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أََََََََََََََََنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }.[ آل عمران:53]
وقصة أصحاب الغار: دعوا الله بأعمالـهم الصالحة
21. الإتيان بالدعاء المأثور:
هل يجوز الدعاء بغير المأثور؟:
الدعاء نوعان:
1/ أدعية توقفية لا يجوز تعديها
2/ أدعية غير مقيدة. اتفق العلماء على جوازها بغير المأثور في غير الصلاة.
أما في الصلاة خلاف بين أهل العلم –رحمهم الله تعالى-
الجمهور قالوا يجوز الدعاء بغير المأثور. واستدلوا بما رواه الشيخان عن عبد الله قال:كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه و سلم :« لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو ».
وخالف النخعي وطاووس وأبي حنيفة قالوا يجب الالتزام بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة
والصحيح جائز الدعاء بغير المأثور والأولى أن تدعوا بالمأثور والله أعلى وأعلم وهو الموفق لكل خير والهادي إلى سواء السبيل وسبحانك الّلهمّ وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
[الأحاديث التي لم أشير إلى تصحيحها انظرها في صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني-رحمه الله
بارك الله فيك يا أخي وجزاك كل خير على هذا الموضوع الرائع