القول المبين في أخطاء المصلّين
(العدد8)
(العدد8)
1/ غلطهم في النّطق بـ (( الله أكبر )) في تكبيرة الإحرام و تكبيرات الانتقال :
أ} إدخال همزة الاستفهام على لفظ الجلالة ، فيقولون : ((آلله أكبر)) . وهذا كفر لفظي .
ب} إدخال همزة الاستفهام على لفظ (أكبر) فيقولون : ((آكبر)) فيكون ((آكبر)) خبر مبتدأ محذوف ، تقديره أهو أكبر؟وهذا كفر أيضاً .
ت}إدخال ألف بعد الباء و قبل الراء ، فيقولون : (( أكبار )) ، فيكون جمع (( كبر )) مصدر ، وجمع (( كَبرَ )) وهو الطبل ، و كلاهما كفر ، لا يصح إطلاقُه على الباري سبحانه و تعالى(1) .
ث} حذف هاء لفظ الجلالة ، وإبدال همزة أكبر بواو ، كقولهم : ((اللاو آكبر)) !!
ج}ومن أخطاء المأمومين في تكبيرة الإحرام و تكبيرات الانتقال :
ما يفعله بعضهم ممن استحكم عليهم تلبيس إبليس من الجهر بالتكبير ،
و التشويش على المصلّين . فقد عدلوا في ذلك عن المشروع ، وجانبوا المنقول عن الرسول صلّى الله عليه و سلّم ، وصاروا يرفعوا أصواتهم بالتكبير ، ويؤذي من حوله بالجهر بالتكبير و ترديده ، ويظن أنه لا يسمع نفسه إلا بذلك ، فيتضاعف وزره(2) .
قال النّووي : المذهب الصحيح المشهور : أنه يستحب أن يأتي بتكبيرة الإحرام بسرعة ، ولا يمدها.
2/ دعاء المأمومين أثناء قراءة الإمام الفاتحة و عند الانتهاء منها ، و التنبيه على أغلاط في التأمين :
أ} ((استعنت بك يا رب)) حين يقرأ الإمام (إياك نعبد و إياك نستعين) أو قولهم : ((رب اغفر لي و لوالدي)) حين يقرأ الإمام : ((اهدنا الصّراط المستقيم)) .
ب} تهاونهم في التّأمين وتأمينهم قبل الإمام:
قال الشيخ الألباني: ((فيجب الاهتمام به ، وعدم التّساهل بتركه . ومن تمام ذلك موافقة الإمام فيه و عدم مسابقته ، وهذا أمر قد أخلّ به
جماهير المصلّين في كل البلاد التي أتيح لي زيارتها ، ويجهرون بها بالتأمين . فإنهم يسبقون الإمام ، يبتدئون به قبل ابتداء الإمام ، ويعود السبب في هذه المخالفة المكشوفة ، إلى غلبة الجهل عليهم ، وعدم قيام أئمة المساجد و غيرهم من المدرسين و الوعاظ بتعليمهم و تنبيههم ، حتى أصبح قوله صلّى الله عليه و سلّم :((إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ...)) نسياً منسياً عندهم ، إلا من عصم الله ، وقليل ما هم ، والله المستعان))(3) .
ت} التمديد في مدّ ( آمين ) فيمدّون مدّ البدل الذي في أوّلها أكثر من حركتين ، بل قد يوصلونها إلى ستة كما في بعض المساجد .
3/ مسابقة الإمام و مساواته بأفعال الصّلاة :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ذات يوم فلما قضى الصّلاة أقبل علينا بوجهه ، فقال : أيُّها النّاس ! إنّي إمامكم ، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ، ولا بالقيام ولا بالانصراف(4) .
وعن أبي هريرة قال : قال محمد صلّى الله عليه و سلّم : أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يُحوِّلَ اللهُ رأسَه رأسَ حمار(5) .
4/ تكبير المسبوق للإحرام وهو نازل إلى الركوع :
أن ينشغل عن تكبيرة الإحرام في القيام ، طمعاً في إدراك الركوع مع الإمام ، لكي يلحق الركعة ، فيأتي بالتكبيرة وهو نازل للركوع !!
وهذا منافٍ لقوله صلّى الله عليه و سلّم : ((إذا قمت للصلاة فكبر)). فالتكبير يكون في القيام ، لا في القعود ولا في الهوي إلى السجود أو النزول للركوع .
5/ الانشغال بقراءة دعاء الاستفتاح عن الفاتحة:
ومن أخطائهم انشغالهم بدعاء الاستفتاح و الاستعاذة و البسملة ، فما يكاد ينتهي منها إلا و الإمام راكعٌ ، أو قارب من الركوع .
قال ابن الجوزي : ((ومن الموسوسين من تصح له التكبيرة خلف الإمام ، وقد بقي من الركعة يسير ، فيستفتح و يستعيذ ، فيركع الإمام . وهذا تلبيس لأن الذي شرع فيه من التعوذ والاستفتاح مسنون ، والذي تركه من قراءة الفاتحة ، وهو لازم للمأموم عند جماعة من العلماء ، فلا ينبغي أن يقدّم عليه سنّة))(6) .
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) انتصار الفقير السّالك لترجيح مذهب الإمام مالك (ص 335-336)
(2) الدّين الخالص (2/135)
(3) تمام المنّة في التّعليق على فقه السّنّة (ص 178-179)
(4) أخرجه مسلم في صحيحه رقم 426
(5) أخرجه البخاري في الصّحيح (2/182) رقم 691 ومسلم في الصّحيح 1/320 رقم 427
(6) تلبيس إبليس (ص 139)