منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    القول المبين في أخطاء المصلّين 9

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    القول المبين في أخطاء المصلّين  9 Empty القول المبين في أخطاء المصلّين 9

    مُساهمة من طرف hichou78 الخميس فبراير 11, 2010 11:19 pm

    القول المبين في أخطاء المصلّين
    العدد9


    التّشديد في التخلّف عن الجماعة :

    يظنّ كثير من البطّالين حين اجتماعهم في مجالس الدّنيا و الخوض ـ بحق وباطل ـ في أمورها ، ويحين موعد الآذان ، أن صلاتهم في ناديهم ذاك ، تسقط عنهم الجماعة في المسجد ، وأنهم ينالون ثواب الجماعة ، كما لو صلوها في المسجد ، ولو لم يكن يبعد عنهم إلا أمتاراً يسيرة،بل وأغلبهم يصلّي منفردا ولا يبالي !!

    قال صلّى الله عليه و سلّم : (( صلاة الرجل في الجماعة ، تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً و عشرين ضعفاً ، وذلك أنه إذا توضّأ فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد ، لا يخرجه إلا الصّلاة ، لم يخْطُ خطوة ، إلا رفعت له بها درجة ، وحطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلّى لم تزل الملائكة تصلّي عليه ، ما دام في مصلاّه : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال أحدكم في صلاة))(1) .

    فقوله صلّى الله عليه و سلّم : ((ثم خرج إلى المسجد)) علّةٌ منصوصة ، فلا يجوز إلغاؤها ، وحينئذ يختص تضعيف الأجر بمن أتاها من البعد ،فلا يحصل التضعيف لمن صلّى في بيته في جماعة .

    قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : ((ومن تأمل السنّة حق التّأمل ، تبيّن له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارضٍ يجوز معه ترك الجمعة و الجماعة ، فترك حضور المسجد لغير عذر كترك أصل الجماعة لغير عذر ، وبهذا تتفق حميع الأحاديث و الآثار .ولما مات رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، وبلغ أهل مكة موته ، خطبهم سهيل بن عمرو ، وكان عتاب بن أسيد عامله على مكة ، وقد توارى خوفاً من أهل مكة ، فأخرجه سهيل ، وثبت أهل مكة على الإسلام ، فخطبهم بعد ذلك عتاب ، وقال : يا أهل مكة ! والله لا يبلغني أن أحداً منكم تخلّف عن الصّلاة في المسجد في الجماعة إلا ضربتُ عنقه . وشكر أصحابُ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هذا الصّنيع ، وزاده رفعة في أعينهم ، فالذي ندين الله به أنه لا يجوز لأحد التخلف عن الجماعة في المسجد إلا من عذر ، و الله أعلم بالصواب))(2) .

    و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : لقد هممتُ أن آمر فتيتي أن يجمعوا حزم الحطب ، ثم آمر بالصلاة ، فتقام ، ثم أحرق على أقوامٍ لا يشهدون الصَّلاة(3) .قال ابن القيم : ((ولم يكن ليحرق مرتكب صغيرة ، فتركُ الصّلاة في الجماعة هو من الكبائر)) .

    ومن أدلة الوجوب : قوله تعالى : ) وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ ( (4) وذلك من وجهين :

    أحدهما : أنه أمرهم بصلاة الجماعة معه في حال الخوف ، وذلك دليل على وجوبها حال الخوف ، وهو يدل بطريق الأولى على وجوبها حال الأمن .

    الثّاني : أنه سنّ صلاة الخوف جماعة ، وسوّغ فيها ما لا يجوز لغير عذر ، كاستدبار القبلة ، و العمل الكثير ، فإنه لا يجوز لغير عذر بالاتفاق ، وكذلك مفارقة الإمام قبل السلام عند الجمهور ، وكذلك التخلّف عن متابعة الإمام كما يتخلّف الصف المؤخر بعد ركوعه مع الإمام إذا كان العدو أمامهم . وهذه الأمور مما تبطل الصلاة بها لو فعلت لغير عذر ، فلو لم تكن الجماعةُ واجبةً بل مستحبّة ، لكان قد التزم فعل محظور مبطل للصلاة ، و تُرِكَت المتابعة الواجبة في الصلاة لأجل فعل مستحب ! مع أنه قد كان من الممكن أن يصلّوا وحداناً صلاة تامة ، فعلم أنها واجبة(5) .

    ولعل القارىء يجد في بعض ما ذكرناه من أدلة على وجوب صلاة الجماعة ، ودفعنا للشُبَهِ على هذا الحكم ، بيانَ عظم الخطر عليه في التخلّف عنها ، وأن يقلع عن الصلاة في البيت متوجّهاً إلى المسجد .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ((من اعتقد أنّ الصّلاة في بيته أفضل من صلاة الجماعة في مسجد المسلمين ، فهو ضال مبتدع ، باتّفاق المسلمين . فإن صلاة الجماعة إما فرض على الأعيان ، وإما على الكفاية ، واللازم من الكتاب و السنّة أنّها واجبة على الأعيان))(6) .

    واعلم أخي المصلّي ـ بصّرك الله بالحقّ ـ أن للشيطان طرقاً كثيراً لصدّك عن الصّلاة ، وعن مناجاة ربّك ، فأوّل الطّرق ترك الجماعة ، ويليه ترك التسبيح عقب الصلاة ، ويليه ترك الصلاة كما شاهدنا .فكيف تسوغ لنفسك ـ بربك ـ ترك أجر سبع و عشرين درجة ، والاكتفاء بدرجةٍ واحدةٍ ؟! أبَلَغَ بك أن استغنيتَ عن الأجر و الحسنات !! إن للحسنات سوقاً كبيراً غداً عند ربّ العالمين .فتدبّر هذا واعقله ، ولا يغرنّك كثرة المتقاعسين ، الذين عقد الشّيطان عليهم ، فلا يقومون لصلاة إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان ، يقومون إليها كسالى ،فحذار أن يجرّك الشيطان لصفّه .واعلم أن السكينة لا تدرك في البيت ، وإنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر،ألست منهم أنت ؟ !.

    واعلم أنه جاء في ((صحيح البخاري)) : ((أن من غدا إلى المسجد أو راح ، أعدّ الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح ، فهل استغنيت عن هذا ؟؟ وفي هذا بيان لمن وفّق للخير ، وهدي إليه))(7) .

    وتجدر الإشارة ـ في الختام ـ إلى بيان ضعف بعض الأحاديث التي يتداولها الكثير ، منها :

    1/ ((إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد ، فاشهدوا له بالإيمان)) .

    وهو من طريق دَرَّاج أبي السَّمْح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد .

    ودراج هذا ، قال الحافظ فيه في ((التقريب)) : (1/235) : ((صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف)) .

    2/ ومنها : ((جنّبوا مساجدكم صبيانكم)) وهذا حديث لا يصح عن النبي r ، قال البزّار فيه : لا أصل له(8) .

    وبنى كثير من العوام عليه : اعتقاد منع دخول الصّبيان بيوت الله عزّ وجلّ !!

    سئل الإمام مالك ـ رحمه الله ـ عن الرّجل يأتي بالصّبي إلى المسجد ، أيستحب ذلك ؟ قال : إن كان قد بلغ موضع الأدب ، وعرف ذلك ، ولا يعبث في المسجد ، فلا أرى بأساً ، وإن كان صغيراً ، لا يقرّ فيه ، فلا أحبّ ذلك .

    قال ابن رشد : ((المعنى في هذه المسألة مكشوف ، لا يفتقر إلى بيان ، إذ لا إشكال في إباحة دخول الولد إلى المساجد ، قال الله عزّ وجلّ : ) وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ....((9).وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يسمع بكاء الصّبي في الصّلاة ، فيتجوّز في الصّلاة ، مخافة أن تفتن أمّه(10) .و إلا فالكراهة في إدخالهم فيه ، إذا كانوا لا يقرّون فيه و يعبثون ، لأن المسجد ليس موضع العبث و اللعب ، وبالله التوفيق))(11) .

    هذا ، ونشاهد خطر هذا الحديث الواهي عندما نرى بعض العامة من الجهلة يطردون النّاشئة من بيوت الله محتجّين بهذا الحديث ، فينفّرونهم من الدين ، على حين تفتح المؤسسات التبشيرية صدرها و ذراعيها لأبناء المسلمين مع أبنائهم .

    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أخرجه البخاري في الصّحيح (2/131) رقم (647)

    (2) الصّلاة وحكم تاركها ص 137

    (3) أخرجه مسلم رقم 203

    (4) سورة النّساء 102

    (5) أنظر الفتاوى لابن تيميّة (2/363-369) والمسائل الماردينيّة (ص90-92) والصّلاة وحكم تاركها (ص112و134) وتمام المنّة (277)

    (6) الفتاوى الكبرى (1/125)

    (7) صلاة الجماعة لعبد الله السّبت (ص174/مع مجموعة رسائل في الصّلاة)

    (8) وانظر مصباح الزّجاجة في زوائد ابن ماجة (ورقة 51/أ) وكشف الخفاء (1/400) والفوائد المجموعة (25) والدّرر المنتثرة (ص95) وتمييز الطّيّب من الخبيث (ص75)

    (9) سورة آل عمران 37

    (10) أنظر صحيح مسلم (4/186،187)

    (11) البيان والتّحصيل (1/283-284)

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 5:51 am