منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    أصول الاعتقاد 5 الأصـل الخامس: ( مـراعــاة قـواعـد الاسـتـدلال بـالـنّـقـول ).

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    أصول الاعتقاد  5   الأصـل الخامس: ( مـراعــاة قـواعـد الاسـتـدلال بـالـنّـقـول ). Empty أصول الاعتقاد 5 الأصـل الخامس: ( مـراعــاة قـواعـد الاسـتـدلال بـالـنّـقـول ).

    مُساهمة من طرف hichou78 الإثنين فبراير 15, 2010 6:29 pm

    الأصـل الخامس: ( مـراعــاة قـواعـد الاسـتـدلال بـالـنّـقـول ).

    ممّا يتمّز به أهل السُّنَّة والجماعة مراعاة أصول وقواعد الاستدلال عند النّظر في النّصوص، فتراهم:

    - يأخذون بالظّاهر الّذي يدلّ عليه النصّ في جميع أمورهم، ولا يصرفون اللّفظ عن ظاهره إلاّ بنصّ أو إجماع.

    - يجمعون بين النصوص ما استطاعوا، لأنّ في الأخذ ببعضها إهمالا لبعضها الآخر.

    - يقدّمون النصّ الخاصّ على العامّ والمقيّد على المطلق والمبيّن على المجمل.وبالجملة فهم يردّون المتشابه إلى المحكم، سائرون على ما ذكره الله في كتابه قائلا:{هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مّحْكَمَاتٌ هُنّ أُمّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمّا الّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } [آل عمران:7]

    قال الإمام الشّاطبي رحمه الله في"الاعتصام"(1/245):

    "ومن إتّباع المتشابهات الأخذ بالمطلقات قبل النّظر في مقيِّداتها، وبالعمومات من غير تأمّل هل لها مخصِّصَات أم لا ؟ وكذالك العكس بأن يكون النصّ مقيّد فيُطلَق أو خاص فيُعَمّ بالرّأي من غير دليل سواه، فإنّ هذا المسلك رميٌ في عِماية، واتّباع للهوى في الدّليل وذلك أنّ المطلق المنصوص على تقييده مشتبِهٌ إذلم يقيّد فإذا قُيِّد صار واضحا، كما أنّ إطلاق المقيّد رأي في ذلك المقيّد معارض للنص من غير دليل".

    روى ابن بطّة في"الإبانة الكبرى"(2/609) عن أيّوب السّختتياني رحمه الله قال:" ما أعلم أحدا من أهل الأهواء إلاّ يخاصم بالمتشابه".

    وللمزيد انظر كلام ابن تيمية رحمه الله في المجموع(7/392)وضع فصل يبيّن فيه أن أهل الأهواء يتّبعون المتشابه.

    ومـن أجـل ذلك كـان مـن خـصـائـص أهـل الـسـنّـة أمـران عـظيـمـان:

    أوّلـهـمـا: دقّـة وسـرعـة الـفـهـم.

    قال ابن تيمية رحمه الله في"المجموع"(4 /9-10):

    "فهم أكمل النّاس عقلا، وأعدلهم قياسا، وأصوبهم رأيا، وأسدّهم كلاما، وأصحّهم نظرا، وأهداهم استدلالا، وأقومهم جدلا، وأتمّهم فراسة، وأصدقهم إلهاما، وأحدّهم بصرا ومكاشفة، وأصوبهم سمعا ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجدا وذوقا، وهذا هو للمسلمين بالنّسبة إلى سائر الأمم ولأهل السنّة والحديث بالنّسبة إلى سائر الملل. فكلّ من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحدّ وأسدّ عقلا، وأنّهم ينالون في المدّة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعافَ ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السّنّة والحديث، تجدهم كذلك متمتّعين، وذلك لأنّ اعتقاد الحقّ الثّابت يُقَوِّي الإدراك ويصحّحه، قال تعالى:{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى (17)}[محمّد] وقال تعالى:{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)} [النّساء].

    وهذا يُعلم تارة بموارد النّزاع بينهم وبين غيرهم، فلا تجد مسألة خولفوا فيها إلاّ وقد تبيّن أنّ الحقّ معهم، وتارة بإقرار مخالفيهم ورجوعهم إليهم دون رجوعهم إلى غيرهم ".

    الـثّـانـيـة: مذهب السلف وسط وسطـيِّـة الأمّـة بين الأمـم.

    وهذه ميزةٌ من ميزات أهل السنة والجماعة.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في"العقيدة الواسطيّة":

    "وهو يبيّن خصائص أهل السنّة "هم الوسط في فرق الأمّة، كما أنّ الأمّة هي الوسط في الأمم:

    فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل "الجهمية" وأهل التمثيل"المشبّهة".

    وهم وسط في باب أفعال الله بين "الجبرية" و"القدرية" وغيرهم.

    و في باب وعيد الله بين "المرجئة" و "الوعيديّة" من القدرية وغيرهم.

    و في باب أسماء الإيمان والدّين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية

    وفي أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بين الرّافضة والخوارج". اهـ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:45 am