منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    شرح الأربعين النّوويّة الحديث الرّابع

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    شرح الأربعين النّوويّة   الحديث الرّابع Empty شرح الأربعين النّوويّة الحديث الرّابع

    مُساهمة من طرف hichou78 الأربعاء مارس 03, 2010 5:07 pm

    الحديث الرابع

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم - وهو الصادق المصدوق : ” إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها “ . رواه البخاري ومسلم

    ---------------------------------------------------------


    معاني الكلمات :

    الصادق : في جميع أقواله .

    المصدوق : فيما أوحي إليه .

    يجمع : يضم .

    خلقه : أي تكوينه .

    نطفة : أصل النطفة الماء الصافي ، والمراد هنا : منياً .

    ثم يكون علقة مثل ذلك : هذا الطور الثاني الذي يمر به الجنين ، والعلقة هي الدم الجامد الغليظ .

    مضغة : هذا الطور الثالث الذي يمر به الجنين ، والمضغة هي مضغة من لحم ، وسميت بذلك لأنها قدر ما يمضغ الماضغ.



    الفوائد :

    1- في هذا ذكر النبي صلّى الله عليه و سلّم أطوار الجنين في بطن أمه ، وأنه يتقلب في بطن أمه مائة وعشرون يوماً في ثلاثة أطوار ، فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ، ثم في الأربعين الثالثة مضغة .

    قال تعالى في كتابه : ] يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة [ .

    2- أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر ، لقوله : ” ثم يرسل إليه الملك ... “ .

    وينبني على هذا :

    أ‌- أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين .

    ب‌- أنه يحرم إسقاطه .

    3- أن من الملائكة من هو موكل بالنفخ في الأجنة . والملائكة كثيرون ، وكل له عمل خاص به :

    جبريل : موكل بالوحي .

    وإسرافيل : موكل بالنفخ .

    وميكائيل : موكل بالمطر .

    ومالك : خازن الجنة .

    وهناك ملائكة سياحة لمجالس الذكر ، وملائكة لسؤال الميت في قبره .

    4- أن الملائكة عبيد يؤمرون وينهون ، لقوله : ” فيؤمر بأربع كلمات ... “ .



    والملائكة عملهم عبادة الله وطاعته :

    قال تعالى : ] يسبحون الليل والنهار لا يفترون [ .

    وقال تعالى : ] ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون [ .

    وقال تعالى : ] لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [ .

    5- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر ، لقوله تعالى : ” ويؤمر بكتب أربع كلمات : بكتب رزقه ... “ .

    فكل شيء مكتوب ومفروغ منه .

    والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب :

    أولاً : العلم : أن تعلم أن الله يعلم كل شيء .

    قال تعالى : ] إن الله كان عليماً حكيماً [ .

    ثانياً : الكتابة : أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء .

    قال تعالى : ] إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير [ .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم : ” إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة “ . رواه مسلم

    ثالثاً : الإرادة : فلا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادته .

    قال تعالى : ] إنا كل شيء خلقناه بقدر [ .

    رابعاً : الخلق : أن كل شيء في السموات والأرض مخلوق لله .

    قال تعالى : ] وخلق كل شيء فقدره تقديراً [ .

    6- قوله ( ويؤمر بكتب أربع كلمات ... ) هذه الكتابة تسمى التقدير العمري .

    وأقســام التقدير أربــع :

    الأول : التقدير العام لجميع الأشياء في اللوح المحفوظ .

    قال تعالى : ] ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير [ .

    وقال تعالى : ] إنا كل شيء خلقناه بقـــدر [ .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم : ( إن الله كتب مقادير السموات والأرض قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) .

    الثاني : التقدير العمري .

    كما في حديث الباب .

    ( وهذا التقدير يختلف عن التقدير الذي في اللوح المحفوظ بأن التقدير العمري يقبل التغيير والمحــو ، وأما الذي في اللوح المحفـــوظ فإنه لا يقبل التغيير ، بمعنى أن ما كتبه الله في اللوح المحفوظ لا يقبل المحو ولا التغيير ) .

    قال تعالى : ] يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب [ .

    قال الشيخ السعدي : ] يمحو الله ما يشاء ويثبت [ يمحو الله ما يشاء من الأقدار ويثبت ما يشاء منها ، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمــه ، وكتبه قلمه ، فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير ، لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمــه نقص أو خلل ، ولهذا قال ]وعنده أم الكتاب [ أي اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشيــاء ، فهو أصلها ، وهي فروع وشعب ، فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب .

    ولهذا كان عمر يقول : اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً .

    وهذا يعني به الكتابة في صحف الملائكة لا الذي في اللوح المحفوظ .



    الثالث : التقدير السنوي وذلك يكون في ليلة القدر .

    كما قال تعالى : ] فيها يفرق كل أمر حكيم [ .

    الرابع : التقدير اليومي .

    ويدل عليه قوله تعالى : ] كل يوم هو في شـــــأن [ .

    7- الحث على العلم الصالح والإكثار منه ، لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت .

    قال تعالى : ] وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض [ .

    وقال تعالى : ] سابقوا إلى مغفرة من ربكم [ .

    8- التوكل على الله ، وعدم الخوف من الفقر ، لأن الرزق مكتوب .

    9- أن الناس ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما : شقي ، أو سعيد .

    قال تعالى : ] فريق في الجنة وفريق في السعير [ .

    وقال تعالى : ] فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ... [ .

    وقال سبحانه : ] وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ... [ .

    10- التحذير من سوء الخاتمة .

    وقد كان السلف رحمهم الله يخافون من سوء الخاتمة .

    كان مالك بن دينار ، يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ، ويقول : يا رب ، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ، ففي أي الدارين منزل مالك .

    وبكى بعض الصحابة عند موته ، فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله e يقول : ( إن الله تعالى قبض خلقه قبضتين فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار ) ولا أدري في أي القبضتين كنت .

    قال ابن رجب : إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت .

    11- أن العبرة بالأعمال بالخواتيم .

    وقد قال صلّى الله عليه و سلّم : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) .

    12- في قوله صلّى الله عليه و سلّم : ( إن أحدك يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) جاء في رواية تبين معنى الحديث ، وهي : ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار ) .

    13- يجب على المسلم أن يحرص أن يطهر باطنه ، كما يحرص أن يطهر ظاهره .

    14- التحذير من المعاصي والذنوب ، وخاصة الخفية .

    15- الحذر من أن يغتر الإنسان بعمله الصالح .

    16- قرب الجنة والنار من العبد .وقال صلّى الله عليه و سلّم : ( إن الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك ) .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 10:58 am