منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    شرح الأربعين النّوويّة الحديث الثّلاثون

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    شرح الأربعين النّوويّة الحديث الثّلاثون Empty شرح الأربعين النّوويّة الحديث الثّلاثون

    مُساهمة من طرف hichou78 الجمعة مارس 26, 2010 11:35 am

    الحديث الثلاثـــون


    عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر . عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهــكوهــا ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثـــوا عنها ) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره .
    -----------------------------------------------------


    معاني الكلمات :

    فرض فرائض : أي أوجبها على عباده .

    فلا تضيعوها : أي فلا تتركوها أو تتهاونوا بها .

    وحد حدوداً : الحد لغة المنع ، واصطلاحاً : عقوبة مقدرة شرعاً تزجر وتمنع من المعصية .

    فلا تنتهكوها : فلا تفعلوهــا .



    الفوائد :

    1- الحديث قسم الأحكام إلى أربعــة أقسام :
    القسم الأول : الفرائض .


    ( كالصلاة ، والصيام ، والزكاة ، وجميع الواجبات التي أمر الله بها ) .

    - وهذه يجب المحافظة عليها .

    - والفرض تعريفه : ما ذم تاركــه شرعاً .

    - وحكمه : يثاب فاعله امتثالاً ويعاقب تاركـــه .

    - والفرض والواجب بمعنى واحد عند كثير من العلماء .

    - وله صيغ :

    منها : فعل الأمر ، كقوله تعالى } وأقيموا الصلاة وآتــوا الزكاة { .

    ومنها : الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر ، كقوله تعالى } وليطّوفوا بالبيت العتيق { .

    ومنها : التصريح من الشارع بلفظ الأمر ، كقوله تعالى } إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها { .

    ومنها : التصريح بلفظ الإيجاب أو الفرض أو الكتب ، كقوله تعالى } فريضة من الله { وقوله } كتب عليكم الصيام { .

    - والفرض ينقسم إلى قسمين : فرض عين – وفرض كفاية .

    الفرض العيني : وهو ما يتحتــم أداؤه على كل مكلف بعينـــه .

    والفرض الكفائي : وهو ما يتحتم أداؤه على جماعة من المكلفين ، لا من كل فرد منهم ، بحيث إذا قام به بعض المكلفين فقد أدِيَ الواجب ، وسقط الإثم والحرج عن الباقين .

    - فرض العين أفضل من فرض الكفايــة .

    لأن فرض العين مفروض حقاً للنفس ، فهو أهم عندها من فرض الكفاية وأكثر مشقة ، بخلاف فرض الكفاية فإنه مفروض حقاً للكفاية ، والأمر إذا عمّ خف ، وإذا خص ثقل .

    - الفرض أفضل من النفل .

    لقوله صلّى الله عليه و سلّم ( قال تعالى : وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتــه عليه ) رواه البخاري


    القسم الثاني : الحدود التي حَدَّها الشرع .


    - كحد الزنا وحد السرقــة وحد شرب الخمر ، فهذه يجب الوقوف عندها بلا زيادة ولا نقصان .

    - الحكمة من هذه الحدود : المنع والزجـــر عن الوقوع في المعاصي ، وتمنع المعاودة في مثل ذلك الذنب وتمنع غيره أن يسلك مسلكــه .

    - وإقامة حدود الله في الأرض فيه خير عظيم .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( حد يقام في أرض الله خير من أن تمطروا أربعين عاماً ) رواه ابن ماجه .

    - يحرم الشفاعة لإسقاطها .

    قال صلّى الله عليه و سلّم لأسامة بن زيد حين كلمه في المرأة المخزوميـة التي سرقت ( أتشفع في حد من حدود الله ، وأيم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) متفق عليه .
    القسم الثالث : المحرمات التي حرمها الشارع .


    - فهذه يحرم فعلها .

    ( كالشرك ، والقتل بغير الحق ، وشرب الخمر ، والزنا ، وغيرها مما حرمها الشرع ) .

    - تعريف المحرم : لغة : الممنوع ، واصطلاحاً : ما ذم فاعله شرعاً .

    - وحكمه : يثاب تاركه امتثالاً ، ويعاقب فاعله .

    - وله صيغ يأتي بهــا :

    منها : لفظ التحريم ومشتقاتها ، كقوله تعالى } حرمت عليكم الميتـة { .

    ومنها : صيغ النهي المطلق ، كقوله تعالى } ولا تقربـــوا الزنى { .

    ومنها : التصريح بعدم الحل ، كقوله e ( لا يحل دم امرىء ... ) .

    ومنها : أن يرتب الشارع على فعل شيء عقوبة ، كقوله تعالى } والسارق والسارقة فاقطعــوا أيديهمـا ... { .

    - يجب ترك المحرمات والمنهيات كلها .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( ما نهيتكــم عنه فانتهــوا ) متفق عليه .
    القسم الرابع : المسكــوت عنه .


    وهذا حكمه : حلال .

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لكن هذا في غير العبادات ، أما في العبادات فقد حرم الله أن يشرع أحد من الناس عبادة لم يأذن بها الله .

    وجه الدلالة من الحديث على أن ما سكت عنه فهو عفو :

    أنه صلّى الله عليه و سلّم بين أن ما سكت الله عنه بعد الشرع إنما هو مباح رحمة بنا وتخفيفاً عنا ، فلا نبحث عن السؤال عنه ، وهذا دليل على إباحته .

    ومعنى كون السكوت رحمة ، لأنها لم تحرم فيعاقب على فعلها ، ولم تجب فيعاقب على تركها ، بل هي عفو لا حرج في فعلها ولا في تركها .

    - لا ينبغي البحث والسؤال عما سكت عنه .

    لأنه على الأصل ، ولذلك كان النبي صلّى الله عليه و سلّم يكره السؤال وينهى عنه خوفاً أن يفرض على الأمة ، وإنما نهى عن كثرة السؤال خشية أن يرد تكاليف بسبب السؤال قد يشق على بعض الناس امتثالها والإتيان بها .

    2- انتفاء النسيان عن الله تعالى .

    قال تعالى } لا يضل ربي ولا ينسى { .

    وقال تعالى } وما كان ربك نسياً { .

    وأما قوله تعالى } نسوا الله فنسيهــم { فالمراد : هنا الترك ، أي تركوا الله فتركهــم .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 9:25 am