منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    شرح الأربعين النّوويّة الحديث الحادي و الثّلاثون

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    شرح الأربعين النّوويّة   الحديث  الحادي و الثّلاثون Empty شرح الأربعين النّوويّة الحديث الحادي و الثّلاثون

    مُساهمة من طرف hichou78 السبت مارس 27, 2010 11:18 pm

    الحديث الحادي والثلاثون .


    عن أبي العباس – سهل بن سعد الساعدي – قال ( جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه و سلّم فقال : يا رسول الله ، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ) رواه ابن ماجه .
    -----------------------------------------------------


    معاني الكلمات :

    دلني : أرشدني

    ازهد : الزهد ترك ما لا ينفـــع في الآخــــرة .

    الدنيا : سميت بذلك لدناءتها ، أو لدنوها قبل الآخرة .



    الفوائد :

    1- علو همة الصحابة ، حيث كانوا يسألون عن الأمور العظيمـة التي تقربهم إلى الله .

    2- فضل الزهد في الدنيا ، وقد كثر في القرآن مدح الزهد في الدنيا وذم الرغبة فيها .

    - فأخبر سبحانه أنها متاع قليل .

    فقال تعالى } وما الحياة الدنيا إلا متاع { .

    وقال سبحانه } قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً { .

    قال القرطبي : متاع الدنيا منفعتها والاستمتاع بلذاتها ، وسماه قليلاً لأنه لا بقاء له .

    - وتوعد سبحانه لمن رضي بالدنيا واطمأن بها وغفل عن آياته .

    فقال تعالى } إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضــوا بالحياة الدنيا واطمأنــوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون . أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون { .

    - وعير سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين .

    فقال سبحانه } يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخــرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل { .

    - وأخبر سبحانه عن خسة الدنيا وزهد فيها ودعا إلى دار السلام .

    فقال تعالى } إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون . والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم { .

    وأخبر سبحانه أن الدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى .

    فقال تعالى } بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى { .

    قال ابن كثير : أي تقدمونها على أمر الآخرة وتبدونها على ما فيه نفعكم وصلاحكم في معاشكم ومعادكم .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( إن الدنيا حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ) رواه مسلم .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) رواه الترمذي .

    وقال صلّى الله عليه و سلّم ( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء ) رواه الترمذي .

    من أقوال السلف :

    قال علي : من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات .

    وقال الحسن : الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن .

    وقال جندب بن عبد الله : حب الدنيا رأس كل خطيئة .

    وقال الحسن : من أحب الدنيا وسرته ، خرج حب الآخرة من قلبه .

    وقال عمرو بن العاص : ما أبعد هديكم من هـدي نبيكم e ، إنه كان أزهـد الناس في الدنيا ، وأنتم أرغب الناس فيها .

    وقال ابن مسعود : من أراد الآخرة أضر بالدنيا ، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة ، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي .

    وعنه قال : أنتم أطـول صـلاة وأكثر اجتهاداً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهم كانوا أفضل منكم ؟ قيل له : بأي شيء ؟ قال : إنهم كانوا أزهـــد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم .

    قال ابن رجب رحمه الله : وليس الذم راجعاً إلى مكان الدنيا الذي هو الأرض التي جعلها الله لبني آدم مهاداً وسكناً ، ولا إلى ما أودعــه الله فيها من الجبال والبحار والأنهار والمعادن ، ولا إلى ما أنبتـــه فيها من الشجر والزرع ، فإن ذلك كله من نعمــة الله على عباده بما لهم فيه من المنافع ، ولهم به من الاعتبار والاستدلال على وحدانية صانعه وقدرته وعظمته ، وإنما الذم راجع إلى أفعال بني آدم الواقعــة في الدنيا ، لأن غالبها واقع على غير الوجه الذي تُحمد عاقبتـــه ، بل يقع على ما تضر عاقبته ، أو لا تنفـــع .

    3- أن من أسباب محبة الله الزهــد في الدنيا ، لأن الإنسان لا يزهد في الدنيا حقيقة إلا من أيقـــن بالجنــة .

    وقد ذكر العلماء أموراً تعين على الزهد في الدنيا :

    أولاً : النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها .

    ثانياً : النظر في الآخرة ، وإقبالها ومجيئها ولا بد ، ودوامها وبقائها ، وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات .

    ثالثاً : أن ذلك سبب لراحة البدن والقلب .

    كما قال الحسن : الزهد في الدنيا يريح البدن والقلب .

    4- فضل الاستغناء عما في أيدي الناس ، لأن النبي صلّى الله عليه و سلّم جعله سبباً لمحبة الناس لك .

    لأنهم منهمكون على محبتها بالطبع ، فمن زاحمهم عليها أبغضوه ، ومن زهد فيها وتركها لهم أحبوه .

    وقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعاً ( شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ) رواه الطبراني وحسنه الألباني .

    وقال الحسن : لا تزال كريماً على الناس ، أو لا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهــم ، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك ، وكرهوا حديثك وأبغضوك .

    وقال أيوب السختياني : لا ينبــل الرجل حتى يكون فيه خصلتان : العفة عما في أيدي الناس ، والتجاوز عما يكون منهــم .

    وكان عمر يقول في خطبته : إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه .

    وقال أعرابي لأهل البصرة ، من سيد أهل هذه القريــة ؟ قالوا : الحسن ، قال : بما سادهم ؟ قالوا : احتاج الناس إلى علمـــه ، واستغنى هو عن دنياهــم .

    قال ابن رجب رحمه الله : وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي صلّى الله عليه و سلّم بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم ، فمن سأل الناس ما بأيديهــم ، كرهوه وأبغضــوه ، لأن المال محبوب لنفوس بني آدم ، فمن طلب منهم ما يحبونـــه ، كرهوه لذلك .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 5:55 pm