منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    شرح الأربعين النّوويّة الثّاني و الأربعون

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    شرح الأربعين النّوويّة   الثّاني و الأربعون Empty شرح الأربعين النّوويّة الثّاني و الأربعون

    مُساهمة من طرف hichou78 الإثنين مارس 29, 2010 8:51 pm

    الحديث الثاني والأربعــون


    عن انس – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول ( قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ، لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
    -----------------------------------------------------


    معاني الكلمات :

    لا أبالي : لا أهتــم .

    عنان : العنان هو السحاب .

    بقراب : بضم القاف أي ما يقارب ملء الأرض ذنوباً .



    الفوائد :

    1- في هذا الحديث الأسباب التي تحصل بها المغفرة ، وهي ثلاثة :
    السبب الأول
    الدعـــاء مـــع الرجـــــاء


    فإن الدعاء مأمور به ، وموعود عليه بالإجابة .

    قال تعالى } وقال ربكم ادعوني أستجب لكم { .

    والدعاء عبادة .

    قال e ( الدعاء هو العبادة ) رواه أبو داود .

    والله يغضب إن لم يسأل .

    قال e ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) رواه ابن ماجه .

    وينبغي حضور القلب ورجاء الإجابة .

    وقد روي عن النبي صلّى الله عليه و سلّم أنه قال ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فإن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ) .

    ولا يستعجل الإجابة .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ) متفق عليه .

    وأن يعزم المسألة .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، فإن الله لا يتعاظمـــه شيء ) متفق عليه .

    وللداعي إحدى ثلاث :

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعــة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوتــه ، وإما أن يدخرهــا له في الآخــرة ، وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها ) رواه أحمد .
    السبب الثاني
    وهـــو الاســـــــــــتغفــار .


    وهو طلب المغفرة ، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها .

    وقد أمر الله به .

    قال تعالى } واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً { .

    وقال تعالى } واستغفر لذنبك { .

    ومن أسماء الله : الغفور ، والغفار .

    قال تعالى } نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم { .

    وقال تعالى } ألا هو العزيز الغفار { .

    مهما عظمت ذنوب الإنسان فإن الله يغفرها لمن تاب .

    قال تعالى } إن ربك واسع المغفرة { .

    والأنبياء وأهل الفضل يطلبون المغفرة من الله .

    قال تعالى عن نوح } رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات { .

    وقال الخليل } والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين { .

    وقال موسى } قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له { .

    ومدح المستغفرين .

    فقال تعالى } والمستغفرين بالأسحــار { .

    والنبي صلّى الله عليه و سلّم كان يكثر من الاستغفار .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( والله إني لأستغفر الله وأتـــوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري .

    وللاستغفـــار فوائد :

    أولاً : تكفير السيئات ورفع الدرجات .

    قال تعالى } ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً { .

    وفي الحديث القدسي ( قال الله : من يستغفرني فأغفر له .. ) متفق عليه .

    وتقدم قوله تعالى في الحديث القدسي ( فاستغفروني أغفر لكم ) رواه مسلم .

    ثانياً : سبب لسعـة الرزق والإمداد بالمال والبنين .

    قال تعالى عن نوح أنه قال لقومه } فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل أنهاراً {.

    ثالثاً : سبب لحصول القوة في البدن .

    قال هود لقومه } ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليـــه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكـــم قوة إلى قوتكــم ولا تتــــولوا مجرمين { .

    رابعاً : سبب لدفع المصائب ورفع البلايا .

    قال تعالى } وما كان الله معذبهـــم وهم يستغفرون {.

    خامساً : سبب لبياض القلب .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتــة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبــه ) . رواه أحمد

    من أقوال السلف :

    قال بعض العلماء : طوبى لمن وجد في صحيفتــه استغفاراً كثيراً .

    وكان ابن عمر : يطلب من الصبيان الاستغفار ويقول : إنكم لم تذنبـــوا .

    وقال قتادة : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، فأما داؤكم فالذنــــوب ، وأما دواؤكم فالاستغفـــار .





    وللاستغفار صيغ منها :

    - ( سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) رواه البخاري .

    - ( رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ) متفق عليه .

    - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيــم ) .
    السبب الثالث
    التوحيد ، وهو السبب الأعظم .


    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : الإنسان إذا أذنب ذنوباً عظيمــة ثم لقي الله لا يشرك به شيئاً غفر الله له ، ولكن هذا ليس على عمومـــه لقوله تعالى } إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { ، فقوله هنا في الحديث ( لأتيتك بقرابها مغفرة ) هذا إذا شاء ، وأما إذا لم يشأ فإنه يعاقب بذنبه .

    فضائل التوحيد :

    أولاً : سبب لمغفرة الذنوب .

    كما في حديث الباب .

    ثانياً : سبب للنجاة من الشدائد .

    قال تعالى } فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركــــون { .

    ثالثاً : سبب لدخول الجنة .

    قال صلّى الله عليه و سلّم ( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخــل الجنــة ) رواه مسلم .

    رابعاً : لأهل التوحيد الأمن والاهتداء .

    قال تعالى } الذين آمنوا ولم يلبســـوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون { .

    لم يلبسوا : لم يخلطوا . إيمانهم : توحيدهم .

    بظلم : المراد به الشرك كما فسره النبي صلّى الله عليه و سلّم بذلك .

    2- التحذير من الشرك ( وقد سبقت خطورته في الحديث ) .

    3- أنه لا يسلم أحد من الذنوب .

    4- وجوب الإيمان بلقاء الله ، لقوله ( لقيتني ) .

    وقد قال تعالى } فمن كان يرجو لقاء الله فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً { .

    وقال تعالى } يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيــه { .

    فملاقيه : أي ملاقي ربك ، وقيل : ملاقي عملك .

    تم الشرح ولله الحمد والمنــة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 12:58 pm