منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    رسالة الى معاكس للشّيخ محمّد حاج عيسى الجزائريّ

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    رسالة الى معاكس  للشّيخ محمّد حاج عيسى الجزائريّ Empty رسالة الى معاكس للشّيخ محمّد حاج عيسى الجزائريّ

    مُساهمة من طرف hichou78 الجمعة أبريل 09, 2010 4:55 pm

    الكاتب أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن من الظواهر الغريبة التي فشت في مجتمعنا: ظاهرة معاكسة الفتيات في الطرقات، واتخاذهن زميلات وصديقات، ظاهرة قلد فيها شبابنا شباب الكفار، أهل الضلال المبشرين بالنار، ظاهرة تعني فساد أخلاق الشباب والشابات، وهدم البيوت والمجتمعات، وهذه نصيحة إلى المعاكسين والمعاكسات وتذكير لهم بالله تعالى وبعذابه عسى أن يكونوا من الصالحين والصالحات والتائبين والتائبات.



    أيها المعاكس ماذا تريد؟

    أيها المعاكس ماذا تريد ؟ وإلى ما ترمي ؟ إنه ليس لهذه المعاكسات ولهذا الاختلاط المريب من هدف سوى التقرب من الفاحشة ومن نيل المتعة المحرمة، وإن الله تعالى لم ينه عن الزنا فحسب، ولكن نهى عن قربه فقال تعالى : ]وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً[ (الإسراء:32)، فنهى كل ما يقرب إليه وكل سبب يدعو إليه فدخل فيه المخالطة والخلوة وهذه الخصلة السيئة "المعاكسة" . ولعل بعض الشباب يفعل ذلك تقليدا لغيره ، أو مزاحا وتمضية للوقت، فيقال له إنك على خطر عظيم وإنك كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ونقول لهم جميعا أين الحياء؟ وأين الغيرة على الأعراض؟ وأين الخوف من الله تعالى؟
    أين الحياء ؟ أين الغيرة؟



    أين الحياء من الله تعالى وأين الحياء من عباد الله ؟ وإن الحياء من الإيمان ، ومن ذهب حياؤه ذهب إيمانه ، قال صلى الله عليه وسلم :» إذا لم تستح فاصنع ما شئت « (رواه البخاري).

    ألا تغار أيها المسلم على عرضك أن يتكلم فيك الناس؟ ألا تغار على من تعاكسها؟ أيكون كفار العرب في جاهليتهم خيرا منك ؟ حيث أعلنوا حرب عرفت بحرب الفجار سببها أن تعرض شباب من كنانة لامرأة واحدة ، أرادوا أن يكشفوا وجهها، فنادت:"يا آل بني عامر!" ..فأجابتها سيوف بني عامر. فأين أنت من أخلاق أهل الجاهلية؟ تعتدي على جارتك وابنة حيك أو بلدك وأختك في الدين ، والنبي صلى الله عليه وسلم :» لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه « متفق عليه .

    اليد تزني والعين تزني

    واعلم أنك آثم قبل كل شيء لعدم غضك لبصرك عما حرم الله عليك، قال تعالى :] قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[ (النور:30) وآثم إذ خلوت أو طلبت الخلوة بمن لا تحل لك، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ " (متفق عليه). وآثم بلمس ومصافحة من لا تحل لك، قالت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم :» والله ما مست يده يد امرأة قط « رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم : »إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ رواه الترمذي والنسائي. فاحذر أيها الشاب من لمس من لا تحل لك، قال النبي صلى الله عليه وسلم :» لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له « رواه الطبراني وصححه الألباني، وآثم إذ تعاكس البنات في الهاتف ، قال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : »فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ « متفق عليه واللفظ لمسلم.
    أترضى ذلك لأمك وأختك



    قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"متفق عليه . فهل تحب وأنت المسلم الغيور والرجل الشهم ذو الأنفة أن يعتدى على أمك أو أختك؟ وأن تعاكس في الطريق، فضلا عن أن تقع في الفاحشة؟ وتتخذ الأصدقاء والأخدان؟ فإن لم ترض ذلك -ولا نشك أنك لا ترضاه- لنفسك، فلم ترض ذلك لأخت فلان وقريبة فلان ، عن أبي أمامة رضي الله عنه أن شابا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" يا رسول الله ائذن لي في الزنا" فصاح الناس، فقال رسول الله e: ادنه فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله e: أتحبه لأمك؟ قال: لا، قال وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم أتحبه لابنتك؟ قال: لا، قال وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم أتحبه لأختك؟ قال: لا، قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم (وذكر له عمته وخالته ) ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال: اللهم كفر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه، فلم يكن الفتى يلتفت بعد ذلك إلى شيء. (رواه أحمد) ذلك أنه كان في قلبه غيرة وأنفة وشهامة.
    كما تدين تدان



    واعلم أيها المعاكس أنه كما تدين تدان ، وأن الجزاء من جنس العمل، فكما أنك تعتدي على بنات الناس، فإن هناك من يعتدي على أختك وعلى أمك، وعلى من لا ترضى أن يدنس عرضها أو تجرح كرامتها، وقد يحدث ما لا ترضاه لأهلك وتكون أنت السبب. أيها المعاكس إن هذه البنت التي تريد أن تعبث بعرضها قد تكون في المستقبل زوجة لغيرك وأنت من أفسد خلقها ، والله تعالى قد يبتليك بمن أفسد خلقها غيرك، وقد قال تعالى :] الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ[ (النور:26) وقال الشافعي :

    عُفُّوا تعفُّ نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمســلم

    إن الزنى دَينٌ فـإن أقرضتـه كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم
    المعاكس داعية الفساد



    اعلم أيها المعاكس المراود للفتيات أنك داعية إلى الشر، وأنك ساع في إفساد بنات المسلمين، وفي نشر الرذيلة في مجتمعهم الطاهر، وتأمل قوله تعالى:] إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[ (النور:19) وانظر إلى حالك وارحم نفسك من أن ينطبق عليك هذا الوعيد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :» وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا« رواه مسلم.

    المعاكس مريض

    المعاكس مريض في قلبه، مصاب في عقله، معذب في الدنيا قبل الآخرة، فمن أحب غير الله أو أحب شخصا في غير الله عذب به، عذب بالهم والغم والوساوس، بالشغل عن مصالح دينه ودنياه، قال تعالى :] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ[ (البقرة:165).


    الترهيب من الفاحشة



    إضافة إلى خطر ذهاب الحياء وموت القلب أو مرضه وذهاب الغيرة على الأعراض والعقوبات الدنيوية الأخرى، نذكر جملة من الآثار والأدلة المرهبة من قربان الفاحشة ودواعيها.

    1-أعظم ذنب بعد قتل النفس

    قال الإمام أحمد :» لا أعلم بعد قتل النفس ذنبا أعظم من الزنا« وهو قرين الشرك بالله تعالى في كتاب الله تعالى ، قال تعالى: ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً[ (الفرقان:68-69)
    2-سلب الإيمان



    ومن خطر هذه الكبيرة أنها تذهب بالإيمان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم:»لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن « (متفق عليه) وقال صلى الله عليه وسلم :» إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه الإيمان « (رواه الترمذي وأبو داود واللفظ له).

    3-منع الفلاح في الآخرة

    قال تعالى :] قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ[ (المؤمنون:1) وذكر صفات المفلحين إلى أن قال :]وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ[ (المؤمنون:5) فالواقع في الفاحشة محروم بلا شك من الفلاح لأنه لم يحفظ فرجه.

    4-عقوبة الدنيا (الجلد والرجم)

    الفاحشة توجب الجلد لغير متزوج قال تعالى :] الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ[ (النور:2) وفي السنة أنه يُغرَّب عاما زيادة على ذلك، وتوجب الرجم حتى الموت في حق المتزوج، قال النبي صلى الله عليه وسلم :»لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: فذكر الثيب الزاني « (متفق عليه).
    5-شيوع الأمراض



    ومن العقوبات التي سلطها الله تعالى على أهل الفواحش الأمراض التي يستعصي دواؤها، ومنها داء الإيدز، قال النبي صلى الله عليه وسلم:» لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا « رواه ابن ماجة، قال ابن مسعود :» ما ظهر الربا والزنا في قرية إلا أذن الله بإهلاكها «.

    6-الذل والعار

    إن الله يغار وإن انتقامه لشديد، قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ:» لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ« فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: »أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي«(متفق عليه) ومن أثر غيرته وانتقامه أن يفضح أهل الفواحش، ويورثهم الذل والعار، ويسود وجوههم ويضع في الأرض رؤوسهم.

    7-عذاب القبر

    في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يعذب في قبره: فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا (فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم) فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا وإذا أخمدت رجعوا فيها، وفي آخره :» وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني« ولا يزالون يحترقون في قبورهم إلى أن تقوم الساعة.

    8-الطرد من رحمة الله

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :» ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر « رواه مسلم.
    دعوة إلى التوبة



    أيها المعاكس لا تغتر بإمهال الله تعالى وستره لك، فإن الله تعالى يراك وغير غافل عنك، وإنه إذ أمهلك فذلك لتتوب إليه وترجع. أيها الشاب المسلم ألا تخشى سوء الخاتمة، فمن شب على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم :» يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ « (مسلم). ألا تخشى من لقاء ربك ] يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [ (آل عمران30) نسأل الله تعالى أن يطهرنا ويصلح ظواهرنا وبواطننا وأن يغفر لنا ويتوب علينا، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 10:53 am