منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    الرّؤية الاسلاميّة لوسائل الاعلام

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    الرّؤية الاسلاميّة لوسائل الاعلام Empty الرّؤية الاسلاميّة لوسائل الاعلام

    مُساهمة من طرف hichou78 الإثنين فبراير 08, 2010 1:24 pm

    الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا رب لنا سواه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، خليل ربه ومصطفاه ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن والاه . . أما بعد :

    فهذا الموضوع من المواضيع المهمة ، والتي ينبغي للعلماء وطلاب العلم ، أن يدندنوا حوله ، لأنه محور من محاور انتكاس الأمة اليوم ، فأسأل الله تعالى أن تحوز هذه الكلمات على رضاكم بعد رضى ربكم ومولاكم .

    وقد قسم الموضوع إلى أقسام :

    القسم الأوّل أعـذار المشــاهدين

    قد يتعذر بعض المسلمين بأعذار واهية واهنة أوهن من بيت العنكبوت ، في باطنهم يعترفون بسوء تصرفهم ، وبخطورة إدخال [ وسائل الإعلام الفتاكة ] إلى منازلهم ، وفي ظاهرهم وأمام الغير يكابرون ويعاندون ، ويظهرون حسن تصرفهم ، والله عز وجل يقول : " يخربون بيوتهم بأيديهم " ، ويقول تعالى : " يُصب من فوق رؤوسهم الحميم " ، ولعلنا نستعرض بعض الأعذار ونرد عليها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، فمن تلك الأعذار :

    العذر الأول / استماع نشرات الأخبار:

    نشرات الأخبار التي تبث في تلك القنوات ، ما هي إلا فخ وكمين وقع فيه الكثير من المسلمين ، ثم لاذوا بالفرار بعدما وقع ما لم يكن في الحسبان ، من مآس وفضائح انتشرت بين الناس ، فأخذت الألسن تلوك أخبار ، من وقعوا ضحية لتلك الوسائل وتتناقل سيرهم ، ثم نقول : ما هي نسبة البرامج الإخبارية بالنسبة لذلك الزخم الكبير ، والكم الهائل من البرامج الماجنة والفاضحة الأخرى ، التي كل واحدة منها أدهى وأمر ممن سبقتها ، ثم هل الأخبار التي يدعي مشاهدتها الكثير من المسلمين ، هل تخلو من امرأة تقدمها ؟ والجواب أنها لا تخلو من امرأة تذيعها وتبثها ، فمن أباح لك أن تشاهد امرأة لا تحل لك ، أأنت المشرع أم الله ؟ أأنت من يحلل ويحرم أم الله ؟ ولا تغفل أبداً عن كون الأخبار دائماً تحمل بين طياتها أمراً محرماً جاء تحريمه بالكتاب والسنة وإجماع الأمة إلا من شذ وضل الطريق ، وهذا الأمر المحرم هو الموسيقى ، فالله تبارك وتعالى حرم الموسيقى والاستماع إليها في أدلة كثيرة في القرآن الكريم،

    وقد يقول قائلهم : لا أبالي بتلك الموسيقى ولا تطربني ، ولا ألقي لها بالاً ، ولا أهتم بها ، ولكني أسمعها لأنها تأتي رغماً عني ، ونقول له : سواءً أطربتك أم لم تطربك ، فهي في ميزان الحرام سواء .

    العذر الثاني / مشاهدة أخبار المسلمين :

    وهذا عذر أقبح من ذنب ، وهذا العذر هو ذريعة يتخذها من غلبه هواه ، وتملكه شيطانه ، والصحيح أن الكثير من أولئك لو سألته عما يحل في بقعة معينة من بقاع المسلمين ، فقد لا يعرف أين تقع تلك البقعة، ولا يدري أين تلك المنطقة ، لأن القصد هو مشاهدة العاهرات والفاسقات ، وسماع الماجن من الأغاني ، فأظهروا الكذب ، وأخفوا الحقيقة ، فيا من أدخلت هذه الوسائل هل تعلم بأن المسلمين يتعرضون للقهر والاضطهاد ، والقتل والاستعباد ، تنتهك أعراضهم ، ويقتل رجالهم ، وييتم أطفالهم ، وترمل نساؤهم ، وتهدم منازلهم . ، فها قد علمت من أخبار المسلمين ما قد علمت ، وشاهدت منها ما شاهدت ، هل حرك ذلك فيك ساكناً ؟ هل تأثرت وبكيت لواقع المسلمين المر ؟ هل رفعت يديك إلى السماء داعياً المولى جل وعلا أن ينصر المسلمين في شتى بقاع الأرض ؟ هل غضبت لانتهاك أعراض المسلمات وبيعهن في الأسواق ؟ هل تمعر وجهك عندما يقتل الأطفال الرضع ؟ ويمثل بالشيوخ الركع ؟ إن أخشى ما أخشى أنك لم تزد على الحوقلة والاسترجاع ، ثم غفلت عنهم في زخم البرامج المعروضة ، ثم نسيت ما حدث لهم ، وما وقع عليهم ، بل والأدهى من ذلك والأمر عندما ترى مسلماً أحمقاً يبكي على مشهد تمثيلي زائف لموت بطل أو بطلة من الساقطين والساقطات، ويترك قضية المسلمين الحقيقية في كل مكان، فتلك المشاهد التي شاهدتها ستكون حجة عليك ، لا حجة لك ، لأنك علمت بواقع المسلمين ولم تُبرئ ذمتك نحوهم ، وعظمت بذلك مسؤوليتك .

    القسم الثاني / أخطــار وسائل الإعلام

    لو قدم لك طعاماً شهياً ، يسيل له اللعاب ، وتتحرك له الجوارح ، ومع ما فيك من شدة الجوع أردت أن تهوي بيدك وتمدها لتأكل ، فقيل لك انتظر قليلاً ، وجيء بملعقة مليئة سماً وخلط بها ذلك الطعام ، ثم قيل لك تفضل ، كل واحذر من السم فهو بين طيات الطعام ، فكل بحذر شديد ، واختر الطعام الذي لا سم فيه ، لا شك أنك إن أقدمت على الأكل فقد أوديت بحياتك إلى المهالك، فكذلك صاحب ( وسيلة الإعلام المدمرة ) من أدخلها إلى بيته ، فهو على خطر عظيم لما فيها من سموم مدسوسة بين فقراتها ولا يستريب عاقل في تحريمها .

    وإليك بعض مخاطر وسائل الإعلام لعل الله أن يفتح على قلبك وينير بصيرتك فتعرف الحق من الباطل :



    أولاً / وسائل الإعلام دعوة سانحة لتقارب الأديان :

    فقد نشر في وسائل الإعلام آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) : دين الإسلام، ودين اليهود، ودين النصارى، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء: مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، وغير ذلك من آثار هذه الدعوة، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب.

    ثانياً / وسائل الإعلام دعوة لنبذ الحجاب والحياء وقتل للغيرة :

    لا يخلو برنامج ولا مسلسل ولا فيلم بل ولا أخبار وحتى الفواصل الإعلانية من دعوة إلى تحرير المرأة المزعوم ، وقتل للحياء والعفة ، وتدمير للغيرة لدى الرجال ، فليحذر رب الأسرة صاحب الغيرة والدين من تلك الدعايات الكاذبة الزائفة التي تدعوا إلى تحرير المرأة من عفافها وحيائها وحجابها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة ديوث " ، ألا وإن من رضي أن يرى الرجال الأجانب أهله ومحارمه فهو ديوث خبيث الطبع ، منكوس الوضع ، متغير الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها .

    ثالثاً / وسائل الإعلام دعوة للفاحشة والرذيلة :

    مشاهد العري الفاضحة ، والأفلام الإباحية الخليعة ، الداعية لفعل الفاحشة والرذيلة حتى بالمحارم ، لهي أعظم دليل على تحريم تلك الوسائل الإعلامية السيئة التي تدفع لفعل الحرام لا سيما لدى الشباب المسلم .

    رابعاً / وسائل الإعلام دعوة لتغير المفاهيم والقيم .

    خامساً/ وسائل الإعلام تزييف للدين :

    فهناك من يظهر على الشاشات وعبر الوسائل المختلفة ثم يفتي الجمهور بفتاوى سقيمة مريضة مستنداً لأحاديث ضعيفة أو مكذوبة ، أو مستمسكاً بأقوال شاذة لبعض العلماء خالفوا فيها إجماع علماء الأمة ، ثم يقوم بنشرها بين الناس فربما زعزع العقيدة الصحيحة في القلوب ، وشوه صورة الإسلام.

    سادساً / وسائل الإعلام لا مصداقية لها:

    وسائل الإعلام غير مستقرة فيما تعرضه من أخبار ، ولا صدق لما يذاع وينشر فيها من أنباء ، فحقيقتها لا تقارن بكذبها ، وصحيحها لا يوازي زيفها ، فأي خبر حقيقي بثته تلك الوسائل، ولدا ذم الله تعالى الإشاعات ومن يروجها ، وأمر بالتثبت ومعرفة الحقائق ، وأنى لمشاهد أن يتثبت ، قال تعالى : " وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم . . . " ، وقال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على فعلتم نادمين ".

    سابعاً/ وسائل الإعلام والأطفال :

    لقد أريد من خلال بث ذلك السيل من أفلام الكرتون ترسيخ بعض الأفكار والسلوكيات المنافية لشرعنا الحنيف بطريقة هادئة وعلى المدى الطويل حتى تصل الأمة بعد فترة إلى أن تألف هذه الأشياء في الواقع بعد أن ألفتها وتقبلتها في الخيال في أفلام الكرتون ، وإليكم بعض مفاسد الأفلام الكرتونية التي تُعرض عبر شاشات التلفاز وغيرها:

    1-من هذه السلوكيات أن يكون لبطل المغامرة الكرتونية صديقة يحبها ويستميت في سبيل إنقاذها.

    2- ومنها أيضاً ترسيخ قيمة السحر والسحرة والجان وإظهارهم بمظهر المنقذ والمدافع عن الخير .

    3- ومنها ظهور بطلات المسلسلات الكرتونية بملابس وأزياء مخالفة لشرع الله كي تألف فتياتنا.

    4-ومنها أنها دعوة صريحة لقتل النفس، وذلك أنّ بعض أبطال الكرتون يقفز من فوق السور وغير ذلك.

    5- ومنها أنها دعوة لتغيير اللغة باللغة الأجنبية ، وتقمص الشخصيات . وغير ذلك كثير.

    القسم الثالث / أقوال العلماء في وسائل الإعلام

    أيها الأخوة ، العلماء هم ورثة الأنبياء ، هم الذين أوصلوا العلم لنا عالماً عن آخر ، وهذا من حفظ الله تعالى لدينه : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ، فمن شكك في علماء الأمة ، فقد شك في حفظ الله تعالى لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ومن قدح في العلماء قدح في صدق النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال : " العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر "[ أخرجه الترمذي وغيره ] ، فهاهم العلماء يحذرون من وسائل الإعلام بشتى أشكالها وصورها ، وخصوصاً الفضائيات والإنترنت الذي قضى على بقية كانت باقية في قلوب بعض المسلمين من غيرة وعفاف وحياء ، ووالله لا ينكر خطورة هذه الوسائل الإعلامية إلا فاقد العقل أو ناقصه ، أو رجل له مآرب أخرى ، ومقاصد لا تدرى ، وإلا فغالبية الناس حتى الغربيين عرفوا حقيقة هذه الوسائل الإعلامية فحاربوها ، فكيف بنا معاشر المسلمين .

    قال سماحة الشيخ / عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى : " أما التلفزيون : فهو آلة خطيرة وأضرارها عظيمة كالسينما أو أشد وقد علمنا عنه من الرسائل المؤلفة في شأنه ومن كلام العارفين به في البلاد العربية وغيرها ما يدل على خطورته وكثرة أضراره بالعقيدة والأخلاق وأحوال المجتمع, وما ذلك إلا لما يبث فيه من تمثيل الأخلاق السافلة والمرائي الفاتنة والصور الخليعة وشبه العاريات والخطب الهدامة والمقالات الكفرية والترغيب في مشابهة الكفار في أخلاقهم وأزيائهم وتعظيم كبرائهم وزعمائهم ، والزهد في أخلاق المسلمين وأزيائهم والاحتقار لعلماء المسلمين وأبطال الإسلام وتمثيلهم بالصور المنفرة منهم والمقتضية لاحتقارهم والإعراض عن سيرتهم وبيان طرق المكر والاحتيال والسلب والنهب والسرقة وحياكة المؤامرات والعدوان على الناس ولا شك: أن ما كان بهذه المثابة وترتب عليه هذه المفاسد: يجب منعه والحذر منه, وسد الأبواب المفضية إليه, فإذا أنكره الإخوان المتطوعون, وحذروا منه فلا لوم عليهم في ذلك؛ لأن ذلك من النصح لله ولعباده ومن ظن أن هذه الآلة تسلم من هذه الشرور ولا يبث فيها إلا الصالح العام إذا روقبت فقد أبعد النجعة وغلط غلطاً كبيراً ؛ لأن الرقيب يغفل ولأن الغالب على الناس اليوم هو: التقليد للخارج والتأسي بما يفعل فيه ولأنه قل أن توجد رقابة تؤدي ما أسند إليها ولاسيما في هذا العصر الذي مال فيه أكثر الناس إلى اللهو والباطل وإلى ما يصد عن الهدى والواقع يشهد بذلك ". وقال فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : " لا شك في أن الدول الكافرة لا تألواجهداً في إلحاق الضرر بالمسلمين عقيدة وعبادة وخلقاً وآداباً وأمناً ، وإذا كان كذلك ، فلا يبعد أن تبثمن المحطات ما يحقق مرادها ، عليه لا يجوز اقتناؤها ، ولا الدعاية لها ، ولا بيعها ، ولا شراؤها ، لأن هذا من التعاون على الإثم والعداون ".

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 01, 2024 1:18 am