منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    القول المبين في أخطاء المصلّين 10

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    القول المبين في أخطاء المصلّين  10 Empty القول المبين في أخطاء المصلّين 10

    مُساهمة من طرف hichou78 الخميس فبراير 11, 2010 11:27 pm

    القول المبين في أخطاء المصلّين


    العدد (10)



    1/ أخطاء المصلّين في السّلام والمصافحة :

    عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال :إذا لقي أحدكم أخاه ، فليسلّم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ، ثم لقيه ، فليسلم عليه أيضاً(1) .

    في هذا الحديث : أمره صلّى الله عليه و سلّم للمسلمين ، بأن يسلّم أحدهم على أخيه المسلم ، إذا لقيه ، لما فيه من جَمْع الشْمل ، ونفي البُغْض ، وجلب المحبة .والأمر في هذا الحديث إنما هو للاستحباب ، بمعنى أنه للحثّ ، والنَّدب ، وليس بواجب.

    ولا فرق في ذلك بين مَنْ في المسجد أو خارجه ، بل دلّت السنّة الصحيحة على مشروعية السلام على مَنْ في المسجد ، سواء كان في صلاة أم لا .

    والحاصل : أن السّلام والمصافحة تكون عند القدوم ، وحال الافتراق ، ولو كان يسيراً ، سواء كان في المسجد أو خارجه .

    ولكن الأمر الذي يؤسف له أنك تسلم على الرجل عند لقائك بعد الصلاة ، قائلاً ((السلام عليكم ورحمة الله)) فيبادرك قائلاً ((تقبل الله))

    ولم نعلم عن أحد من الصحابة أو السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا إذا فرغوا من صلاتهم التفت أحدهم عن يمينه وشماله ، مصافحاً مَنْ حوله ، مباركاً له بقبول الصّلاة ، ولو فعل ذلك أحد منهم ، لنقل إلينا ، ولو بسندٍ ضعيف ، ولنقله لنا أهل العلم ، الذين خاضوا في كل بحر ، فغاصوا في أعماقه ، واستخرجوا منه أحكامه الكثيرة ، ولم يفرّطوا في سنّة قولية أو فعلية أو تقريرية أو صفة(2).

    2/ أخطاء المصلين في التّسبيح :

    التسبيح والتكبير عقب الصلوات مستحب ، ليس بواجب ، ومن أراد أن يقوم قبل ذلك ، فله ذلك ، ولكن الأفضل الإتيان بالوارد عنه صلّى الله عليه و سلّم ، وخصوصاً أن الثابت عنه ـ أحيانا ـ أنه كان يسبح عشراً ، ويحمد عشراً ، ويكبر عشراً ، وكان يقول كل واحدة ـ أحياناً أُخرى ـ إحدى عشر مرّة(3) .

    فعندما يتعرض المسلم لظرفٍ طارئ ، يشغله عن تمام التّسبيح ، فلْيأت بعشر تسبيحات ، ومثلها من التحميدات و التكبيرات ، ويكون بذلك قد أصاب عين السنّة ، ولم ينشغل عما أصابه.

    فإن أبى إلا الخروج ، فلا ينبغي أن ينصرف قبل انتقال الإمام عن القبلة . ودليل ذلك : ما رواه مسلم في ((الصحيح)) من حديث أنس رضي الله عنه رفعه :((أيها الناس إني إمامكم ،فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف ))(4) .

    فإن قعد يذكر الله تعالى ، فعليه بالاكتفاء بالمأثور ، فالأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن والمسانيد ، تدل على أن النبي صلّى الله عليه و سلّم ، كان يدعو دبر صلاته ، قبل الخروج منها ، وكان يأمر أصحابه بذلك ، ويعلّمهم ذلك .

    ولا يخفى أن الدّعاء مباشرة بعد الانصراف من الصلاة ، من مناجاة الله وخطابه ، غير مناسب ، ولهذا فإن دعاءه صلّى الله عليه و سلّم كان في صلب الصّلاة ، وإن المصلّي يناجي ربه ، فإذا دعا حال مناجاته له ، كان مناسباً(5) .

    وكان صلّى الله عليه و سلّم يعقد التسبيح والتهليل بالأنامل .

    قال عبد الله بن عمرو : ((رأيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يعقد التسبيح بيمينه))(6).

    قال الشيخ ابن باز مجيباً على سؤال في حكم التسبيح بالمسبحة :

    ((تركها أولى ، وقد كرهها بعض أهل العلم ، والأفضل التسبيح بالأصابع ، كما كان يفعل ذلك النبي صلّى الله عليه و سلّم))(7)

    قلت : لاسيما بعد الصّلاة ، فقد جاء الأمر بعقد الأنامل ، وأنهن مسؤولات ومستنطقات .

    قال الشيخ الألباني : (( ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة ، وهي أنها قضت على سنّة العدّ بالأصابع ، أو كادت ، مع اتفاقهم على أنها أفضل ، لكفى !!))(8).

    3/ السّمر بعد صلاة العشاء :

    عن أبي بَرْزة ـ رضي الله عنه ـ : أن الرسول ـ صلّى الله عليه و سلّم ـ كان يكره النوم قبل العشاء ، والحديث بعدها(9)،وعن عبد اللهبن مسعود رضي الله عنه : عن النبي صلّى الله عليه و سلّم قال: لاسمر بعد العشاء ، إلا لأحد رجلين : مصلّ ومسافر(10)،فالسمر بعد صلاة العشاء مكروه ، إذا لم يكن في أمر مطلوب .

    4/ المرور بين يدي المصلِّين :

    عن أبي عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ((لاتصلّ إلاَّ إلى سترة ، ولا تدع أحداً يمرّ بين يديك ، فإن أبى فلتقاتله ،فإن معه القرين))(11).

    وقد بين صلّى الله عليه و سلّم إثم المارّ بين يدي المصلّي ، فقال : ((لو يعلم المارُّ بين يدي المصلّي، فقال : لو يعلم المارُّبين يدي المصلّي ماذا عليه ، لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمُرَّ بين يديه)) .

    قال أبو النّضر ـ أحد رواة الحديث ـ : لا أدري أقال أربعين يوماً أو شهراً أو سنة(12).معناه : لو يعلم ما عليه من الإِثم لاختار الوقوف أربعين على ارتكاب ذلك الإِثم ، وفيه :النهي الأكيد ، والوعيد الشديد في ذلك(13).

    وظاهر الأحاديث المنع من المرور بين يدي المصلّي ، سواء اتّخذ سترة أم لا ، إذ لم يفرق النبي صلّى الله عليه و سلّم فيها بين مستتر وغيره ، بل قال : بين يدي المصلّي .

    والحرمة مقيّدة في الأحاديث السابقة بـ((بين يدي المصلي)) :

    أي أمامه بالقرب منه ، وعبر باليدين لكون أكثر الشغل يقع بهما ، واختلف في تحديد ذلك ، فقيل : إذا مرّ بينه وبين مقدار سجوده ، وقيل : بينه وبين قدر ثلاثة أذرع . وقيل : بينه وبين قدر رميه بحجر (14).

    ومتى بَعُد المارّ عما بين يدي المصلّي إذا لم يلق بين يديه سترة ، سَلِمَ من الإِثم ، لأنه إذا بعد عنه عرفاً لا يسمى ماراً بين يديه ، كالذي يمر من وراء السّترة(15) .

    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أخرجه أبو داود في السّنن (5200)

    (2) تمام الكلام في بدعيّة المصافحة بعد السّلام (ص:24-25) والمسجد في الإسلام (ص225)

    (3) انظر مجموع فتاوى ابن تيميّة (22/494) و فتح الباري (2/329)

    (4) أخرجه مسلم (426)

    (5) انظر مجموع فتاوى ابن تيميّة (22/500)

    (6) أخرجه أبو داود في السّنن (1502) والتّرمذي في الجامع (3486) والحاكم في المستدرك (1/547) والبيهقي في السّنن الكبرى (2/253) واسناده صحيح وصحّحه الذّهبي وحسّنه التّرمذي.

    (7) الفتاوى (1/76)

    (8) سلسلة الأحاديث الضّعيفة (1/117)

    (9) أخرجه البخاري (568) ومسلم (647)

    (10) أخرجه أحمد في المسند (1/444و412و463و375)

    (11) أخرجه مسلم (260)

    (12) أخرجه البخاري (510) ومسلم(507)

    (13) شرح النّووي على صحيح مسلم (4/225) وفتح الباري (1/585)

    (14) فتح الباري (1/585)

    (15) تعليق الشّيخ بن باز على فتح الباري (1/582)

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 2:05 pm