منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    سجود الشّكر حقيقته و مشروعيّته

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    سجود الشّكر  حقيقته  و مشروعيّته Empty سجود الشّكر حقيقته و مشروعيّته

    مُساهمة من طرف hichou78 الإثنين فبراير 08, 2010 12:41 pm



    حقيقته

    قبل التحدث عن مشروعية سجود الشكر من حيث الأدلة نعرِّج على تعريفه في اللغة و في الاصطلاح .

    أما الشكر في اللغة فهو بمعنى الثناء على الانسان أو المحسن بم أولاكه من المعروف و قد شكَره يشكُره بالضم (شكرا) و (شُكرانا) و يقال شكَره و شكَرله و هو بالام أفصح و به جاء القرأن1 .

    و عرَّفه الجرجاني2 : بأنه الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل على النعمة من اللسان و الجنان و الأركان .

    و الشكر في الشرع : هو مقابلة النِّعمة بالقول و الفعل و النيَّة ، فيثني على المنعم بلسانه و يذيب نفسه في طاعته و يعتقد أنه موليها وهو من شكِرات الإبل تَشكَر إذا أصابت مرعى فسمِنت عليه3 .

    فالشكر ثلاثة أضرب :

    ـ شكر القلب و هو تصوُّر النعمة

    ـ شكر اللسان و هو الثناء على المنعم

    ـ شكر الجوارح وهومكافأة النعمة بقدر استحقاقه لقوله تعالى (( اعملوا آل داود شكرا ))

    فشكرا قيل منصوب على التمييز فيكون معناه : اعملوا ما تعملونه شكرا لله تعالى .

    وقيل منصوب على أنه مفعول لقوله اعملوا و ذُكِر اعملوا ولم يقل اشكروا لينبه على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح1 .

    والشكر مثل الحمد إلا أنَّ الحمد أعمُّ منه فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة و على معروفه و لا تشكره إلا على معروفه دون صفاته .

    و الشكر معدود من بين شعب الايمان2 لأنه يقابله الكفر كما قال تعالى : (( لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إنَّ عذابي لشديد ))

    سورة إبراهيم آية 7

    و قال : (( و اشكروا لي و لا تكفرون ))

    و في الأثر في تفسيرحق التقوى : أن يُذكر فلا يُنسى وأن يُشكر فلا يُكفرو أن يطاع فلا يُعصى .















    مشروعيته :

    الأصل في مشروعية سجود الشكر فعله صلى الله عليه و سلم كما روى أبو داود في سننه ( 2774) و الترمذي في السنن (1578)و ابن ماجه في السنن (1394) و البيهقي في السنن ( 2/370) عن أبي بكرة رضي الله عنه : ((أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أتاه أمر يُسرُّ به خرَّ لله ساجدا )) هذا لفظ الترمذي و عند أبي داود و ابن ماجه زيادة شاكرا لله تعالى و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث بكار بن عبد العزيز .

    و بكار هذا ضعيف قال الحافظ عنه : صدوق يهم و الحسن لشواهده كما في الإرواء للشيخ الألباني رحمه الله (2/226)

    و من هذه الشواهد ما يلي :

    1)ما رواه ابن ماجه (1392) عن أنس بن مالك رضي الله عنه (( أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم بُشِّر بحاجة فخرَّ ساجدا )) .

    قال الشيخ رحمه الله : إسناده لا بأس في الشواهد رجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيء الحفظ .

    2) ما رواه أحمد في المسند (1/191) و الحاكم في المستدرك (1/550) والبيهقي في السنن (2/371) عن عبد الرحمن بن عوف أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( إنِّي لقيت جبريل عليه السلام فبشرني و قال : إنَّ ربَّك يقول لك : من صلى عليك صليتُ عليه ومن سلَّم عليك سلَّمتُ عليه فسجدتُ لله شكرا ))

    و قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وقال الشيخ رحمه الله : حديث حسن.

    1)ما رواه البيهقي في السنن (2/369) و أصله في البخاري عن البراء بن عازب أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم بعث علي بن أبي طالب إلى اليمن …. في حديث طويل ، ثم قال في آخره : فكتب علي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بإسلامهم فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم الكتاب خرَّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال : السلام على همدان السلام على همدان .

    قال البيهقي : و سجود الشكر في تمام الحديث صحيح على شرطه وقال الشيخ الألباني رحمه الله : و بالجملة فلا يشك عاقل في مشروعية سجود الشكر بعد الوقوف على هذه الأحاديث لا سيما و قد جرى العمل عليها من السلف رضي الله عنهم .



    و أما ما ثبت عن بعض الصحابة من ذلك منها :



    ـ ما رواه البيهقي في السنن (2/371) و ابن أبي شيبة في المصنف

    ( 2/123)(( أنَّ أبا بكر لما فتح اليمامة سجد )) ، قال الشيخ الألباني رحمه الله : رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الذي لم يُسم

    ـ ما رواه أحمد في المسند (1/107) ( أنَّ عليا سجد حين وجد ذا الثدية في الخوارج) . حسنه الألباني

    ـ ما رواه ابن ماجه في السنن (1393) عن كعب بن مالك قال : لما تاب الله عليه خرَّ ساجدا . صححه الألباني كما في الإرواء (2/229ـ231)

    حكم سجود الشكر :

    قال الامام البغوي رحمه الله1 : سجود الشكر سنة عند حدوث نعمة طامل كان ينتظرها أو اندفاع بلية ينتظر انكشافها أورؤية مبتلى بعلة أو معصية .

    وإلى سنيتها ذهب أحمد و العترة و به قال الشافعي و إسحاق و أبو ثور و ابن المنذرو قال النخعي ومالك و أبوحنيفة يُكره لأنَّ النعم كانت متعددة على النبي صلى الله عليه وسلم و السلف وأعظمها الهداية و الايمان و لو كانت سنة لواظب عليها فكانت تكون متواترة2 .

    شروط سجود الشكر :

    الكلام في شروط سجود الشكر كالكلام في شروط سجود التلاوة سواء و قد تقدم .













    حكم سجود الشكر في الصلاة

    قال ابن قدامة رحمه الله 1: و لا يسجد للشكر و هو في الصلاة لأن سبب السجدة ليس منها ، فإن فعل بطلت صلاته إلا أن يكون ناسيا أو جاهلا بتحريم ذلك فلا يبطلها لأنه عمل غير كثير فأشبه ما لو زاد سجود ا في الصلاة سهوا .



    وقال الشوكاني رحمه الله 2: قال الإمام يحي : و لا يسجد للشكر في الصلاة قولا واحدا إذ ليس من توابعها .




    إلى هنا تمت الرسالة و لله الحمد و المنة

    1 أنظر مختار الصحاح (ص147) تهذيب الأسماء و اللغات (1/1/166 ) مجمل اللغة ( 1/2/510)

    2 التعريفات (ص128)

    3 النهاية في غريب الحديث ( 2/493)



    1 أنظر المفردات للراغب الأصفهاني (ص272)
    2 شعب الايمان للقصري ( الشعبة الثالثة و الأربعين ) 2/87



    1 شرح السنة (2/351)


    2 المغني (2/372) الذخيرة (2/416) نيل الأوطار (2/3/120)


    1 المغني (2/372)
    2 ( نيل الأوطار 3/120)

    هذا و الله أعلم في وقت نرى البعض يستهزءون بالله و آياته من حيث لا يشعرون يسجدون لله على أمور تافهة يسجدون لأنّ جلدا منفوخا دخل بين ثلاث خشبات يسجدون لربّ العزّة وهم عرايا كاشفين على عوراتهم الله المستعان و لا حول و لا قوّة الاّ بالله



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 8:04 pm