القول المبين في أخطاء المصلّين
(العدد4)
1. ترك رفع اليدين عند التحريمة و الركوع و عند الرفع منه :
يترك بعض المصلّين رفع اليدين عند التحريمة ( تكبيرة الإحرام ) ، و عند الركوع و الرفع منه .
قال الإمام البخاري : ((قال الحسن وحميد بن هلال : كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يرفعون أيديهم ، لم يستثن أحداً من أصحاب النبي دون أحد ))(1) .
وقال ابن القيم : (( وانظر إلى العمل في زمن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و الصحابة خلفه ، و هم يرفعون أيديهم في الصلاة عند الركوع و الرفع منه ، ثم العمل في زمن الصحابة بعد ، حتى كان عبد الله بن عمر إذا رأى من لا يرفع حصبه . وهو عمل كأنه رأي عين ))(2).
وقال الإمام الشافعي : (( لا يحل لأحد سمع حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في رفع اليدين في افتتاح الصلاة و عند الركوع و الرفع من الركوع ، أن يترك الاقتداء بفعله صلّى الله عليه و سلّم ))(3).
2. إسبال اليدين وعدم وضعهما على الصّدر:
عن سهل بن سعد قال : كان النّاس يؤمرون أن يضع الرجل اليمنى على ذراعه اليسرى في الصَّلاة(4).
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال : إنا معشر الأنبياء أمِرنا أن نُؤخّر سحورنا ، ونُعجِّل فطرنا ، وأن نُمسِك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا(5) .
من هذين الحديثين : يتبين لنا خطأ من يرسل يديه ، إذ أن وضع اليد اليمنى على اليسرى من هدي نبينا صلّى الله عليه و سلّم ، وهدي الأنبياء قبله(5) .
3. رفع البصر إلى السّماء أو النظر إلى غير مكان السجود :
ومن أخطاء المصلّين : رفع البصر إلى السماء ، أو النظر إلى الأمام ، أو عن اليمين و الشّمال ، مما يسبب السّهو و حديث النّفس ، وقد ورد الأمر بخفض البصر ، و النّظر إلى موضع السجود(6) إلا في حالة الجلوس للتشهد ، فإن النّظر يكون إلى الإشارة بالسبابة لا يتجاوزها ، فقد ثبت في هديه صلّى الله عليه و سلّم في الصلاة : ((لا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشَارتَهُ))(1).
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : سألت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن الالتفات في الصّلاة ، قال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد(2).
وعن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السّماء في صلاتهم ، فاشتدّ قوله في ذلك ، حتى قال : لينتهُنَّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم (3).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال : لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدّعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم (4).
في هذه الأحاديث : النهي الأكيد ، والوعيد الشديد ، عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة ، وقد نقل الإجماع في النهي عن ذلك(5).
4. تغـميض العينين في الصّلاة .
قال ابن القيم : ((ولم يكن من هديه صلّى الله عليه و سلّم تغميضُ عينيه في الصّلاة ، وقد تقدّم انه كان في التشهد يُومئ ببصره إلى أصبعه في الدّعاء ، ولا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشارَتَهُ)) .
وقال الفيروز آبادي : ((كان صلّى الله عليه و سلّم يفتح عينه المباركة في الصَّلاة ، ولم يكن يغمضها كما يفعله بعض المتعبّدين))(6) .
5. كثرة الحركة والعبث في الصّلاة .
ومن أخطاء المصلّين : الحركة الزّائدة في الصّلاة التي لا حاجة لها ، سوى العبث واللهو والإعراض عن الخشوع في الصّلاة ، كتشبيك الأصابع ، وتنظيف الأظافر ، والتحريك المستمر للقدمين ، وتسوية العمامة أو العقال ،والنظر في الساعة ،وربط الإزار ،ونحو ذلك مما يبطل أجرها .
وقد رأى النبي صلّى الله عليه و سلّم أقواماً يعبثون بأيديهم في الصلاة ، و يحركونها من غير حاجة ، فقال لهم :
((ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمْسٍ(1) ، اسكنوا في الصّلاة))(2) .
ففي هذا الحديث : الأمر بالسكون في الصلاة ، و الخشوع فيها ، و الإقبال عليها .
6. عدم تمكين أعضاء السجود من الأرض .
عن العباس بن عبد المطلب : عن النبي صلّى الله عليه و سلّم قال :أُمرتُ أن أسجد على سبع(3): الجبهة و الأنف و اليدين و الركبتين و القدمين (4) .
فهذا الحديث : يدل على أن أعضاء السجود سبعة ، وأته ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها .
ومنه تعلم : خطأ من يسجد على جبهته و يرفع أنفه ، أو يرفع قدميه عن الأرض ، أو يضع إحداهما فوق الأخرى ، دون أن تمس الأرض ، فلا يكون ساجداً إلا على خمسة أو ستة أعضاء .
(1) جزء رفع اليدين (ص26- مع جلاء العينين
(2) إعلام الموقعين : (2/376) .
[1](3) ذكره السبكي في (( طبقات الشافعية الكبرى )) : ( 2/100 ) ترجمة ( أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني ) .
(4) أخرجه البخاري في (( الصحيح )) (2/224): رقم : (740) ومالك في ((الموطأ)) : (1/159/47) .
(5) أخرجه ابن حبان في ((الصحيح )) : (3/13-14) رقم (1767- مع الإحسان ) .
(5) انظر : (( زاد المعاد )) : (1/202) .
(6) مقال : ((تنبيهات على بعض الأخطاء التي يفعلها بعض المصلين في صلاتهم)) المنشور في مجلة ((المجتمع)) : العدد: (855)
(1) أخرجه أبو داود في ((السنن)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) والحديث صحيح .
(2) أخرجه البخاري في ((الصحيح)) : (2/234) و (6/338) .
(3) أخرجه البخاري في ((الصحيح)) : (2/233) .
(4) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) : (1/321) .
(5) انظر : ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (4/152) و ((فتح الملهم)) : (2/64-65) و ((فتح الباري)) : (2/234) و ((مختصر الصواعق المرسلة)) : (2/276) .
(6) سفر السّعادة : (ص 20).
(1) شُمْسٍ : بضم الشين و إسكان الميم وضمّها ، واحدها :شموس ، وهي التي لا تستقر ، بل تضطرب و تتحرك بأذنابها و أرجلها .
(2) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) رقم (430) وابن خزيمة في ((الصحيح)) : رقم (1544) والنسائي في ((المجتبى)) : (2/72) .
(3) في رواية ((سبعة أعظم)) وأخرى ((سبعة آراب)) وهي جمع (إِرْب) بكسر الهمزة وسكون الراء ، وهي الأعضاء .
(4) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) : (1/355))
(العدد4)
1. ترك رفع اليدين عند التحريمة و الركوع و عند الرفع منه :
يترك بعض المصلّين رفع اليدين عند التحريمة ( تكبيرة الإحرام ) ، و عند الركوع و الرفع منه .
قال الإمام البخاري : ((قال الحسن وحميد بن هلال : كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يرفعون أيديهم ، لم يستثن أحداً من أصحاب النبي دون أحد ))(1) .
وقال ابن القيم : (( وانظر إلى العمل في زمن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و الصحابة خلفه ، و هم يرفعون أيديهم في الصلاة عند الركوع و الرفع منه ، ثم العمل في زمن الصحابة بعد ، حتى كان عبد الله بن عمر إذا رأى من لا يرفع حصبه . وهو عمل كأنه رأي عين ))(2).
وقال الإمام الشافعي : (( لا يحل لأحد سمع حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في رفع اليدين في افتتاح الصلاة و عند الركوع و الرفع من الركوع ، أن يترك الاقتداء بفعله صلّى الله عليه و سلّم ))(3).
2. إسبال اليدين وعدم وضعهما على الصّدر:
عن سهل بن سعد قال : كان النّاس يؤمرون أن يضع الرجل اليمنى على ذراعه اليسرى في الصَّلاة(4).
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال : إنا معشر الأنبياء أمِرنا أن نُؤخّر سحورنا ، ونُعجِّل فطرنا ، وأن نُمسِك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا(5) .
من هذين الحديثين : يتبين لنا خطأ من يرسل يديه ، إذ أن وضع اليد اليمنى على اليسرى من هدي نبينا صلّى الله عليه و سلّم ، وهدي الأنبياء قبله(5) .
3. رفع البصر إلى السّماء أو النظر إلى غير مكان السجود :
ومن أخطاء المصلّين : رفع البصر إلى السماء ، أو النظر إلى الأمام ، أو عن اليمين و الشّمال ، مما يسبب السّهو و حديث النّفس ، وقد ورد الأمر بخفض البصر ، و النّظر إلى موضع السجود(6) إلا في حالة الجلوس للتشهد ، فإن النّظر يكون إلى الإشارة بالسبابة لا يتجاوزها ، فقد ثبت في هديه صلّى الله عليه و سلّم في الصلاة : ((لا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشَارتَهُ))(1).
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : سألت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن الالتفات في الصّلاة ، قال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد(2).
وعن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السّماء في صلاتهم ، فاشتدّ قوله في ذلك ، حتى قال : لينتهُنَّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم (3).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال : لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدّعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم (4).
في هذه الأحاديث : النهي الأكيد ، والوعيد الشديد ، عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة ، وقد نقل الإجماع في النهي عن ذلك(5).
4. تغـميض العينين في الصّلاة .
قال ابن القيم : ((ولم يكن من هديه صلّى الله عليه و سلّم تغميضُ عينيه في الصّلاة ، وقد تقدّم انه كان في التشهد يُومئ ببصره إلى أصبعه في الدّعاء ، ولا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشارَتَهُ)) .
وقال الفيروز آبادي : ((كان صلّى الله عليه و سلّم يفتح عينه المباركة في الصَّلاة ، ولم يكن يغمضها كما يفعله بعض المتعبّدين))(6) .
5. كثرة الحركة والعبث في الصّلاة .
ومن أخطاء المصلّين : الحركة الزّائدة في الصّلاة التي لا حاجة لها ، سوى العبث واللهو والإعراض عن الخشوع في الصّلاة ، كتشبيك الأصابع ، وتنظيف الأظافر ، والتحريك المستمر للقدمين ، وتسوية العمامة أو العقال ،والنظر في الساعة ،وربط الإزار ،ونحو ذلك مما يبطل أجرها .
وقد رأى النبي صلّى الله عليه و سلّم أقواماً يعبثون بأيديهم في الصلاة ، و يحركونها من غير حاجة ، فقال لهم :
((ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمْسٍ(1) ، اسكنوا في الصّلاة))(2) .
ففي هذا الحديث : الأمر بالسكون في الصلاة ، و الخشوع فيها ، و الإقبال عليها .
6. عدم تمكين أعضاء السجود من الأرض .
عن العباس بن عبد المطلب : عن النبي صلّى الله عليه و سلّم قال :أُمرتُ أن أسجد على سبع(3): الجبهة و الأنف و اليدين و الركبتين و القدمين (4) .
فهذا الحديث : يدل على أن أعضاء السجود سبعة ، وأته ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها .
ومنه تعلم : خطأ من يسجد على جبهته و يرفع أنفه ، أو يرفع قدميه عن الأرض ، أو يضع إحداهما فوق الأخرى ، دون أن تمس الأرض ، فلا يكون ساجداً إلا على خمسة أو ستة أعضاء .
(1) جزء رفع اليدين (ص26- مع جلاء العينين
(2) إعلام الموقعين : (2/376) .
[1](3) ذكره السبكي في (( طبقات الشافعية الكبرى )) : ( 2/100 ) ترجمة ( أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني ) .
(4) أخرجه البخاري في (( الصحيح )) (2/224): رقم : (740) ومالك في ((الموطأ)) : (1/159/47) .
(5) أخرجه ابن حبان في ((الصحيح )) : (3/13-14) رقم (1767- مع الإحسان ) .
(5) انظر : (( زاد المعاد )) : (1/202) .
(6) مقال : ((تنبيهات على بعض الأخطاء التي يفعلها بعض المصلين في صلاتهم)) المنشور في مجلة ((المجتمع)) : العدد: (855)
(1) أخرجه أبو داود في ((السنن)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) والحديث صحيح .
(2) أخرجه البخاري في ((الصحيح)) : (2/234) و (6/338) .
(3) أخرجه البخاري في ((الصحيح)) : (2/233) .
(4) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) : (1/321) .
(5) انظر : ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (4/152) و ((فتح الملهم)) : (2/64-65) و ((فتح الباري)) : (2/234) و ((مختصر الصواعق المرسلة)) : (2/276) .
(6) سفر السّعادة : (ص 20).
(1) شُمْسٍ : بضم الشين و إسكان الميم وضمّها ، واحدها :شموس ، وهي التي لا تستقر ، بل تضطرب و تتحرك بأذنابها و أرجلها .
(2) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) رقم (430) وابن خزيمة في ((الصحيح)) : رقم (1544) والنسائي في ((المجتبى)) : (2/72) .
(3) في رواية ((سبعة أعظم)) وأخرى ((سبعة آراب)) وهي جمع (إِرْب) بكسر الهمزة وسكون الراء ، وهي الأعضاء .
(4) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) : (1/355))