الحديث السادس والعشرون
عن أبي هريرة . قال : قال رســـول الله صلّى الله عليه و سلّم ( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيهــا إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) رواه البخاري ومسلم .
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
سلامى : السلام : عظام الكف والأصابع والأرجل ، والمراد في هذا الحديث جميع أعضاء جسم الإنسان ومفاصله ، وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ، كما قال صلّى الله عليه و سلّم ( خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل ) .
الناس : أي البشر ، وسموا ناساً من الإيناس أو النسيان .
صدقة : أجر .
الفوائد :
1- أن على الإنسان كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه صدقة .
وهذا سهل ، فإنه يستطيع أن يأتي بهذا الديْن بالتسبيح والتهليل والتكبير ، وجاء في رواية ( ويجزىء من ذلك ركعتان من الضحى ) .
2- فضيلة العدل بين الناس . والعدل له فضائل :
أولاً : أن الله أمر به .
فقال تعالى } إن الله يأمر بالعدل والإحسان .... { .
ثانياً : أن الله يحب أهله .
قال سبحانه } وأقسطوا إن الله يحب المقسطين { .
ثالثاً : على منابر من نور .
قال صلّى الله عليه و سلّم ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) رواه مسلم .
رابعاً : في ظل الله يوم القيامة .
قال صلّى الله عليه و سلّم ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ... ) متفق عليه .
3- فضيلة الصلح بين الناس ، وأنه من أعظم الأعمال .
قال تعالى } والصلح خير { .
وقال تعالى } لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمــــر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس { .
وقال صلّى الله عليه و سلّم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا : بلى ؟ قال : إصلاح ذات البين ) رواه أحمد .
وقال تعالى } واتقوا الله وأصلحــوا ذات بينكم { .
وقال تعالى } وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلــوا فأصلحــوا بينهمـا { .
وعن سهل بن سعد . ( أن أهل قباء اقتتلــوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله e بذلك فقال : اذهبــوا بنا نصلح بينهــم ) رواه البخاري .
من أقوال السلف :
قال أنس : ” من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمــة عتق رقبــة “ .
وقال أبو أمامة : ” امش ميلاً وعد مريضاً ، وامش ميلين وزر أخاً في الله ، وامش ثلاثة أميال وأصلح بين اثنين “ .
وقال بعض العلماء : ” من أراد فضل العابدين فليصلح بين الناس ، ولا يوقع بينهم العداوة والبغضاء “ .
4- الحث على معاونـة الإنسان لأخيه المسلم ، فيعينه في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعــه .
5- وهذا مثال ذكره النبي صلّى الله عليه و سلّم ، والأمثلة كثيرة جداً .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” لو وجدت إنساناً على الطريق وطلب منك أن تحمله إلى البلد وحملته ، فإنه يدخل من باب أولى “ .
ولكن هل يجب عليك أن تحمله أو لا يجب ؟
الجواب : إن كان في مهلكة وأمنت منه وجب عليك أن تحمله وجوباً لإنقاذه من الهلكــة ، فإن لم تأمن من هذا الرجل فلا يلزمــك أن تحمله ، مثل تخاف أن يغتالك .
وللتعاون فضائل :
أولاً : حث الله عليه .
قال تعالى } وتعاونــوا على البر والتقوى { .
ثانياً : أنه سبب للقوة .
قال تعالى } ولا تنازعـــوا فتفشلوا وتذهب ريحكم { .
ثالثاً : أنه سبب لمعونة الله للعبد .
قال صلّى الله عليه و سلّم ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتــه ) رواه مسلم .
6- فضل الكلمة الطيبة وأنها صدقة .
كالسلام – ورد السلام – وتشميت العاطس – وذكر الله – والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها .
والكلام الطيب هو الذي يقبل عند الله ، كما قال تعالى } إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه { .
7- فضل المشي إلى المساجد ، ففي كل خطوة صدقة .
والمشي إلى المساجد فضله عظيم .
أولاً : أن كل خطوة إلى المسجد صدقة .
كما في حديث الباب .
ثانياً : أنه من أسباب محو الخطايا .
قال صلّى الله عليه و سلّم ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا : بلى ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ) رواه مسلم .
ثالثاً : أن كل خطوة تمحو سيئة وأخرى تكتب حسنة .
قال صلّى الله عليه و سلّم ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة ، وخطوة تكتب له حسنة ) رواه النسائي .
وفي رواية ( فرجل تكتب له حسنة ، ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع ) .
8- فضل إماطة الأذى عن الطريق ، وأنه صدقة . ولإماطــة الأذى فضائــل :
أولاً : أنه صدقة .
لحديث الباب .
ثانياً : من علامات الإيمان .
قال صلّى الله عليه و سلّم ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) رواه مسلم .
ثالثاً : أنه من أسباب دخول الجنة .
عن أبي هريرة . قال : قال e ( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنــة ، في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم .
رابعاً : من أسباب المغفرة .
قال صلّى الله عليه و سلّم ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق ، فأخره فشكر الله له ، فغفر له ) متفق عليه .
9- فضل صلاة الجماعة .
10- كثرة طرق الخير .
11- التحذير من الكلام غير الطيب .الحرص على خدمة المسلمين