الموضوع رائع واشكرك جدا
2 مشترك
الحب في الله
سماح- مشرفة عامة
- تاريخ التسجيل : 10/05/2009
- مساهمة رقم 2
الحب في الله
الحب في الله
أيها الأخوة الكرام:
ها نحن الآن نغوص في أعماق بحار المعرفة، و نعود معاً إلى القراءة عن الحب في الله في سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
سنعود بمفتاح جديد، و فهم جديد، نقرؤها هذه المرة بقصد المعايشة و الممارسة. و سنجد أننا سبق أن قرأناها أكثر من مرة، و لكن الواقع حينئذ أن أجهزة الاستقبال القلبية و النفسية فينا كانت إما غافلة و إما معطلة. أو لعل ما علق في أذهاننا عن الحب الجاهلي أشاح بوجوهنا و عقولنا عن القرب و التدبر.
1-عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: "و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، و لا تؤمنوا حتى تحابوا. أَوَلا أدُلُكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم)
2- و عن أبي كريمة المقداد بن معدى يكرب- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" (رواه أبو داود، و صححه الألباني)
3- و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته مَلَكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى قال: فإني رسول الله إليك، أخبرك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" (رواه مسلم).
4- و عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند رسول الله صلى الله عليه و سلم، فمرَّ رجل به فقال:يا رسول إني أُحب هذا. فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: " أأعلمتَهُ؟ " قال: لا قال: "أعلمه"، فلحقه، فقال (إني أحبك في الله تعالى) فقال: (أحبك الذي أحببتني له)" (حسنه الألباني)
5- و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيده و قال: "يا معاذ، و الله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك" (رواه أبو داود و النسائي، وصححه الألباني)
6- و عن أبي إدريس الخَولاني رحمه الله تعالى: "دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى برَّاق الثنايا و إذا الناس معه، فإذا اختلفوا في شيء، أسندوه إليه و صدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل، هذا معاذ ابن جبل رضي الله عنه، فلما كان من الغد، هجَّرت(أي بكَّرت)، فوجدته قد سبقني بالتهجير، و وجدته يصلي، فانتظرت حتى قضى صلاته ثم جئته من قِبَل وجهه، فسلّمت عليه، ثم قلت: و الله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: الله، فقال: آلله؟، فقلت: الله، فأخذني بحبوة ردائي، فجذبني إليه، فقال أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:"قال الله تعالى: وَجَبت محبتي للمُتحابين فيَّ، و المُتجالسين فيَّ، و المُتزاورين فيَّ، و المُتباذلين فيَّ" (رواه مالك في الموطأ، وهو حديث صحيح). أيها الأخوة الأحباب
أستميحكم عذراً أن أقف لحظات مع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الصحابي الجليل معاذ ابن جبل حين أخذ رسول الله بيده و قال: "يا معاذ، و الله إني أحبك".
تعالوا بنا نعيش عمق هذا المعنى الجليل. الرسول بنفسه هو الذي يمسك بيد معاذ بن جبل رضي الله عنه، و هي لحظات لا تستشعرها و تتذوقها سوى الحواس المثقفة الشفافة. ثم يقول "يا معاذ، و الله إني لأحبك" موقف رائع و نادر، الرسول صلى الله عليه و سلم يقول "يا معاذ إني لأحبك" و مسلموا العالم منذ جاء محمد صلى الله عليه و سلم إلى يوم الدين تقول: بأبي أنت و أمي يا رسول الله، فداك أبي و أمي يا رسول الله.
لقد بلغ معاذ ابن جبل ما تتطاول إليه أعناق المؤمنين و تهون دونه التضحيات في سبيل أن تقول أنت للرسول صلى الله عليه و سلم: "إني لأحبك يا رسول الله"، و يؤكد رسول الله و يقسم بالله حين يقول: "(و الله) إني لأحبك" و هكذا نال معاذ بن جبل محبة الله و رسوله (المرء مع من أحب).(رواه البخاري)
لقد توقفت لحظات في يقظة و تدبُّر و انتعاش حين لم يستكمل الرسول صلى الله عليه و سلم حديثه لمعاذ فيقول كما نقول نحن (إني أحبك "في الله" )كما نقول لمن نحب من إخواننا!!
لقد انتبهت أن الذي يقول هذا هو نبي و رسول، لا ينطق عن الهوى و ليست له مثلنا أهواء و نوازع و مطامع لا يخلو منها البشر. لهذا كان حب رسول الله صلى لمعاذ ابن جبل حب رسول و نبي، حباً ربانياً! و قفت عند هذا المعنى إكباراً و إجلالاً، و خشع قلبي و دمعت عيناي.
ثم تعالوا أيها الأخوة الأحباب الذين، تشتت بهم المقارنات في مراتب عواطف الحب بين الأفراد. فالأخ يريد أن يدخل قلب أخيه وحده. فأين "و أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فالرسول صلى الله عليه و سلم يقدم لنا القدوة على بيان مداخل النفس البشرية فيما سيكون من شأنها في المجالات النفسية و العاطفية و الروحية، فيكشف لنا عن حقيقة ما يقع داخل النفس، أو هي فطرة إنسانية روحية تتحدث عن نفسها. و لكننا في هذا العصر نحسه و نَدريه، و لكننا نخفيه و نُداريه.
و أخطر ما يخطر ببال أحدكم أن الرسول صلى الله عليه و سلم حين يقترب من قلب معاذ بن جبل بهذه اللفتة الكريمة فهو لا يكون بذلك قد غمط حق كل صحابي جليل من بعض حقه في عواطفه الشريفة، فالصحابة رضوان الله عليهم لهم من دقة الوعي، و تذوق طعم تفاعل الأحاسيس و المشاعر ما لا يسبق إلى قلوبهم على الإطلاق بمثل ما يسبق إلى خواطر هذه الأجيال التي لا تزال تحبو نحو ساحل الحب في الله تعالى. فذلك يوم حدث بين بعض الصحابة و بين عمر ابن الخطاب حديث أو جدل، و بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم فقال لعمر: (عساك تكون قد أغضبتهم يا عمر)! فقال عمر رضي الله عنه: (لا يا رسول الله)......هكذا فإن حب رسول الله لأصحابه يملأ الكون أريجاً و عطراً.
و أنت قد تحب أخاً و تحاول أن تشعره بحبك، و لكنه لا يدري أنك تحبه، ربما لصدأ في جهاز استقباله الروحي أو لخطأٍ في في وسيلتك إلى قلبه، و في الحالتين فإنه بلاء. و أي بلاء أشد من حبيب تحبه و لا يدري أنك تحبه! أو لا يجد صدى لحبك في قلبه. و الوسيلة هنا: اللهم اشرح لي صدره، و يسر لي أمره...و ترقب يا أخي فإن بعض الوقت أيمن من بعض، و بعض الأرض أيمن من بعض، و في القلب صبر للحبيب و لو جفا.
و منهم من يكون الحب بينهما مشرقاً و مضيئاً، و لكن أحدهما توسوس له نفسه أن صاحبه لا يحبه كما يحبه هو، و يتوهم ذلك في تقصير منه أو غياب، دون أن يبادر هو بالسؤال عنه أو يتلمس له عذراً.
و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا: "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه" (صححه الألباني) أيها الأخوة الأحباب:
هنا البيان عن الأحاديث النبوية الشريفة، يحتاج منا أن نعيش في روضاته في استرواحة و مراجعة و عتاب. كيف و بأي عقل و بأي لغة كنا نقرأ هذه الأحاديث العلية و لا تتحرك منا القلوب، و تتنبه منا الحواس و المشاعر؟! كنا في حاجة شديدة إلى هذا النور و هذا الشعور. كنا في حاجة لمن يكشف عن قلوبنا ران الجاهلية، و يفتح أمامنا آفاق الروح حتى تشف نفوسنا و ترق حواسنا فتسمو بالحب إلى مستوى أبعد من حب الإنسان لأخيه الإنسان، بل يتعدى ذلك إلى التطابق و الانسجام في وحدة العبادة لله تعالى من الإنسان بل و الجماد.
روى البخاري عن أنس بن مالك قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى خيبر أخدمه، فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم راجعاً و بدا له جبل أحد قال: "هذا جبل يحبنا و نحبه".(رواه البخاري)
و بعد هذه الإشارات و اللمحات، نقول: أن تقول لأخيك إني أحبك في الله تعالى-لتخفف و طأة المشاعر التي يجيش بها صدرك-ثم تمضي و كأنك لم تفعل شيئاً و لم تظهر في واقع حياتكما حقيقة إيجابية تنبئ عن صدق هذا الحب..فإن حبك له –حينئذ-لم يخالط بشاشة قلبك، و لم يمس شغاف فؤادك....
أيها الأخوة الكرام:
ها نحن الآن نغوص في أعماق بحار المعرفة، و نعود معاً إلى القراءة عن الحب في الله في سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
سنعود بمفتاح جديد، و فهم جديد، نقرؤها هذه المرة بقصد المعايشة و الممارسة. و سنجد أننا سبق أن قرأناها أكثر من مرة، و لكن الواقع حينئذ أن أجهزة الاستقبال القلبية و النفسية فينا كانت إما غافلة و إما معطلة. أو لعل ما علق في أذهاننا عن الحب الجاهلي أشاح بوجوهنا و عقولنا عن القرب و التدبر.
1-عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: "و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، و لا تؤمنوا حتى تحابوا. أَوَلا أدُلُكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم)
2- و عن أبي كريمة المقداد بن معدى يكرب- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" (رواه أبو داود، و صححه الألباني)
3- و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته مَلَكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى قال: فإني رسول الله إليك، أخبرك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" (رواه مسلم).
4- و عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند رسول الله صلى الله عليه و سلم، فمرَّ رجل به فقال:يا رسول إني أُحب هذا. فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: " أأعلمتَهُ؟ " قال: لا قال: "أعلمه"، فلحقه، فقال (إني أحبك في الله تعالى) فقال: (أحبك الذي أحببتني له)" (حسنه الألباني)
5- و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيده و قال: "يا معاذ، و الله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك" (رواه أبو داود و النسائي، وصححه الألباني)
6- و عن أبي إدريس الخَولاني رحمه الله تعالى: "دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى برَّاق الثنايا و إذا الناس معه، فإذا اختلفوا في شيء، أسندوه إليه و صدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل، هذا معاذ ابن جبل رضي الله عنه، فلما كان من الغد، هجَّرت(أي بكَّرت)، فوجدته قد سبقني بالتهجير، و وجدته يصلي، فانتظرت حتى قضى صلاته ثم جئته من قِبَل وجهه، فسلّمت عليه، ثم قلت: و الله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: الله، فقال: آلله؟، فقلت: الله، فأخذني بحبوة ردائي، فجذبني إليه، فقال أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:"قال الله تعالى: وَجَبت محبتي للمُتحابين فيَّ، و المُتجالسين فيَّ، و المُتزاورين فيَّ، و المُتباذلين فيَّ" (رواه مالك في الموطأ، وهو حديث صحيح). أيها الأخوة الأحباب
أستميحكم عذراً أن أقف لحظات مع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الصحابي الجليل معاذ ابن جبل حين أخذ رسول الله بيده و قال: "يا معاذ، و الله إني أحبك".
تعالوا بنا نعيش عمق هذا المعنى الجليل. الرسول بنفسه هو الذي يمسك بيد معاذ بن جبل رضي الله عنه، و هي لحظات لا تستشعرها و تتذوقها سوى الحواس المثقفة الشفافة. ثم يقول "يا معاذ، و الله إني لأحبك" موقف رائع و نادر، الرسول صلى الله عليه و سلم يقول "يا معاذ إني لأحبك" و مسلموا العالم منذ جاء محمد صلى الله عليه و سلم إلى يوم الدين تقول: بأبي أنت و أمي يا رسول الله، فداك أبي و أمي يا رسول الله.
لقد بلغ معاذ ابن جبل ما تتطاول إليه أعناق المؤمنين و تهون دونه التضحيات في سبيل أن تقول أنت للرسول صلى الله عليه و سلم: "إني لأحبك يا رسول الله"، و يؤكد رسول الله و يقسم بالله حين يقول: "(و الله) إني لأحبك" و هكذا نال معاذ بن جبل محبة الله و رسوله (المرء مع من أحب).(رواه البخاري)
لقد توقفت لحظات في يقظة و تدبُّر و انتعاش حين لم يستكمل الرسول صلى الله عليه و سلم حديثه لمعاذ فيقول كما نقول نحن (إني أحبك "في الله" )كما نقول لمن نحب من إخواننا!!
لقد انتبهت أن الذي يقول هذا هو نبي و رسول، لا ينطق عن الهوى و ليست له مثلنا أهواء و نوازع و مطامع لا يخلو منها البشر. لهذا كان حب رسول الله صلى لمعاذ ابن جبل حب رسول و نبي، حباً ربانياً! و قفت عند هذا المعنى إكباراً و إجلالاً، و خشع قلبي و دمعت عيناي.
ثم تعالوا أيها الأخوة الأحباب الذين، تشتت بهم المقارنات في مراتب عواطف الحب بين الأفراد. فالأخ يريد أن يدخل قلب أخيه وحده. فأين "و أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فالرسول صلى الله عليه و سلم يقدم لنا القدوة على بيان مداخل النفس البشرية فيما سيكون من شأنها في المجالات النفسية و العاطفية و الروحية، فيكشف لنا عن حقيقة ما يقع داخل النفس، أو هي فطرة إنسانية روحية تتحدث عن نفسها. و لكننا في هذا العصر نحسه و نَدريه، و لكننا نخفيه و نُداريه.
و أخطر ما يخطر ببال أحدكم أن الرسول صلى الله عليه و سلم حين يقترب من قلب معاذ بن جبل بهذه اللفتة الكريمة فهو لا يكون بذلك قد غمط حق كل صحابي جليل من بعض حقه في عواطفه الشريفة، فالصحابة رضوان الله عليهم لهم من دقة الوعي، و تذوق طعم تفاعل الأحاسيس و المشاعر ما لا يسبق إلى قلوبهم على الإطلاق بمثل ما يسبق إلى خواطر هذه الأجيال التي لا تزال تحبو نحو ساحل الحب في الله تعالى. فذلك يوم حدث بين بعض الصحابة و بين عمر ابن الخطاب حديث أو جدل، و بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم فقال لعمر: (عساك تكون قد أغضبتهم يا عمر)! فقال عمر رضي الله عنه: (لا يا رسول الله)......هكذا فإن حب رسول الله لأصحابه يملأ الكون أريجاً و عطراً.
و أنت قد تحب أخاً و تحاول أن تشعره بحبك، و لكنه لا يدري أنك تحبه، ربما لصدأ في جهاز استقباله الروحي أو لخطأٍ في في وسيلتك إلى قلبه، و في الحالتين فإنه بلاء. و أي بلاء أشد من حبيب تحبه و لا يدري أنك تحبه! أو لا يجد صدى لحبك في قلبه. و الوسيلة هنا: اللهم اشرح لي صدره، و يسر لي أمره...و ترقب يا أخي فإن بعض الوقت أيمن من بعض، و بعض الأرض أيمن من بعض، و في القلب صبر للحبيب و لو جفا.
و منهم من يكون الحب بينهما مشرقاً و مضيئاً، و لكن أحدهما توسوس له نفسه أن صاحبه لا يحبه كما يحبه هو، و يتوهم ذلك في تقصير منه أو غياب، دون أن يبادر هو بالسؤال عنه أو يتلمس له عذراً.
و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا: "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه" (صححه الألباني) أيها الأخوة الأحباب:
هنا البيان عن الأحاديث النبوية الشريفة، يحتاج منا أن نعيش في روضاته في استرواحة و مراجعة و عتاب. كيف و بأي عقل و بأي لغة كنا نقرأ هذه الأحاديث العلية و لا تتحرك منا القلوب، و تتنبه منا الحواس و المشاعر؟! كنا في حاجة شديدة إلى هذا النور و هذا الشعور. كنا في حاجة لمن يكشف عن قلوبنا ران الجاهلية، و يفتح أمامنا آفاق الروح حتى تشف نفوسنا و ترق حواسنا فتسمو بالحب إلى مستوى أبعد من حب الإنسان لأخيه الإنسان، بل يتعدى ذلك إلى التطابق و الانسجام في وحدة العبادة لله تعالى من الإنسان بل و الجماد.
روى البخاري عن أنس بن مالك قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى خيبر أخدمه، فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم راجعاً و بدا له جبل أحد قال: "هذا جبل يحبنا و نحبه".(رواه البخاري)
و بعد هذه الإشارات و اللمحات، نقول: أن تقول لأخيك إني أحبك في الله تعالى-لتخفف و طأة المشاعر التي يجيش بها صدرك-ثم تمضي و كأنك لم تفعل شيئاً و لم تظهر في واقع حياتكما حقيقة إيجابية تنبئ عن صدق هذا الحب..فإن حبك له –حينئذ-لم يخالط بشاشة قلبك، و لم يمس شغاف فؤادك....