منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    للشباب ... كيف تخطط بوعي لاختيار شريكة العمر

    سماح
    سماح
    مشرفة عامة
    مشرفة عامة


    تاريخ التسجيل : 10/05/2009

    للشباب ... كيف تخطط بوعي لاختيار شريكة العمر Empty للشباب ... كيف تخطط بوعي لاختيار شريكة العمر

    مُساهمة من طرف سماح الجمعة يناير 01, 2010 8:16 pm


    عند عتبة الزواج يقف الشاب يبحث من أين يبدأ ؟ ومن يختار ؟ وكيف يكون متوازناً في
    شروطه ومواصفاته التي يرغبها في شريكة حياته ؟!
    يسأل .. وربما بعضهم استسلم لعادات قومه وثقافتهم ومورثاتهم فيما يخصّ الزواج
    من حيث الاختيار ابتداءً ثم ما يتبع ذلك من علاقة اجتماعيّة التي تنشأ بعقد
    الزوجيّة .
    وهكذا يعيش كثير من الشباب بين التخبّط والمثالية والاستسلام في حسن الاختيار
    لشريكة الحياة !!
    وبما أن الشاب هو المسؤول ابتداء عن اختياره وعن حياته فإن المهمّة عليه في أن
    يكون أكثر وعياً وفهماً لطبيعة العلاقات الاجتماعيّة وكيفية التعامل معها بما
    يضمن للمسلم أن يحيا حياة مستقرة في ظل دين الله عز وجل .
    ومن هنا كانت هذه الكتابة لكل شاب وقف على عتبة الزواج لعلها أن تفتّق له فكرة
    أو تزيده دُربة ودراية ليكون أكثر وعياً وواقعيّة عند اختيار شريكة حياته .


    أولاً : أهمية
    الزواج .


    إن من أعظم الشرائع التي شرعها الله تعالى ورتّب عليها من الأحكام والآداب
    والسنن والفضائل هي شريعة ( الزواج ) .
    وحين نتأمل القرآن في تدبّر وتأمّل نجد كيف أن القرآن أظهر لنا عظمة هذه
    الشعيرة من خلال منهج قراني فريد ، فمن مظاهر تعظيم شأن الزواج :
    1- الأمر به .
    قال الله تعالى : " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ " وقال في
    سورة النور : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ
    عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ "
    2- التشويق إليه .
    فقد شوّق الله عباده للزواج بمشوّقات كثيرة منها :
    أ‌- أنه من سنن المرسلين .
    قال تعالى : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ
    أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً "
    ب‌- أنه سبب للغنى والاستغناء النفسي والاجتماعي والاقتصادي .
    قال الله تعالى : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ
    عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ
    فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
    ج - أنه سبب لحصول الولد والذرية الذين بهم تحلو الحياة .
    قال الله تعالى : " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً
    وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ
    الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ
    يَكْفُرُونَ "
    د - أنه سبب في حصول الستر السكن والايناس والمودة والرحمة .
    قال الله تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
    أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً
    إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
    إلى غير ذلك من المشوّقات التي شوّق الله بها عباده لهذه الشعيرة العظيمة .
    3 - ومن تعظيم الله لهذه الشعيرة أن جعل
    التوارث بين طرفيها ( الزوج والزوجة ) .

    قال تعالى : " وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ
    لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا
    تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ
    الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ
    لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ
    تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ . ."
    إلى غير ذلك من المظاهر التي تدلّ على تعظيم الله تعالى لهذه الشعيرة العظيمة ،
    والمقصود إنما هو الإشارة إلى عظمة الزواج وأنه من الشعائر التي عظّمها الله
    تعالى وأمر بتعظيمها .
    ومن هنا تكمن أهمية الزواج الشعيرة التي عظمها الله تعالى وأمر بتعظيمها ،
    فالزواج هو اللبنة الأولى لبناء المجتمع المسلم وهو طريق العفة والطهر والستر
    والحياء ، وهو الملاذ الآمن للسكن والاستقرار النفسي والاجتماعي ، وهو باب عظيم
    من أبواب الجنة ورفعة الدرجات . .

    ثانياً :
    لماذا الزواج ؟!

    أهمية الجواب على هذا السؤال تكمن في أن الإجابة المحددة
    والصادقة في نفس الوقت هي البداية الأولى لتحديد ملامح التخطيط الواعي لاختيار
    شريكة عمرك !!
    تذكّر . . أن تمام النهايات بجمال البدايات . .!!
    وعمر كل عمل مرهون بثبات غايته ومقصده !!

    من الأهداف التي يطلبها الناس من وراء الزواج :
    - الكسب المادي .
    - كسب الوجاهة والمكانة .
    - ابتغاء الولد .
    - ابتغاء الستر .
    - رضا الوالدين .
    - المشاركة في صناعة الحياة بالأسرة الصالحة .
    - المتعة الغريزية !


    ثالثاً :
    أهمية التخطيط قبل الاختيار .

    الزواج هو أساس تكوين المجتمع المسلم ، وأساس صناعة المملكة العظيمة التي تبدأ
    من زوجين ، والزواج هو أحد أهم العلاقات الاجتماعية بين الناس بل هو الطريق
    الأهم في تحقيق مقصد الشارع من تعارف الناس بعضهم ببعض إذ يقول الله تعالى : "
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
    وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا . . "
    ولمّأ كان الزواج بهذه العظمة والاهتمام في نصوص الوحي ، ومن ثم في أهمية
    التواصل والعلاقات الاجتماعية بين الناس ، كان من المهم جدّاً حين يقبل عليه
    الشاب أن يقبل عليه إقبالاً يستشعر فيه هذه العظمة في نفسه الأمر الذي يدعوه أن
    يتبيّن ويهتمّ بإنشاء هذه اللبنة بصورة صحيحة وعلى أساس متين يضمن بقاء هذه
    الأسرة كما يضمن له تحقيق تعظيم هذه الشعيرة حق التعظيم ، ومن هنا فإن التخطيط
    السليم
    يجنّبنا التسرّع والعجلة ، كما أنه
    يعطينا الفرصة حتى يكون اختيارنا اختياراً ناجحاً والاختيار الناجح سبب في
    العشرة الصالحة ودوامها ، يحسّن نوعيّة أفراد المجتمع . .



    تنتشر بين الناس عبارة ( الزواج قسمة ونصيب ) !!
    وهي عبارة كثيراً ما يرددها الناس إمّا عند الهرب من
    التخطيط أو عند الفشل !!
    صحيح أن الزواج قسمة ونصيب لكن ذلك لا يعني العجز والكسل عن أن يخطط الإنسان من
    أجل أن يحظى بالنصيب الوافر وذلك بسلوك طرقه وسبله .
    لأجل هذا كانت هذه الكتابة أهديها لكل شاب مقبل على الزواج عسى أن تفتح له
    آفاقاً وتعطيه خطوطاً في التصوّر من أجل اختيار موفق لشريكة الحياة !!



    رابعاً :
    لماذا لا تفكّر بالزواج ؟!


    فئة ليست بالقليلة أولئك العازفون عن الزواج أو يتأخرون في التفكير بالزواج . .
    لماذا ؟!

    • معوقات نفسيّة .
    - الخوف من الفشل .
    - الرغبة في التفلّت وعدم الارتباط بتحمّل المسؤولية .
    - الشروط ( المخمليّة ) !!

    • معوقات اجتماعية .

    - غلاء المهور .
    - انتظار الوظيفة !!
    - بعض العادات والتقاليد التي تقدّس الترتيب العمري بين الأخوان والأخوات في
    الزواج .
    - السوابق الجنائية !!
    - حصول الإشباع بطرق غير مشروعة .
    - الدراسة والتخرج ( طلب العلم ) .
    - انتظار بنت العم أو بنت الخال حتى تبلغ !!
    - تعارض رغبات الوالدين ( سيما إذا كان الوالدان مفترقين بالطلاق ) !!


    خامساً :
    حين تفكّر بالزواج ؟!

    جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا
    معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . . "

    ومعلوم أن الشاب إذا وصل مرحلة البلوغ فقد أصبح قابلاً لئن يتزوج ، لكن بلوغه
    لا يشفع له أن يكون مؤهلاً للزواج ، إذ الذي يؤهله للزواج هو حصول الاستطاعة
    على الباءة .
    وقد فسّر جمع من أهل العلم الباءة بالقدرة على الجماع ، وإن كانت معاني أهل
    العلم في تفسير الباءة متكاملة في ضم بعضها إلى بعض . .
    فمن الاستطاعة الاستعداد المادي والاجتماعي والثقافي للشاب حتى يتم له التأهيل
    التكاملي - ولو على الحدّ الأدنى من ذلك - حتى يكون مؤهلاً للزواج وأن يكون على
    قدر من المسئولية .
    من المهم جدّاً حين يفكّر الشاب بالزواج أن يسعى إلى تأهيل نفسه من النواحي
    التالية :


    أ / التأهيل الصحي للزواج من ناحية عدم اعتلال الصحة وخاصة (
    الصحّة الغريزية والنفسيّة ) .


    ب / التأهيل المادي للزواج .
    - البحث عن مصدر للدخل ، ولا أقول البحث بل أقول العمل والضرب في الأرض من أجل
    الكسب .
    - - الابتعاد قدر الإمكان عن تراكمات الديون والأقساط .
    - - الموازنة بين الدخل والمصروفات الشخصية أو على زملاء ( الكشتات ) !!

    ج / التأهيل المعرفي والمهاري .
    - الشعور بأهمية وعظمة هذه الشعيرة وأنها من سنن المرسلين
    وأنها باب من أبواب الجنة .
    - - تنمية المهارات والقدرات في وسائل التواصل والاتصال بالآخرين . ( القراءة
    والإطلاع - المشاركة في بعض الدورات التدريبية )
    - التزوّد المعرفي بالأحكام والسنن والآداب التي تتعلّق بالنكاح .
    - معرفة المقوّمات الأساسية لحسن الاختيار .


    د / التأهيل الاجتماعي .
    - حسن السيرة بين الناس . ( الابتعاد عن أي سلوك اجتماعي ضار ومحاولة التخلّص
    منها - كالأصحاب وشرب الدخان أو المخدرات وكثرة الأسفار .. ) .
    - عدم وجود سوابق ( جنائية ) .
    - تصحيح المسار ( إن وجد بعض المسبّقات ) !!
    - ترتيب الأولويات :
    * الزواج .
    * البحث عن وظيفة .
    * رعاية الوالدين .
    * الدراسة والتخرج . ( طلب العلم ) .
    * الأصحاب وبحبوحة العزوبية !!


    سادساً :
    شروط الزواج بين القيم والمعايير !!


    التخطيط الواعي هو الذي يوازن بين اعتبار القيم ومعايير القبول عند وضع الشروط
    المراد توفرها في شريكة العمر ، هذا التوازن يضمن - بإذن الله - أن يتخلّص
    الشاب من عقدة الشروط ( المخمليّة ) ومن التهوّر وعدم الرويّة . .

    • قيم وأسس الاختيار .
    - الدين .
    - الحسب .
    - المال .
    - الجمال .
    جاء في الحديث من حديث أبي هريرة مرفوعا : " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها
    ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "
    هذه القيم الأربع هي القيم التي يعتبرها الناس ولا يخرجون عنها في تحديد معايير
    القبول والرفض ، وهي التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار على تفاوت في أهمية كل
    قيمة عن الأخرى .

    • معايير القبول .

    أ / المعايير الاجتماعية :
    1- النسب .
    2- الحسب .
    3- المال .
    4- الأقارب .
    5- المنبت الصالح .
    6- الحرفة . ( موظفة - غير موظفة ) .


    ب / المعايير الشخصية ( في الزوجة ) :

    1- التدين .
    والأصل فيه حديث : " فاظفر بذات الدين تربت يداك "
    2- الجمال .
    والجمال من المعاني والمعايير المعتبرة في النكاح ومن أجله أبيح النظر إلى
    المخطوبة ، وفي بعض الآثار : ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة إذا
    نظر إليها سرته !
    3- الودود .
    4- الولود .
    جاء في الصحيح : " خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا اتقين الله
    . . "
    وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال
    وإنها لا تلد أفأتزوجها ؟ قال : " لا "
    ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال : " تزوجوا الودود الولود فإني
    مكاثر بكم الأمم "
    5- البكر .
    جاء في الحديث الذي يحسنه الإمام الألباني - رحمه الله - عن ابن عمر رضي الله
    عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بالأبكار فإنهن أعذب
    أفواها وأنتق أرحاما وأسخن أقبالا وأرضى باليسير من العمل " . وجاء في وصيته
    صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه :" هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك "
    6- العمر .
    الفارق العمري بين الزوجين له دور مهم في صناعة الاستقرار الزوجي ، ومراعاة هذا
    الفارق من الاعتبار بمكان .
    7- العلم والمعرفة .
    فالمتعلمة تختلف بالطبع عن المرأة غير المتعلمة ، لكن ما هو الحدّ التعليمي
    بالنسبة للمرأة الذي يحقق الاستقرار الزوجي والأسري في مستقبل الأيام ؟! هل هو
    بلوغها أعلى الرتب العلمية أم يكفيها أن تكون غير أمّية ( بمعنى أنها تقرأ
    وتكتب ) ؟!

    ج / معايير خارجية .

    1- موافقة الوالدين .
    2- يسر المهر وجهاز الزواج .

    د / معايير ( تحفيزيّة )

    * تطوّعيّة : .
    1- أن تكون الفتاة يتيمة .
    2- مطلقة بلا أولاد .
    3- مطلقة بأولاد .
    4- أرملة .
    5- من ذوي الاحتياجات الخاصّة .

    * تحفيزية نفسيّة :
    الحب والإعجاب .

    من خلال الموازنة بين أولويات القيم وأوليات هذه المعايير بواقعيّ’ تستطيع أن
    تخرج باختيار موفق إن شاء الله .

    وحتى تكون أيها الشاب أقرب إلى الواقعيّة في تحديد شروطك
    وتحديد المعايير المناسبة التي تضمن لك اختياراً تطمئنّ إليه نفسك وتقرّ به
    عينك لعلّي أن أنبهك إلى أمور :


    -
    الأصل في معايير القبول اعتبار ( صفة
    الدين والأخلاق ) .

    وأن هذه القيمة هي الأساس الذي يُبنى عليه غيره ،

    فالمراد بالدّين هو الإسلام في إطاره العام ،
    والاستقامة عليه في الإطار الخاص
    ، وهو الصلاح الذي
    يؤكّده الله تعالى في كتابه بأكثر من وصف ، فمرّة يشير إليه بوصف الإيمان كما
    في قوله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ
    مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ "
    ومرّة بوصف ( الطيب ) كما في قوله : " وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ
    وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ . . "
    ومرّة يصرّح فيه بوصف الصلاح كما في قوله : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى
    مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ "
    وفي السنّة تأكيد لهذا المعنى كما مرّ في الحديث السابق " فاظفر بذات الدين
    تربت يداك " .
    وحدّ التدين المقبول هو المحافظة على الفرائض والشعائر الظاهرة .
    أما الأخلاق فالحدّ المقبول في الفتاة هو التزام أدب الإسلام في ذاتها وخاصّة
    فيما يتعلّق بعفتها وشرفها وحجابها وصيانة نفسها عن مواطن الريب ، وحدّ لطيف
    أشار إليه الحديث " خير نسائكم الودود " فالودّ واللطف ملحظ ينبغي ملاحظته في
    خُلق الفتاة .

    - الجمال .
    هو أحد أهم الاعتبارات التي تحصل بها الالفة بين الزوجين ، ومما يدل على أهمّية
    هذا الاعتبار أن النصوص قد ندبت إلى اعتباره فمن ذلك :
    ما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : إني تزوجت امرأة فقال
    النبي صلى الله عليه وسلم " ألا نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئا !! "
    ولمّا سئل صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟!
    قال : " التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره
    "
    ومما يدل على أهمّية اعتبار الجمال : إباحة النظر إلى المخطوبة ، ومعلوم أن
    النظر إنما ليُعرف القبح والجمال في المرأة .
    يقول الغزالي رحمه الله في فصل عقده بعنوان ( ما يراعى من أحوال المرأة ) قال :

    الثالثة : حسن الوجه , فذلك أيضاً مطلوب , إذ به يحصل التحصن , و الطبع لا
    يكتفي بالدميمة غالباً , وما نقلناه من الحث على الدين , وأن المرأة لا تنكح
    لجمالها , ليس زاجراً من رعاية الجمال , بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض
    مع فساد الدين .

    المقصود أن الجمال هو أحد أهم أسباب حصول الألفة بين الزوجين ،
    لكن حتى تكون نظرتنا إلى هذا الاعتبار نظرة متزنة لابد أن
    نعي أموراً :

    أ / أن الجمال في المرأة له شقّين :
    الشق الأول : جمال الظاهر . (
    الجسد )

    وهو جمال الصورة ، وهذا أمر نسبي عند الرجال ، فكما قيل : الجمال في العين !!

    فعين ترى المرأة جميلة وعين لا تراها كذلك !!
    فالوالدة أو الأخت أو الخطّابة قد ترى الفتاة جميلة وهي في عينك قد لا تكون
    كذلك ، وقد تكون في عينهم غير جميلة وهي في عينك جميلة ، ولذلك فالمعوّل هنا
    على الرؤية ( الشرعية ) . وقد سبق أن بيّنت لك أهمّية هذا الشق .
    الشق الثاني : جمال الباطن .
    ( الروح )

    وهو جمال الروح بالدين والأخلاق والأدب ، فكم من فتاة غير جميلة الصورة لكنها
    جميلة بروحها وشفافية أخلاقها ، وكم من جميلة في الصورة دميمة في مخبرها وخلقها
    وسلوكها .

    والفرق بين جمال الصورة وجمال الروح :
    :*:
    أن جمال الصورة تبليه
    السنين ولا يقبل النّماء بعكس جمال الروح فإنه قابل للنّماء
    والتألّق ، وهو الجمال الذي امتدحه الله تعالى بقوله : " فَالصَّالِحَاتُ
    قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ " .
    :*: أن جمال الصورة قابل للتنازل بعكس جمال الروح
    فإنه لا يقبل التنازل عنه أو التساهل فيه .
    وتذكّر وصية حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم إذ أوصاك بقوله : " فاظفر بذات
    الدين تربت يداك "
    ب / بعض ملامح الجمال في ( الصورة أو الروح ) يمكن تكميله
    وتعويضه .

    فلا يلزم من اشتراطك ملامح معيّ،ة في الجمال أن تفرّط في بعض الفرص السانحة
    بسبب ذلك ، فمثلاً قد تجد فتاة صيّنة دينة على جمال وخلق لكنها ( بدينة ) وأنت
    ترغب في فتاة غير بدينة ، فالجمال من هذه الجهة ممكن أن يعوّض بمساعدتها مثلا
    على برنامج للحمية ونحو ذلك ، آما من جهة الدين فقد تجد مثلا فتاة جميلة في
    ظاهرها الأدب ومعروف عن عائلتها المحافظة لكن فيها ما يعيبها من جهة دينها من
    حيث جهلها ببعض أمور دينها أو اعتيادها على بعض العادات الاجتماعية غير
    المقبولة فمثل هذه الأمور التي يمكن تقويمها وتهذيبها لا بأس من التغاضي عنها
    في سبيل كسب الفرصة التي قد لا تعوّض .

    - التوازن بين الشرط والواقع .
    نجد في قصص الصحابة رضوان الله عليهم أن جابراً رضي الله
    عنه تزوج بامرأة وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فسأله الرسول صلى الله
    عليه وسلم " أبكراً أم ثيّب ؟ " فقال : بل ثيّباً يا رسول الله !!
    فقال صلى الله عليه وسلم : " فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ، وتضاحكها وتضاحكك ؟
    " فقال جابر بن عبد الله : إن عبد الله - يعني والده - هلك وترك [ تسع أو سبع ]
    بنات ، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن ، فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن ، فقال :
    " بارك الله لك " أو قال لي خيرا .
    فلابد أن تتوازن في شروطك مع واقعك فليس من الواقعيّة أن تشترط ملكة جمال
    زمانها وأنتَ في ذاتك لا تملك من الجمال ما تطلب أضعافه - على أن هذا لا يمنع
    أن تشترط ذلك لكن سيكون شرطاً لا يتسم بالواقعيّة - وليس من الواقعيّة أن تبحث
    عن شريكة عمرك في بيوت الثّراء وأنت لا تملك إلا ما يستر حالك !!
    المقصود أن الواقعيّة في قراءتك لواقعك أفضل من أن تكون مثالياً !!


    -
    المرأة العاملة تختلف عن المرأة غير
    العاملة
    .
    فالمرأة العاملة لها إيجابيات منها :
    :*: تشارك زوجها في تحمّل أعباء ومتطلبات الحياة .
    :*: العمل يكسبها خبرة ودُربة في التعامل .
    ولها سلبيات منها :
    :*: حصول التقصير ولابد في واجبات الزوجية سواء تجاه زوجها أو تجاه أبنائها .
    :*: أقرب إلى الفتنة والافتتان بمنهم خارج البيت .

    وللمرأة غير العاملة أيضا إيجابيات منها :
    :*: تفرّغها للقيام بواجبات الزوجيّة وتهيّئ الواقع لها .
    :*: أبعد عن الفتنة والافتتان بغير زوجها .والتطلّع إلى الآخرين .
    ومن سلبياتها :
    :*: ضعف الموارد المالي والمدخول الأسري سيما إذا كان
    الزوج قليل ذات اليد
    .
    :*: الفراغ الذي ستعيشه الزوجة في بيتها سيما في أيامها
    الأولى
    .
    وغير ذلك من الإيجابيات والسلبيات ، والمقصود ليس هو استقراء ذلك بقدر
    ما يُقصد التنبيه على أن اختيار هذه أو تلك كما أن لك
    غنمها فعليك الغُرم أيضاً ، فلا يسوغ مثلاً أن تختار زوجة عاملة ثم تشتكي من
    تقصيرها في حقوقك لأن اختيارك للمرأة العاملة هو بمثابة ( تنازل من جهتك ) عن
    بعض حقوقك وواجباتك . .


    -
    اليسر في المهر أمر نسبي بين الناس
    .
    جاء في بعض الآثار : " أعظمهنّ بركة أيسرهن مهراً أو أيسرهن مؤونة "
    اليسر هاهنا أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ، والمقياس في يسر ذلك
    وسهولته هو العرف والعادة إلاّ أن يصل الأمر إلى حدّ التبذير أو الإسراف ،
    فالتبذير هو بذل المال في محرّم والإسراف هو مجاوزة الحدّ في المباح .
    فالبحث عن البركة في المرأة لا يلزم قلّة مهرها ، إنما المقصود هو اليُسر في
    المهر والمؤونة .
    لكن لابد أن تضع في حسبانك أن ( الإفراط ) في الاستدانة من أجل الزواج يوقعك
    مستقبلاً في حرج مع زوجتك وفي حياتك .

    -
    الاختيار الذي يتوافق مع رضا الوالدين
    أقرب إلى ضمان استقرار الحياة وحسن الاختيار

    قد ترغب في فتاة لا يرغب فيها والداك لأمر أو لآخر أو لا يرغب بها أحدهما ،
    فإنك كانت الفتاة مما تعوّض صفاتها في أخرى فالنزول عند رضا الوالدين خيرٌ
    وأولى ، فإن كانت لا تعوّض الفتاة في صفاتها فاجتهد أمرك في محاولة إقناعهما
    بذلك .

    -
    الحب قبل الزواج !!
    في الحديث الصحيح عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
    إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر
    فقال صلى الله عليه وسلم [ لم ير للمتحابين مثل النكاح ] .
    الحب قبل الزواج من القضايا الحسّاسة التي انقلبت فيها المفاهيم واختلط فيها
    الحابل بالنابل فمن متساهل فيه إلى حدّ المحظور ومن متشدد فيه إلى حدّ الغلو
    والتنطّع .
    والذي يظهر أن الحب في أصله من الأمور التي قد لا يملك فيها الإنسان مشاعره لأن
    الحب إنما هو عبارة عن مشاعر و ميلان القلب للمحبوب ، وذلك إذا حصلت أسبابه ومن
    أهم أسبابه : حصول الإعجاب !
    وأهم ما يثير الإعجاب في نفس الرجل أو المرأة : ( المال -
    الدين - الخلق - الجمال - النسب - موقف - مساعدة - ذكاء
    ) . هذه الأمور
    تثير في النفس الإعجاب بمالكها وهذا الإعجاب في أصله لا يُذمّ فيما إذا بقي في
    حدّ الشعور والميلان ولم يتعدّ ذلك إلى سلوك منحرف .
    ومعلوم أن الإعجاب طريق من طرق الحب ، والحب من أينع ثماره أن يتوّج بالارتباط
    المباح وهو ( الزواج ) ولقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله : " لا يَحِلُّ
    لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ
    وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ . . " فالتنصيص على الإعجاب دليل في أنه في أصله
    لا يُذم ، إنما المذموم أن ينحرف هذا الشعور إلى سلوك غير سويّ أو سلوك محرّم ،
    ولذلك جاء الإسلام ليضبط هذا الشعور فينتهي إلى سلوك مباح وهو الزواج .

    والمتأمل في قصّة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من جويرية بنت الحارث يجد كيف
    إن الإعجاب الذي حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بجمالها توّجه بالزواج منها
    :
    فعن عائشة قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاَّحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه
    فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هو
    إلا رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى فيها ما رأيت , فدخلت عليه
    فقالت : يا رسول الله أنا جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه , وقد أصابني
    من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت ابن قيس أو لابن عم له فكاتبته
    على نفسي , فجئتك أستعينك على كتابي !!
    قال : فهل لك خير من ذلك ؟
    قالت: وما هو يا رسول الله ؟
    قال: أقضي عنك كتابك و أتزوجك
    قالت : نعم يا رسول الله .
    قال : قد فعلت , قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قد تزوج جويرة ابنة الحارث بن أبي ضرار , فقال الناس : أصهار رسول الله صلى
    الله عليه وسلم , وأرسلوا ما بأيديهم , قالت : فلقد أعتق لتزويجه إياها مئة أهل
    بيت من بني المصطلق , فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها المقصود أن
    بعض الشباب يقع في نفسه إعجاب بفتاة ربما عايشها منذ الطفولة أو كانت قريبة له
    أو حصل له مصادفة اللقيا بها في مكان ما كجامعة أو نحو ذلك ووقع في نفسه
    الإعجاب بها فمثل هذا ينبغي إمّا أن يسلك بهذا الإعجاب مسلكه الصحيح ليخرج
    مخرجه الصحيح أو يحسم الأمر من حينه حتى لا تكون فتنة .
    على أن الإعجاب وحده لا يكفي أن يكون مبرراً للارتباط بالفتاة بل ينبغي أن
    يراعي اعتبار ( الدّين والخُلق ) أولاً .

    - تذكّر دائماً أن ( تحديد هدفك وغايتك بوضوح ) من الزواج
    يعينك كثيراً على أن تكون أقرب إلى الواقعيّة في شروطك
    .

    -
    الكفاءة في النسب . ( الزواج من الأقارب )

    .
    الأصل في الكفاءة بين الزوجين هو ( الدّين وحسن الاستقامة
    عليه ) ، وهذا الذي أكّدت عليه آيات القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
    القولية والعملية .
    أمّا القرآن فقد قال الله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى
    يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ
    "
    وقال تعالى : " وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
    " وفي سورة الحجرات يُلمح القرآن إلى أن الدّين وحسن الاستقامة عليه هو المحور
    الذي يكون به التفاضل والتكريم : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ
    مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
    إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    "
    وأما السنة القولية منها ما ثبت في الحديث الصحيح : " إذا أتاكم من ترضون دينه
    وخلقه فزوّجوه . . " وهو تنصيص على أن الأصل في الكفاءة بين الزوجين هو الدين
    وحسن الخلق .
    وأمّا دلالة السنة العملية على ذلك فما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر
    زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي قرشيّة النسب أن تنكح زيد بن حارثة وهو مولى ،
    وكما في قصّة جليبيب رضي الله عنه الرجل الأسمر الذي أرسله إلى بيت من بيوت
    الأنصار وأمره أن يتزوّج منهن .
    المقصود أن مدار الكفاءة الأصلية بين الزوجين هي على الدين والخُلق . أمّا
    كفاءة النسب فهي تعتبر لكن باعتبار ثانوي غير أصلي ، وهو من الأمور التي ينبغي
    مراعاتها واعتبارها خاصّة إذا كان لمثل ذلك أثرا في استقرار الحياة الزوجية ،
    إذ من أهم مقاصد الشارع في الزواج هو استقرار الحياة الزوجيّ’ ودوامها .

    على أن هاهنا أمور في هذا الجانب ينبغي أن يكون منها الشاب على وعي :


    1 – الإغراب في الزواج يحقق مقصداً شرعيّا من
    مقاصد الدّين وهو حصول التعارف بين الناس وهو المقصد الذي أشار الله تعالى
    بالأمر به في قوله : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
    وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " والزواج من
    أعظم وسائل التعارف بين الناس . وقد جاء في بعض الآثار الإشارة إلى أن في
    الإغراب بالزواج محمدة . سيما وأن بعض الدراسات الطبية اليوم تثبت أن الأسرة
    القريبة هي أكثر مرضاً وأسوأ نسلاً من الأسرة البعيدة
    2 الزواج من العائلة أو الأقارب فيه مجال لتخفيف
    أعباء الزواج ورعاية أطفال الأسرة ونسائها في حالة وفاة الزوج أو الزوجة .
    3 الزواج من خارج العائلة أو القبيلة أو الوطن في أصله
    أمر جائز ، لكن على الشاب أن يراعي هاهنا :

    أ / الواقع البيئي ( الاجتماعي ) .
    والذي له أكبر الأثر على استقرار الحياة بين هذين الزوجين من عدمه ، ففي بعض
    المجتمعات أو العوائل تسود بينهم نظرة الاحتقار والازدراء والنظرة الدّونية
    لزوجة الابن غير المواطنة ، سيما مع طبيعة الغيرة الموجودة بين النساء وعلى
    الأخصّ غيرة والدة الزوج من زوجة ابنه .
    ب / شخصية الزوج .
    فالشخص الحازم الحكيم يختلف الأمر بالنسبة بينه وبين الشخص ضعيف الشخصية غير
    الحكيم ، فإن من الظلم أن يتزوج الشاب بزوجة من خارج بلده أو قبيلته ثم هو لا
    يستطيع أن يحميها ويصون لها كرامتها بين أهله وجماعته .

    سابعاً
    : إذا طرقت الباب !!


    إذا وُصفت لك الفتاة ووجدت أنها أقرب إلى أن تتحقق فيها ما تريد من الشروط
    والمعايير فابدأ الآن بطرق الباب ، فإذا طرقت الباب :
    1-
    صلّ أولا صلاة الاستخارة .
    وصفتها كما وصفها جابر رضي الله عنه بقوله : كان رسول الله
    صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول لنا : "
    إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة وليقل اللهم إني أستخيرك
    بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا
    أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر يسميه بعينه الذي يريد
    خير لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه
    اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي مثل الأول فاصرفني عنه واصرفه عني واقدر لي الخير
    حيث كان ثم رضني به أو قال في عاجل أمري وآجله "
    وعلامة الخيرة أحد
    علامتين :
    الأولى : حصول اليسر والسهولة . ويظهر اليسر من جهتين :

    أ / حصول الاتفاق والمودة عند النظرة الشرعية .
    ب / سهولة مهرها وجهازها .
    الثانية : حصول الصرف عن هذا الأمر .
    والصّرف هاهنا يحصل إمّا :
    أ / بعدم حصول الاتفاق والمودة عند الرؤية الشرعية
    .
    ب / أو عدم الاقتناع بوصفها إن وصفت له .
    ج / أو صعوبة وعسر جهازها ومهرها .
    ومما يُستأنس به ويجدر اعتباره ما فُرض
    في هذا العصر على كل شاب وفتاة أن يقوما بفحص طبي قبل الزواج لإثبات توافقهما
    الصحي .


    ولا بأس من تكرار صلاة الاستخارة والدعاء بقوله : اللهم خرّ لي واختر لي .
    وعلى الإنسان أن يحسن الظن بربه وأن يكون على جادّ’ اليقين بخيرة الله له وأن
    لا يُكابر حين تظهر له من علامات الخيرة إن يسُراً أو صرفاً ، يقول ابن عمر رضي
    الله عنهما : إن الرجل ليستخير الله تعالى فيخار له، فيسخط على ربه عز وجل فلا
    يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خير له. !!

    2-
    ثم انظر إلى مخطوبتك
    .
    فعن أنس بن مالك أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة فقال له النبي صلى
    الله عليه وسلم : " اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ففعل فتزوجها
    فذكر من موافقتها " ومعنى قوله أحرى أن يؤدم بينكما قال أحرى أن تدوم المودة
    بينكم .
    قال الأعمش – رحمه الله - :
    كل تزويج يقع
    على غير نظر فآخره همٌّ وغمٌّ
    !!
    فالنظر إلى المخطوبة من أهم الخطوات العمليّة بعد التخطيط وتحديد المعايير
    والاختيار ، بعض العادات تفرض على الشاب أو الفتاة سياجاً ( موروثاً ) يمنع
    الشاب من أن ينظر إلى الفتاة لخطبتها ولايراها إلاّ على فراش الزّوجيّة .
    إن استطعت أن تتغلّب على هذه العادة ومقاومتها بالأسلوب الحسن وإلاّ فتحيّن
    الفرص المواتية لرؤيتها من غير رسميات ، وافعل كما فعل جابر رضي الله عنه إذ
    يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا خطب أحدكم المرأة فإن
    استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " قال فخطبت جارية فكنت أتخبأ
    لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها .
    وهذا النظر في هذه الحال وهذه المناسبة يباح للرجل أن ينظر بقدر الحاجة التي
    تدعوه إلى نكاح المرأة ، فعن محمد بن سلمة قال : خطبت امرأة فجعلت أتخبأ لها
    حتى نظرت إليها في نخل لها ؛ فقيل له : أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله
    عليه وسلم؟! فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا ألقى الله في
    قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها "

    : : ماذا تنظر في مخطوبتك ؟!
    يجوز النظر عند رؤية المخطوبة إلى الأعضاء التي تبدو عادة في البيت كالوجه
    واليدين والقدمين والرأس والساقين والرقبة ، كما يجوز تكرار النظر حتى يتبين
    للخاطب هيئة المخطوبة ، ولو تكلّم معها فلا بأس ، يقول ابن الجوزي رحمه الله :
    من قدَر على مناطقه المرأة ومكالمتها بما يوجب التنبيه - بما يدل على شخصيتها
    أو أسلوب حديثها أو صوتها - ثم ليرى ذلك منها فإن الحُسن في الفم والعينين
    فليفعل
    ولا يجوز ملامسة المخطوبة أو تقبيلها لأنها لا تزال محرمة على الخاطب .
    3-
    ثم استشر .
    فما خاب من استخار ولا ندم من استشار ، فاستشر : ناصحاً ، محباً ، غير حاسد ولا
    مبغض .

    4-
    اجمع معلومات عن شريكة حياتك
    .
    مهمّة جمع المعلومات عن شريكو العمر خطوة مهمّة في سبيل الاختيار الموفق - إن
    شاء الله - أهم ما ينبغي أن تبحث عنه في الفتاة التي انطبقت عليها شروطك
    واطمأننت ابتداءً إلى أن تتخذها شريكة لك :
    أ / الودّ .
    وهو كناية عن خلقها وأدبها بل أدق من ذلك وهو لطفها وشفافيتها وهذا يمكن معرفته
    بإرسال من يسأل عنها في محيطها ( بيتها - مدرستها - جامعتها - حلقة التحفيظ ) .
    ب / الولود .
    أيّ أن تكون مظنة للحمل ، وهذا يعرف بالنظر إلى حال أمها وخالتها .
    ج / طبيعة تفكيرها وطموحها في حياتها .
    وهاهنا يقترح بعض الفضلاء أسئلة عشرة تحدد ملامح وعي الفتاة أو الشاب ويزيد من
    التعارف والانسجام بينهما ويذكر أن هذه الأسئلة قد جربت على بعض الحالات وأفادت
    نتائج طيبة ، هذه الأسئلة هي :
    س 1 : ما هو طموحك المستقبلي وهدفك في الحياة ؟
    س 2 : ما هو تصوّرك لمفهوم الزواج ؟
    س 3 : ما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك حياتك
    ؟
    س 4 : هل من الضروري إنجاب الطفل في أول سنة من الزواج
    ؟
    س 5 : هل تعاني من أي مشاكل أو عيوب صحية ؟
    س 6 : هل انت اجتماعي ؟ ومن هم أصدقاؤك ؟ ( يعني وصف من
    تصادق )
    .
    س 7 : كيف هي علاقتك بوالديك وأقاربك ؟
    س 8 : ما هي هواياتك وبماذا تقضي وقت فراغك ؟
    س 9 : هل لك نشاط خيري أو تطوعي ؟
    س 10 : ما رأيك لو تدخلت والدتي أو والدتك في حياتنا الشخصية
    ؟
    بالطبع هي أسئلة مقترحة ولا يمنع الأمر إضافة بعض الأسئلة التي يرها الشاب
    مهمّ’ في تحديد معالم وهوّية شريكة حياته .
    ويمكن جمع هذه المعلومات بطريقة أو بأخرى إما بطريق مباشر أو طريق غير مباشر .
    هذه الخطوات الأربع ستحدد له معالم الاطمئنان للاختيار الصحيح ، فإن الاطمئنان
    يحدث إذا حصل الرضا من جهات ثلاثة :
    - العقل .
    - العين .
    - القلب .

    فالأسئلة العشرة وبتحديد الإجابة عليها يحدث نوعا من الرضا ( العقلي ) .
    والرؤية الشرعية تُحدث الرضا للعين ، يبقى القلب بعد ذلك فإن الأرواح جنود
    مجندة ، على أن العقل والعين طريقان للقلب .


    اللهم ربّ بارك لكل عروسين واجمع
    بينهما على خير وأدم بينهما حياة الحب والاستقرار في ظل طاعتك يا كريم
    . .

    والحمد لله رب العالمين ؛ ؛ ؛

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 5:56 pm