الكاتب أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإنه مما هو معلوم أن أعداء الإسلام لا يزالون منذ القديم يحاربون هذا الدين ويفتنون أهله ويسعون في إبعادهم عنه بشتى الوسائل والطرق، قال تعالى:] وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا[ (البقرة:217) فهم لا يزالون يزرعون بذور الفتنة والتفرقة بين الأمة، ويسعون في تفكيك الأسرة المسلمة، وإفساد عقول الشباب، ونشر الانحلال الخلقي بأسلحة متعددة ومتنوعة.
ومن أفتك هذه الأسلحة وأشدها خطرا على الأمة سلاح المخدرات، لأنه سلاح موجه إلى قلب الأمة النابض ودرعها الواقي ومجدها المؤمل، إلى الشباب المسلم الذي على عواتقه تبنى صروح المجد وعلى سواعده ترتقي الأمة، وبتضحياته تدفع قوى الشر وجحافل الطغيان، وإذا سقط الشباب سقطت الأمة وأصبحت مباحة لكل عدو ينهب خيراتها ويعبث بثرواتها ويستبيح بيضتها.
ومع الأسف الشديد فقد وقع كثير من أبناء المسلمين في هذا الفخ المنصوب، واستجابوا لداعي الهوى واستدرجهم الشيطان إلى مهاوي الرذيلة ، فأصبحوا لعبة في أيدي أعدائهم ، وصاروا أسارى الإدمان والهلوسة ، ضيعوا دينهم أعمارهم وصحتهم ومستقبلهم.
ومن أجل توعية الشباب من خطورة هذا السلاح الفتاك نكتب هذه الكلمات التي تبصرهم بحقيقة حرب المخدرات ، ومفاسدها الدينية وأضرارها الصحية ، وبعض أسباب الإدمان وعلاجها.
من مفاسد المخدرات
1-الصد عن سبيل الله تعالى
تعاطي المخدرات يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة، ويجعل العبد في صف المحرومين من نعمة الإيمان والاطمئنان. وأسارى الهوى والشيطان قال تعالى :] إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[ (المائدة:91)
2-ارتكاب أبشع الجرائم ،تعاطي المخدرات يورث الأخلاق الرديئة والخصال القبيحة، فهو يذهب بالحياء ويوقع في الكذب والنفاق وعقوق الوالدين، ومن الكبائر التي تقود إليها المخدرات ما هو من أبشع الجرائم كالقتل والزنا والسرقة، خاصة من يؤذي بها أقرب الناس وأحبهم إليه.
3-الدياثة
يؤدي تعاطي المخدرات إلى برودة النفس وفقدان الغيرة على العرض والشرف، والوقوع في الدياثة وإقرار الخبث في الأهل، وقد أخبر النبي e أنه لا يدخل الجنة ديوث.
4-تضييع الأبناء
المخدرات تتسبب في تفكك الأسر وتضييع حقوق الأبناء، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ« رواه أبو داود وصححه الألباني.
5-إهدار الأموال
في تناول المخدرات إهدار لأموال طائلة استؤمن العبد عليها، ومتناول المخدرات من المبذرين إخوان الشياطين، والعبد يسأل أيضا يوم القيامة عن ماله أين أنفقه.
7-تضييع الأعمار
الإدمان يؤدي إلى تضييع الأوقات والأعمار، والعبد يسأل يوم القيامة عن عمره وعن شبابه فيما أمضاه وعن كل لحظة من حياته، ونعمة الحياة هي أعظم نعمة بعد نعمة الإيمان.
8-الفشل في الدراسة
المخدرات تسبب الفشل في الدراسة وضعف التحصيل العلمي، وتبث العجز عن العمل والركون إلى البطالة، وفي ذلك ضرر على الأفراد، والنبي e يقول المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفيه ضرر على مجموع الأمة المأمورة باتخاذ أسباب العزة والكرامة، قال تعالى : ]وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [، وبعد أن كانت المخدرات منتشرة في الأميين، قد تمكن الأعداء من نشرها في وسط الطلاب في الجامعات والثانويات وغايتهم واضحة.
8-حوادث الطرقات
من آثارها وأثر تناول المسكرات التسبب في حوادث الطرقات التي تأتي على العشرات من الأبرياء في أرواحهم وأعضائهم وأموالهم، وذلك ظلم عظيم فالقتل جريمة واضحة، والتسبب في تعذيب المؤمنين بكسر أعضائهم وقطعها إتلافها جريمة من أعظم الجرائم أيضا.
9-الإصابة بالأمراض الفتاكة
تعاطي هذه السموم يعطل الجوارح ويفسد الحواس التي هي من نعم الله تعالى على العباد، والإنسان مستأمن على هذه النعم ومسؤول عنها يوم القيامة، ويتسبب تعاطيها في الإصابة بالأمراض المستعصية وذلك من أعظم الإجرام، قال تعالى: ] وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [ (النساء:29) وقد كشف الطب عن قائمة طويلة من الأمراض الخبيثة التي يتسبب فيها تعاطي المخدرات منها :
1-الاضطرابات العقلية التي قد تصل إلى حد الجنون .
2-الموت المفاجئ أو السكتة القلبية نتيجة شلل عضلة القلب.
3-الذبحة الصدرية وزيادة عدد دقات القلب.
4-تسمم الدم عند تراكم المواد الكمياوية التي تتركب منها.
5-التليف الكبدي واضطراب الدورة الدموية.
6-الارتفاع الدائم للضغط وحدوث الإغماء والغثيان.
7-جفاف الحلق والفم وسوء الهضم والالتهاب والقرحة المعيدية .
8-الضعف العام وصفرة الوجه واحتقان العينين وارتخاء الجفون.
9-أمراض الجهاز التنفسي كالربو (ضيق التنفس) والتهاب الشعب الهوائية والسل الرئوي وقرحة الحلق المزمنة والتهاب البلعوم.
10-شلل المراكز المخية المسؤولة عن التنفس.
11-قصور في وظائف المخ (الذاكرة والوعي والفطنة ) .
12-ضعف المناعة وعدم قدرة جهاز التناسل عن القيام بوظيفته .
10-الانتحار
ومن آثارها الصحية حدوث نوبات قوية بسبب افتقاد المخدر تنتج آلاما وعذابا مستمرا يؤدي إلى الشلل أو الجنون أو الانتحار .
وكل من مات بسبب تعاطيها فهو قاتل لنفسه حكمه حكم المنتحر وجزاؤه جزاء المنتحر. قال النبي e :» من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدا مخلدا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا « متفق عليه.
11-سوء الخاتمة
تعاطي المخدرات يتسبب في سوء الخاتمة والموت على المعصية والعياذ بالله ، والنبي e يقول :» إنما الأعمال بالخواتيم « متفق عليه. ويكفي أن كثيرا منهم يموت بسبب الإكثار منها، فهذا يموت منتحرا وهذا مقتولا بيد مدمن آخر ، وهذا في حادث مرور ، وقصص هؤلاء كثير ليس هذه العجالة محله ، يأتيهم الموت فجأة في لحظات لا يعرفون فيها الشهادة أو التوبة، وهذه أعظم المفاسد أن يلقى ربه على تلك الحال ليستحق أشد العقوبة في الآخرة.
12-عقوبة الإدمان في الآخرة
قال النبي e :» مدمن الخمر إذا مات لقي الله وهو كعابد وثن« رواه أحمد وصححه الألباني أي كعابد الأصنام . وقال :» ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث « رواه أحمد وصححه الألباني، قال النبي e: » كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ « رواه مسلم.
أسباب الإدمان وعلاجها
وفيما يأتي بيان لأهم أسباب الإدمان مع طرق مواجهتها.
1-فقدان السعادة
أما فقدان السعادة فناتج عن ضعف الإيمان، انقطاع الصلة بالله تعالى، وإلا فمن عرف الله تعالى رجاه وطمع فيما عنده واهتدى إلى أسباب السعادة الحقيقية لا الوهمية، قال النبي e:» من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له « رواه الترمذي.
2-رفقاء السوء
أما مخالطة رفقاء السوء من المدخنين فضلا عن المدمنين، فأمر قد حذر منه النبي e فقال :» المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل« رواه الترمذي وأبو داود ، وعلى من أراد السلامة أو سلوك طريق التوبة أن يختار الرفقة التي تعينه على ذلك.
3-حب التجربة
وأما حب التجربة والاستطلاع، فمشكلة في التفكير فليس كل شيء نريد أن نعرفه لابد من تجريبه ويجوز لنا أن نجربه فهل يدفع حب الاستطلاع على شعور المنتحر إلى الانتحار وهل يفعل ذلك عاقل؟
4-التقليد الأعمى
أي تقليد بعض المشاهير من أهل الغناء والسنما، وهذا لون من ألوان ضعف الشخصية الذي لابد من علاجهِ، من ظن أن هؤلاء قد وجدوا السعادة في الإدمان فهو مخطئ وليرجع إلى تصريحاتهم واعترافاتهم من شاء أن يرجع.
5-إهمال تربية الأبناء
لذلك فإن جزء كبيرا من العلاج يقع على عاتق الآباء والمعلمين فعليهم يقع واجب التربية الدينية والأخلاقية عموما، ثم واجب التحذير والترهيب من آفة المخدرات والتدخين.
6-غياب المواجهة الجادة
أعني من طرف الدول وعدم تعاون الناس مع المكلفين بالأمن، وإنه من واجب كل مسلم أن ينصح المروجين لها وأن يبلغهم حكم الله تعالى فيهم وهو حكم قطاع الطرق المفسدين في الأرض، ويجب تبليغ السلطات عن كل من أصر وتمادى في نشر الفساد بين أبناء الأمة.
7-ضعف التوعية والإعلام
ومن واجب المسلمين الغيورين على إخوانهم الحريصين على هداية المسلمين أن يقوموا بحملات التوعية على مستوى الأحياء والجامعات والثانويات بتوزيع الأشرطة والمطويات وعرض الصور التي تبين خطر التدخين والمخدرات على الفرد والمجتمع، وقد قال النبي e :» مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا « رواه مسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
http://islahway.com/index.php?option=com_content&view=article&id=221:20-&catid=44:2010-02-12-18-48-33&Itemid=70
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإنه مما هو معلوم أن أعداء الإسلام لا يزالون منذ القديم يحاربون هذا الدين ويفتنون أهله ويسعون في إبعادهم عنه بشتى الوسائل والطرق، قال تعالى:] وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا[ (البقرة:217) فهم لا يزالون يزرعون بذور الفتنة والتفرقة بين الأمة، ويسعون في تفكيك الأسرة المسلمة، وإفساد عقول الشباب، ونشر الانحلال الخلقي بأسلحة متعددة ومتنوعة.
المخدرات سلاح فتاك
ومن أفتك هذه الأسلحة وأشدها خطرا على الأمة سلاح المخدرات، لأنه سلاح موجه إلى قلب الأمة النابض ودرعها الواقي ومجدها المؤمل، إلى الشباب المسلم الذي على عواتقه تبنى صروح المجد وعلى سواعده ترتقي الأمة، وبتضحياته تدفع قوى الشر وجحافل الطغيان، وإذا سقط الشباب سقطت الأمة وأصبحت مباحة لكل عدو ينهب خيراتها ويعبث بثرواتها ويستبيح بيضتها.
ومع الأسف الشديد فقد وقع كثير من أبناء المسلمين في هذا الفخ المنصوب، واستجابوا لداعي الهوى واستدرجهم الشيطان إلى مهاوي الرذيلة ، فأصبحوا لعبة في أيدي أعدائهم ، وصاروا أسارى الإدمان والهلوسة ، ضيعوا دينهم أعمارهم وصحتهم ومستقبلهم.
ومن أجل توعية الشباب من خطورة هذا السلاح الفتاك نكتب هذه الكلمات التي تبصرهم بحقيقة حرب المخدرات ، ومفاسدها الدينية وأضرارها الصحية ، وبعض أسباب الإدمان وعلاجها.
من مفاسد المخدرات
1-الصد عن سبيل الله تعالى
تعاطي المخدرات يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة، ويجعل العبد في صف المحرومين من نعمة الإيمان والاطمئنان. وأسارى الهوى والشيطان قال تعالى :] إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[ (المائدة:91)
2-ارتكاب أبشع الجرائم ،تعاطي المخدرات يورث الأخلاق الرديئة والخصال القبيحة، فهو يذهب بالحياء ويوقع في الكذب والنفاق وعقوق الوالدين، ومن الكبائر التي تقود إليها المخدرات ما هو من أبشع الجرائم كالقتل والزنا والسرقة، خاصة من يؤذي بها أقرب الناس وأحبهم إليه.
3-الدياثة
يؤدي تعاطي المخدرات إلى برودة النفس وفقدان الغيرة على العرض والشرف، والوقوع في الدياثة وإقرار الخبث في الأهل، وقد أخبر النبي e أنه لا يدخل الجنة ديوث.
4-تضييع الأبناء
المخدرات تتسبب في تفكك الأسر وتضييع حقوق الأبناء، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ« رواه أبو داود وصححه الألباني.
5-إهدار الأموال
في تناول المخدرات إهدار لأموال طائلة استؤمن العبد عليها، ومتناول المخدرات من المبذرين إخوان الشياطين، والعبد يسأل أيضا يوم القيامة عن ماله أين أنفقه.
7-تضييع الأعمار
الإدمان يؤدي إلى تضييع الأوقات والأعمار، والعبد يسأل يوم القيامة عن عمره وعن شبابه فيما أمضاه وعن كل لحظة من حياته، ونعمة الحياة هي أعظم نعمة بعد نعمة الإيمان.
8-الفشل في الدراسة
المخدرات تسبب الفشل في الدراسة وضعف التحصيل العلمي، وتبث العجز عن العمل والركون إلى البطالة، وفي ذلك ضرر على الأفراد، والنبي e يقول المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفيه ضرر على مجموع الأمة المأمورة باتخاذ أسباب العزة والكرامة، قال تعالى : ]وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [، وبعد أن كانت المخدرات منتشرة في الأميين، قد تمكن الأعداء من نشرها في وسط الطلاب في الجامعات والثانويات وغايتهم واضحة.
8-حوادث الطرقات
من آثارها وأثر تناول المسكرات التسبب في حوادث الطرقات التي تأتي على العشرات من الأبرياء في أرواحهم وأعضائهم وأموالهم، وذلك ظلم عظيم فالقتل جريمة واضحة، والتسبب في تعذيب المؤمنين بكسر أعضائهم وقطعها إتلافها جريمة من أعظم الجرائم أيضا.
9-الإصابة بالأمراض الفتاكة
تعاطي هذه السموم يعطل الجوارح ويفسد الحواس التي هي من نعم الله تعالى على العباد، والإنسان مستأمن على هذه النعم ومسؤول عنها يوم القيامة، ويتسبب تعاطيها في الإصابة بالأمراض المستعصية وذلك من أعظم الإجرام، قال تعالى: ] وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [ (النساء:29) وقد كشف الطب عن قائمة طويلة من الأمراض الخبيثة التي يتسبب فيها تعاطي المخدرات منها :
1-الاضطرابات العقلية التي قد تصل إلى حد الجنون .
2-الموت المفاجئ أو السكتة القلبية نتيجة شلل عضلة القلب.
3-الذبحة الصدرية وزيادة عدد دقات القلب.
4-تسمم الدم عند تراكم المواد الكمياوية التي تتركب منها.
5-التليف الكبدي واضطراب الدورة الدموية.
6-الارتفاع الدائم للضغط وحدوث الإغماء والغثيان.
7-جفاف الحلق والفم وسوء الهضم والالتهاب والقرحة المعيدية .
8-الضعف العام وصفرة الوجه واحتقان العينين وارتخاء الجفون.
9-أمراض الجهاز التنفسي كالربو (ضيق التنفس) والتهاب الشعب الهوائية والسل الرئوي وقرحة الحلق المزمنة والتهاب البلعوم.
10-شلل المراكز المخية المسؤولة عن التنفس.
11-قصور في وظائف المخ (الذاكرة والوعي والفطنة ) .
12-ضعف المناعة وعدم قدرة جهاز التناسل عن القيام بوظيفته .
10-الانتحار
ومن آثارها الصحية حدوث نوبات قوية بسبب افتقاد المخدر تنتج آلاما وعذابا مستمرا يؤدي إلى الشلل أو الجنون أو الانتحار .
وكل من مات بسبب تعاطيها فهو قاتل لنفسه حكمه حكم المنتحر وجزاؤه جزاء المنتحر. قال النبي e :» من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدا مخلدا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا « متفق عليه.
11-سوء الخاتمة
تعاطي المخدرات يتسبب في سوء الخاتمة والموت على المعصية والعياذ بالله ، والنبي e يقول :» إنما الأعمال بالخواتيم « متفق عليه. ويكفي أن كثيرا منهم يموت بسبب الإكثار منها، فهذا يموت منتحرا وهذا مقتولا بيد مدمن آخر ، وهذا في حادث مرور ، وقصص هؤلاء كثير ليس هذه العجالة محله ، يأتيهم الموت فجأة في لحظات لا يعرفون فيها الشهادة أو التوبة، وهذه أعظم المفاسد أن يلقى ربه على تلك الحال ليستحق أشد العقوبة في الآخرة.
12-عقوبة الإدمان في الآخرة
قال النبي e :» مدمن الخمر إذا مات لقي الله وهو كعابد وثن« رواه أحمد وصححه الألباني أي كعابد الأصنام . وقال :» ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث « رواه أحمد وصححه الألباني، قال النبي e: » كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ « رواه مسلم.
أسباب الإدمان وعلاجها
وفيما يأتي بيان لأهم أسباب الإدمان مع طرق مواجهتها.
1-فقدان السعادة
أما فقدان السعادة فناتج عن ضعف الإيمان، انقطاع الصلة بالله تعالى، وإلا فمن عرف الله تعالى رجاه وطمع فيما عنده واهتدى إلى أسباب السعادة الحقيقية لا الوهمية، قال النبي e:» من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له « رواه الترمذي.
2-رفقاء السوء
أما مخالطة رفقاء السوء من المدخنين فضلا عن المدمنين، فأمر قد حذر منه النبي e فقال :» المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل« رواه الترمذي وأبو داود ، وعلى من أراد السلامة أو سلوك طريق التوبة أن يختار الرفقة التي تعينه على ذلك.
3-حب التجربة
وأما حب التجربة والاستطلاع، فمشكلة في التفكير فليس كل شيء نريد أن نعرفه لابد من تجريبه ويجوز لنا أن نجربه فهل يدفع حب الاستطلاع على شعور المنتحر إلى الانتحار وهل يفعل ذلك عاقل؟
4-التقليد الأعمى
أي تقليد بعض المشاهير من أهل الغناء والسنما، وهذا لون من ألوان ضعف الشخصية الذي لابد من علاجهِ، من ظن أن هؤلاء قد وجدوا السعادة في الإدمان فهو مخطئ وليرجع إلى تصريحاتهم واعترافاتهم من شاء أن يرجع.
5-إهمال تربية الأبناء
لذلك فإن جزء كبيرا من العلاج يقع على عاتق الآباء والمعلمين فعليهم يقع واجب التربية الدينية والأخلاقية عموما، ثم واجب التحذير والترهيب من آفة المخدرات والتدخين.
6-غياب المواجهة الجادة
أعني من طرف الدول وعدم تعاون الناس مع المكلفين بالأمن، وإنه من واجب كل مسلم أن ينصح المروجين لها وأن يبلغهم حكم الله تعالى فيهم وهو حكم قطاع الطرق المفسدين في الأرض، ويجب تبليغ السلطات عن كل من أصر وتمادى في نشر الفساد بين أبناء الأمة.
7-ضعف التوعية والإعلام
ومن واجب المسلمين الغيورين على إخوانهم الحريصين على هداية المسلمين أن يقوموا بحملات التوعية على مستوى الأحياء والجامعات والثانويات بتوزيع الأشرطة والمطويات وعرض الصور التي تبين خطر التدخين والمخدرات على الفرد والمجتمع، وقد قال النبي e :» مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا « رواه مسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
http://islahway.com/index.php?option=com_content&view=article&id=221:20-&catid=44:2010-02-12-18-48-33&Itemid=70