الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، والعاقبة للمتقين، أما بعد: فإن مسألة الهجرة إلى بلاد الكفر من المسائل التي جهل حكمها أكثر المسلمين اليوم، فابتلي بها ما لا حصر له منهم خاصة في بلادنا، لذلك رأينا أن نكتب هذه النشرة بيانا للحق ونصيحة لشباب الأمة في خصوص هذه المسألة الخطيرة ، وذلك بإيراد الحكم الشرعي منقولا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ومن فتاوى العلماء وببيان الفساد الناجم عن مخالفة هذه الشريعة المحكمة .
فتوى الرسول صلى الله عليه وسلم
1-يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:» أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، لا تراءى نارهما «. أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.2-وعن جرير بن عبد الله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبايع فقلت: يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك واشترط علي فأنت أعلم قال :» أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المؤمن وتفارق المشرك «. أخرجه النسائي وصححه الألباني.
3-وقال أيضا :» لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين«. أخرجه النسائي وابن ماجة وحسن إسناده الألباني. مختصر من فتاوى العلماء
1-جاء في الفتوى رقم (2393) للجنة الدائمة للبحوث والإفتاء أن الأصل في الإقامة في بلاد الكفار المنع أو التحريم، ومن الأدلة المذكورة لهذا الحكم قولها :» ولإجمـاع المسلمين على وجوب الهجرة من بـلاد الشرك إلى بـلاد الإسلام مـع الاستطاعة «. إمضاء العلماء عبد العزيز بن باز وعبد الزاق عفيفي وعبد الله بن قعود .
2-وقال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في فتوى منقولة عن الشريط رقم (730) من سلسلة الهدى و النور ما يلي: »وإذا كان هذا حكم الكفار الذين أسلموا في بلاد الكفار (أنه)عليهم أن يهاجروا(أي:إلى بلاد الإسلام)فمن باب أولى أنه يجب على المسلمين الذين هاجروا من بلاد الإسلام –واستغفر الله من قول"هاجروا" الصواب أن أقول "المسلمون الذين سافروا من بلادهم الإسلامية"-إلى بلاد الكفر.…أن يعودوا إلى بلدهم المسلم«.
3-وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين:» الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه وسلوكه وآدابه، وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فساقا وبعضهم رجع مرتدا عن دينه وكافرا به…(ثم ذكر أحوال السفر إلى بلاد الكفار، وحكم كل حالة فذكر الحالة التي نحن نريد التذكير بحكمها) فقال :» أن يقيم للسكن، وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام بأهل الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة وموالاة وتكثير لسواد الكفار، ويتربى هو وأهله بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم، وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ، ولذلك جاء في الحديث عن النبي e :"من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله". وهذا الحديث وإن كان ضعيف السند، لكن له وجهة نظر، فإن المساكنة تدعو إلى المشاكلة « (فتاوى العقيدة 31-38)
تنبيه : رخص العلماء في السفر للحاجة ما لم يدخل في معنى الإقامة المنهي عنها ، ومن الأحوال التي نص عليها العلامة العثيمين :» أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الإقامة بقدر الحاجة، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفار للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة«.اهـ وهذا مشروط بأن يكون عنده من العلم والإيمان ما يحفظ به دينه، وأن يتمكن من إظهار شعائر الإسلام دون ممانع، ذكرهما العثيمين قبل تفصيل الأحوال.
مفاسد الإقامة في بلاد الكفار وإن مما نعتقده يعتقده كل مسلم أنه ما من شيء حرمه الله تعالى على عباده ، إنما حرمه لصلاحهم ولدفع مفاسدة محققة عنهم، وهذا تلخيص موجز لما ظهر لنا من مفاسد الإقامة في بلاد الكفار، نذكرها نافلة بعد ثبوت الحكم الشرعي ، تأكيد له وليزداد الذين آمنوا إيمانا .
1-خطر الكفر والردة الصريحة عن الدين
وهو خطر عظيم خاصة مع الجهل الشديد بالدين، والضعف الظاهر في العقيدة، وأكثر الناس اليوم يتمسكون بالإسلام تقليدا وعصبية؛ فمن تخلى عن تقليده وعصبيته ألحد أو تنصر.
والمهاجر في تلك البلاد لا حاجز له عن الشهوات التي يراها ويعيش وسطها إلا حاجز الدين، وكثير من الشباب الذين تغلبهم أنفسهم يتحرَّرون من الدين ليصلوا إلى تلك الشهوات.
2 -خطر الزواج بالكافرات
الزواج بالكافرات سواء الملحدات أو الكتابيات الأصليات خطر على النفس وعلة الأبناء، ولا يقال هنا إنه قد أبيح للرجل المسلم الزواج بالمرأة الكتابية، لأن ذلك إنما أبيح للمسلم في أرض الإسلام حيث يحكم بشريعة الإسلام والقوامة فيها للرجل المسلم (وتكون المرأة ذمية أيضا لا حربية أو غير ذلك)، لا حيث يكون الحكم بقوانين الجاهلية ويكون الرجل عبدا لزوجته، ومن فعل ذلك فمن الكفر دنا، وعلى نفسه وذريته جنى .
3-الجناية على الأبناء
إن ثبت الوالد ولم يكفر، وإن لم تكن الأم كافرة، فالولد في الذي يتربى في تلك البلاد في خطر، فلا عقيدته تسلم ولا أخلاقه. وكفى جرما أن ينشأ لابن هناك ممسوخ الشخصية، وأن يكون لسانه الأعجمي أكبر حاجز بينه وبين تعلمه أمر دينه وإحسانه عبادة ربه عز وجل .
4-خطر التجنس
لتحصيل بعض الامتيازات قد يتجنس لمقيم في بلاد الكفر بجنسية أهل تلك البلاد، وفي ذلك إعلان الولاء لهم، وهذا عند بعض أهل العلم كالشيخ ابن باز محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، وعند علماء آخرين التجنس ردة صريحة وخروج عن الإسلام هو مذهب العلامة ابن باديس رحمه الله تعالى.
5- جلب الفساد والرذائل إلى بلاد المسلمين
وأول الفساد فساد الاعتقاد، فما دخل الإلحاد ولا تمكن التنصير في بلادنا -مثلا -إلا باستعمال واستغلال المغتربين، وما أشيعت الفواحش والسفور والمخدرات والهوائيات المقعرة في كثير من جهات البلاد إلا عن طريقهم.
6-محبة الكفار وموالاتهم
إن معاشرة والكفار ومخالطتهم-فضلا عن قبول إحسانهم- تنتج تأثرهم ومحبتهم وموالاتهم، وفي ذلك فساد للأخلاق وخطر على العقيدة، لأن الموالاة قد تؤدي إلى الكفر، وقد تكون كفرا إذا كانت موالاتهم من دون المؤمنين أو نصرة لهم على المؤمنين، والله تعالى يقول:} يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَّخذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْليَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْليَاءُ بَعْض وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ منْكُمْ فَإنَّهُ منْهُمْ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدي الْقَوْمَ الظَّالمينَ[ (المائدة:51) ويقول عز وجل :} لا تَجدُ قَوْماً يُؤْمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْمِ الْآخرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ أُولَئكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الْإيمَانَ [(المجادلة:22)
7-ذهاب الغيرة والحمية للدين
فإن من لم يقع في ولاء الكفار ومحبتهم من المقيمين في بلادهم، فأقل شيء يجنيه ذهاب الغيرة على الإسلام وعلى محارم الله، بل وربما موت القلب –عافى الله كل مسلم من ذلك - لكثرة ما يسمع ويشاهد من الكفر والفجور .
8- الذل والصغار عند الكفار
ينبغي للمؤمن أن يكون عزيزا على الكافر لا ذليلا عنده، يحكم بقوانينه، ويمد يده إليه، وينتظر إحسانه ويلتقط فضلاته، كما قال تعالى في صفة عباده :] يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينه فَسَوْفَ يَأْتي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ وَيُحبُّونَهُ أَذلَّة عَلَى الْمُؤْمنينَ أَعزَّة عَلَى الْكَافرين[ (المائدة:54) والذي يقيم بينهم خاضع لأحكامهم المخالفة لشريعة الإسلام، وإن تجرأ وخالف رأى ألوانا من الإذلال والإهانة ، أو حرم من كثير من حقوقه الشخصية. ورحم الله الأمير ابن عباد الأندلسي حيث همَّ بالاستعانة بابن تاشفين المغربي فحذره بعض حاشيته منه ، وقال إنه إذا ما انتصر على الإسبان أخذ ملكك وأذلك ، فرد عليه الأمير ابن عباد في عزة :»رعي الإبل أحب إلي من رعي الخنازير«. فرضي بظلم المسلمين والذل لهم –قبل أن يقع وقد وقع فعلا- دون الاستسلام لأهل الصليب والذل لهم.
9- المسلمون في بلاد الكفار مصدر مساومة
فالكفار يقولون للمسلمين (رعايانا برعاياكم وكنائسنا بمساجدكم…) فيضطر المسلمون للتنازل عن كثير من الأحكام الشرعية اللازمة لهم، كمنع نشاط المنصرين وهدم الكنائس التي بنيت على أرض الإسلام وفي المدن التي بناها المسلمون .
10- المسلمون في بلاد الكفر رهائن
إذ لو نشأت أي حرب فلتسمعن بالمجازر، سواء من جهة الأنظمة الكافرة أو شعوبها الحاقدة، مجازر مثل تلك التي سجل لنا التاريخ في الحروب الصليبية، أو تلك التي شاهدناها في العصر الحاضر هنا وهناك (وما حدث في البوسنة ليس عنا ببعيد ).
11- التفكير في الهجرة إلى بلاد الكفر مخدِّر جديد
فالشباب اليوم أكثره يعيش في الأوهام والأماني، يحسب أن بلاد الكفار جنة معجلة ويعلق كل شيء في حياته على الإقامة فيها ، فمن يدرس يترك الدراسة، ومن يعمل يترك عمله لأن عقله سبقه وهاجر، بل ومن الناس من يقول (لا أصلي حتى أهاجر إلى بلاد الكفر)، فأصبح كل شيء معطلا ومعلقا بها . والله سبحانه وتعالى يقول : ] فَلا تُعْجبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إنَّمَا يُريدُ اللَّهُ ليُعَذّبَهُمْ بِهَا في الْحَيَاة الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافرُونَ[ (التوبة:55)
نسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا لاتباع هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وللامتثال لشرع ربنا سبحانه ، فإن في ذلك خيرنا وصلاح أمورنا دنيا وأخرى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
http://islahway.com/index.php?option=com_content&view=article&id=131:2010-02-20-14-24-56&catid=44:2010-02-12-18-48-33&Itemid=70
فتوى الرسول صلى الله عليه وسلم
1-يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:» أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، لا تراءى نارهما «. أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.2-وعن جرير بن عبد الله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبايع فقلت: يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك واشترط علي فأنت أعلم قال :» أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المؤمن وتفارق المشرك «. أخرجه النسائي وصححه الألباني.
3-وقال أيضا :» لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين«. أخرجه النسائي وابن ماجة وحسن إسناده الألباني. مختصر من فتاوى العلماء
1-جاء في الفتوى رقم (2393) للجنة الدائمة للبحوث والإفتاء أن الأصل في الإقامة في بلاد الكفار المنع أو التحريم، ومن الأدلة المذكورة لهذا الحكم قولها :» ولإجمـاع المسلمين على وجوب الهجرة من بـلاد الشرك إلى بـلاد الإسلام مـع الاستطاعة «. إمضاء العلماء عبد العزيز بن باز وعبد الزاق عفيفي وعبد الله بن قعود .
2-وقال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في فتوى منقولة عن الشريط رقم (730) من سلسلة الهدى و النور ما يلي: »وإذا كان هذا حكم الكفار الذين أسلموا في بلاد الكفار (أنه)عليهم أن يهاجروا(أي:إلى بلاد الإسلام)فمن باب أولى أنه يجب على المسلمين الذين هاجروا من بلاد الإسلام –واستغفر الله من قول"هاجروا" الصواب أن أقول "المسلمون الذين سافروا من بلادهم الإسلامية"-إلى بلاد الكفر.…أن يعودوا إلى بلدهم المسلم«.
3-وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين:» الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه وسلوكه وآدابه، وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فساقا وبعضهم رجع مرتدا عن دينه وكافرا به…(ثم ذكر أحوال السفر إلى بلاد الكفار، وحكم كل حالة فذكر الحالة التي نحن نريد التذكير بحكمها) فقال :» أن يقيم للسكن، وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام بأهل الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة وموالاة وتكثير لسواد الكفار، ويتربى هو وأهله بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم، وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ، ولذلك جاء في الحديث عن النبي e :"من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله". وهذا الحديث وإن كان ضعيف السند، لكن له وجهة نظر، فإن المساكنة تدعو إلى المشاكلة « (فتاوى العقيدة 31-38)
تنبيه : رخص العلماء في السفر للحاجة ما لم يدخل في معنى الإقامة المنهي عنها ، ومن الأحوال التي نص عليها العلامة العثيمين :» أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الإقامة بقدر الحاجة، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفار للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة«.اهـ وهذا مشروط بأن يكون عنده من العلم والإيمان ما يحفظ به دينه، وأن يتمكن من إظهار شعائر الإسلام دون ممانع، ذكرهما العثيمين قبل تفصيل الأحوال.
مفاسد الإقامة في بلاد الكفار وإن مما نعتقده يعتقده كل مسلم أنه ما من شيء حرمه الله تعالى على عباده ، إنما حرمه لصلاحهم ولدفع مفاسدة محققة عنهم، وهذا تلخيص موجز لما ظهر لنا من مفاسد الإقامة في بلاد الكفار، نذكرها نافلة بعد ثبوت الحكم الشرعي ، تأكيد له وليزداد الذين آمنوا إيمانا .
1-خطر الكفر والردة الصريحة عن الدين
وهو خطر عظيم خاصة مع الجهل الشديد بالدين، والضعف الظاهر في العقيدة، وأكثر الناس اليوم يتمسكون بالإسلام تقليدا وعصبية؛ فمن تخلى عن تقليده وعصبيته ألحد أو تنصر.
والمهاجر في تلك البلاد لا حاجز له عن الشهوات التي يراها ويعيش وسطها إلا حاجز الدين، وكثير من الشباب الذين تغلبهم أنفسهم يتحرَّرون من الدين ليصلوا إلى تلك الشهوات.
2 -خطر الزواج بالكافرات
الزواج بالكافرات سواء الملحدات أو الكتابيات الأصليات خطر على النفس وعلة الأبناء، ولا يقال هنا إنه قد أبيح للرجل المسلم الزواج بالمرأة الكتابية، لأن ذلك إنما أبيح للمسلم في أرض الإسلام حيث يحكم بشريعة الإسلام والقوامة فيها للرجل المسلم (وتكون المرأة ذمية أيضا لا حربية أو غير ذلك)، لا حيث يكون الحكم بقوانين الجاهلية ويكون الرجل عبدا لزوجته، ومن فعل ذلك فمن الكفر دنا، وعلى نفسه وذريته جنى .
3-الجناية على الأبناء
إن ثبت الوالد ولم يكفر، وإن لم تكن الأم كافرة، فالولد في الذي يتربى في تلك البلاد في خطر، فلا عقيدته تسلم ولا أخلاقه. وكفى جرما أن ينشأ لابن هناك ممسوخ الشخصية، وأن يكون لسانه الأعجمي أكبر حاجز بينه وبين تعلمه أمر دينه وإحسانه عبادة ربه عز وجل .
4-خطر التجنس
لتحصيل بعض الامتيازات قد يتجنس لمقيم في بلاد الكفر بجنسية أهل تلك البلاد، وفي ذلك إعلان الولاء لهم، وهذا عند بعض أهل العلم كالشيخ ابن باز محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، وعند علماء آخرين التجنس ردة صريحة وخروج عن الإسلام هو مذهب العلامة ابن باديس رحمه الله تعالى.
5- جلب الفساد والرذائل إلى بلاد المسلمين
وأول الفساد فساد الاعتقاد، فما دخل الإلحاد ولا تمكن التنصير في بلادنا -مثلا -إلا باستعمال واستغلال المغتربين، وما أشيعت الفواحش والسفور والمخدرات والهوائيات المقعرة في كثير من جهات البلاد إلا عن طريقهم.
6-محبة الكفار وموالاتهم
إن معاشرة والكفار ومخالطتهم-فضلا عن قبول إحسانهم- تنتج تأثرهم ومحبتهم وموالاتهم، وفي ذلك فساد للأخلاق وخطر على العقيدة، لأن الموالاة قد تؤدي إلى الكفر، وقد تكون كفرا إذا كانت موالاتهم من دون المؤمنين أو نصرة لهم على المؤمنين، والله تعالى يقول:} يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَّخذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْليَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْليَاءُ بَعْض وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ منْكُمْ فَإنَّهُ منْهُمْ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدي الْقَوْمَ الظَّالمينَ[ (المائدة:51) ويقول عز وجل :} لا تَجدُ قَوْماً يُؤْمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْمِ الْآخرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ أُولَئكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الْإيمَانَ [(المجادلة:22)
7-ذهاب الغيرة والحمية للدين
فإن من لم يقع في ولاء الكفار ومحبتهم من المقيمين في بلادهم، فأقل شيء يجنيه ذهاب الغيرة على الإسلام وعلى محارم الله، بل وربما موت القلب –عافى الله كل مسلم من ذلك - لكثرة ما يسمع ويشاهد من الكفر والفجور .
8- الذل والصغار عند الكفار
ينبغي للمؤمن أن يكون عزيزا على الكافر لا ذليلا عنده، يحكم بقوانينه، ويمد يده إليه، وينتظر إحسانه ويلتقط فضلاته، كما قال تعالى في صفة عباده :] يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينه فَسَوْفَ يَأْتي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ وَيُحبُّونَهُ أَذلَّة عَلَى الْمُؤْمنينَ أَعزَّة عَلَى الْكَافرين[ (المائدة:54) والذي يقيم بينهم خاضع لأحكامهم المخالفة لشريعة الإسلام، وإن تجرأ وخالف رأى ألوانا من الإذلال والإهانة ، أو حرم من كثير من حقوقه الشخصية. ورحم الله الأمير ابن عباد الأندلسي حيث همَّ بالاستعانة بابن تاشفين المغربي فحذره بعض حاشيته منه ، وقال إنه إذا ما انتصر على الإسبان أخذ ملكك وأذلك ، فرد عليه الأمير ابن عباد في عزة :»رعي الإبل أحب إلي من رعي الخنازير«. فرضي بظلم المسلمين والذل لهم –قبل أن يقع وقد وقع فعلا- دون الاستسلام لأهل الصليب والذل لهم.
9- المسلمون في بلاد الكفار مصدر مساومة
فالكفار يقولون للمسلمين (رعايانا برعاياكم وكنائسنا بمساجدكم…) فيضطر المسلمون للتنازل عن كثير من الأحكام الشرعية اللازمة لهم، كمنع نشاط المنصرين وهدم الكنائس التي بنيت على أرض الإسلام وفي المدن التي بناها المسلمون .
10- المسلمون في بلاد الكفر رهائن
إذ لو نشأت أي حرب فلتسمعن بالمجازر، سواء من جهة الأنظمة الكافرة أو شعوبها الحاقدة، مجازر مثل تلك التي سجل لنا التاريخ في الحروب الصليبية، أو تلك التي شاهدناها في العصر الحاضر هنا وهناك (وما حدث في البوسنة ليس عنا ببعيد ).
11- التفكير في الهجرة إلى بلاد الكفر مخدِّر جديد
فالشباب اليوم أكثره يعيش في الأوهام والأماني، يحسب أن بلاد الكفار جنة معجلة ويعلق كل شيء في حياته على الإقامة فيها ، فمن يدرس يترك الدراسة، ومن يعمل يترك عمله لأن عقله سبقه وهاجر، بل ومن الناس من يقول (لا أصلي حتى أهاجر إلى بلاد الكفر)، فأصبح كل شيء معطلا ومعلقا بها . والله سبحانه وتعالى يقول : ] فَلا تُعْجبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إنَّمَا يُريدُ اللَّهُ ليُعَذّبَهُمْ بِهَا في الْحَيَاة الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافرُونَ[ (التوبة:55)
نسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا لاتباع هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وللامتثال لشرع ربنا سبحانه ، فإن في ذلك خيرنا وصلاح أمورنا دنيا وأخرى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
http://islahway.com/index.php?option=com_content&view=article&id=131:2010-02-20-14-24-56&catid=44:2010-02-12-18-48-33&Itemid=70