26ـ الوهاب
· المبحث الأول : أدلة ثبوت هذا الاسم
هذا الاسم ورد ذكره في ثلاث مواضع من القرآن ] رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (آل عمران: ] أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ [ (صّ:9) ] قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (صّ:35)
ولم يأت في السنة ما يدل على هذا الاسم ، إلا أنّهم ذكروا حديثا لكنه ضعيف
وهو ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كان إذا استيقظ من الليل قال (( لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )) [1]
لذلك لم يختلف العلماء في أنّ الوهاب اسم من أسماء الله
· المبحث الثاني : معنى هذا الاسم
ملخص ما جاء في كتب شرح الألفاظ كالنهاية لابن الأثير ج(5/231) وفي لسان العرب أنّ الوهاب بمعنى كثير العطاء فهو صيغة مبالغة من وهب الشيء إذا أعطاه ومصدره الوهْب والوهَب والهِبة
ذكر العلماء وجهين في أصلها
ـ فقيل هي مشتقة من هبّ بمعنى مرّ، ومنه هبوب الريح، سميت الهبة عطية لأنّها تمرّ من يد إلى يد
ـ وقيل هي مشتقة من هبّ بمعنى استيقظ، لأنّ الذي يعطي العطية قد استيقظ للخير
فالهبة في اللغة هي العطية سواء كانت هبة أو هدية أو صدقة أو ميراثا
أما في الاصطلاح الفقهي فالهبة هي: إعطاء شيء من غير عوض على سبيل التبرع في حال الحياة
الفرق بيت الهبة والهدية: الهبة أعمّ، فكل هديّة هبة، وليس كل هبة هديّة
· المبحث الثالث : معنى هذا الاسم في حق الله
قال الطبري في تفسيره : الوهاب الذي يهب لمن يشاء من خلقه ما يشاء من ملكه
قال الخطابي في شأن الدعاء ص ( 53 ): < هو الذي يجود بالعطاء من غير استثابة، أي من غير طلب الثواب من أحد.
قال الحليمي في المنهاج ج (1/206) : هو المتفضل بالعطايا، المنعم بها لا عن استحقاق عليه
قال ابن القيم في نونيته : وكذلك الوهاب من أسماءه * فانظر مواهبه مدى الأزمان
أهل السماوات العلى عن * تلك المواهب ليس ينفكان
وبهذا ندرك الفرق بين الوهاب والرزاق، فكلمة الرزق قد تطلق على من يعطي وينتظر المقابل بخلاف الوهاب فلا ينتظر منها مقابل، فهي أكثر دلالة على العطاء والجود من الرزاق
· المبحث الرابع : ثمرات معرفة هذا الاسم
1) كل الثمرات التي ثبتت في اسم الرزاق، لأنّهما بنفس المعنى
فهبة الله عامة وخاصة، فمن الخاصة قوله تعالى ] أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ [
ومن معنى الرزق الخاص بالأبدان والأعيان قوله تعالى ] قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (صّ:35)
ومن معنى الرزق الخاص بالاستقامة والهداية قوله ] رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (آل عمران:
قال الطبري: أي يا ربّ إنّك أنت المعطي عبادك التوفيق والسداد للثبات على دينك وتصديق كتابك ورسلك.
2) أعظم هبة ينالها العبد من ربه هي الاستقامة، لذلك وصف الله الداعين بهذا الدعاء بأنّهم أولوا الألباب
ولذلك كانت النبوة بعد ذلك أعظم هبة، قال الله ] فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ [ (الشعراء:21)
3) الفرق بين هبة الخالق والمخلوق : من أوجه كثيرة
الوجه الأول : من حيث الدوام والاتصال، قال الخطابي: < كل من وهب شيئا من عرض الدنيا فهو واهب، ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرّفت مواهبه في أنواع العطايا فكثرت نوافله ودامت، والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالا أو نوالا عطاء في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءا لسقيم ولا ولدا لعقيم، ولا هدى لضال، وعافية لذي بلاء، والله الوهاب يملك جميع ذلك، وسع الخلق جوده، فدامت مواهبه واتصلت مِنَنُه وعوائده. >
الوجه الثاني : من حيث العوض، وهذا ذكره الرازي قال: < فالمخلوق قد يعطي وينتظر منك مقابلا أو ثناءا، أو أجرا يوم القيامة، أما الله تعالى فلا ينتظر من عباده شيئا، بل هو يعطي تفضلا وكرما. >
الوجه الثالث: هبة الله لاحصر لها ولا إعجاز فيها، بخلاف هبة العبد
الوجه الرابع : هبة الله ليست عن ضعف ولا عن ذل، بخلاف العبد فقد يعطي ويهب أشياء لذله وضعفه يطلب بذلك العزة والمنعة، لذلك قال تعالى ] لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ [ (الشورى:49)
الوجه الخامس : هبة الله ناتجة عن حكمة بالغة. لذلك قال الله في الآية السابقة ] أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [ (الشورى:50)
وهذا بخلاف العبد فقد لا تكون هبته في محلها، روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و سلّم قَالَ قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ قَالَ اللَّهُمَّ –
لَكَ الْحَمْدُ عَلَى غَنِيٍّ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ فَقَالَ
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ وَعَلَى سَارِقٍ فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ زِنَاهَا وَلَعَلَّ الْغَنِيَّ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَلَعَلَّ السَّارِقَ يَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ سَرِقَتِهِ ))
4) إذا علم العبد أن هبة الله تابعة لقدرته ومشيئته وعزته وحكمته فعليه أن يرضى بما أعطاه الله إيّاه من مال أو ولد، لأنّ الله سمى الولد هبة، فالله قد ذكر أنبياء كثر منهم من ذكر لهم أولادا كنوح ويعقوب ومنهم من ذكر له إناثا دون ذكور كلوط، وذكر أنبياء ما أتاهم الذرية إلا بعد كبر وضعف كإبراهيم وزكرياء، بل أن نبيا ملكا أعطاه الله شق ولد
· المبحث الأول : أدلة ثبوت هذا الاسم
هذا الاسم ورد ذكره في ثلاث مواضع من القرآن ] رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (آل عمران: ] أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ [ (صّ:9) ] قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (صّ:35)
ولم يأت في السنة ما يدل على هذا الاسم ، إلا أنّهم ذكروا حديثا لكنه ضعيف
وهو ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كان إذا استيقظ من الليل قال (( لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )) [1]
لذلك لم يختلف العلماء في أنّ الوهاب اسم من أسماء الله
· المبحث الثاني : معنى هذا الاسم
ملخص ما جاء في كتب شرح الألفاظ كالنهاية لابن الأثير ج(5/231) وفي لسان العرب أنّ الوهاب بمعنى كثير العطاء فهو صيغة مبالغة من وهب الشيء إذا أعطاه ومصدره الوهْب والوهَب والهِبة
ذكر العلماء وجهين في أصلها
ـ فقيل هي مشتقة من هبّ بمعنى مرّ، ومنه هبوب الريح، سميت الهبة عطية لأنّها تمرّ من يد إلى يد
ـ وقيل هي مشتقة من هبّ بمعنى استيقظ، لأنّ الذي يعطي العطية قد استيقظ للخير
فالهبة في اللغة هي العطية سواء كانت هبة أو هدية أو صدقة أو ميراثا
أما في الاصطلاح الفقهي فالهبة هي: إعطاء شيء من غير عوض على سبيل التبرع في حال الحياة
الفرق بيت الهبة والهدية: الهبة أعمّ، فكل هديّة هبة، وليس كل هبة هديّة
· المبحث الثالث : معنى هذا الاسم في حق الله
قال الطبري في تفسيره : الوهاب الذي يهب لمن يشاء من خلقه ما يشاء من ملكه
قال الخطابي في شأن الدعاء ص ( 53 ): < هو الذي يجود بالعطاء من غير استثابة، أي من غير طلب الثواب من أحد.
قال الحليمي في المنهاج ج (1/206) : هو المتفضل بالعطايا، المنعم بها لا عن استحقاق عليه
قال ابن القيم في نونيته : وكذلك الوهاب من أسماءه * فانظر مواهبه مدى الأزمان
أهل السماوات العلى عن * تلك المواهب ليس ينفكان
وبهذا ندرك الفرق بين الوهاب والرزاق، فكلمة الرزق قد تطلق على من يعطي وينتظر المقابل بخلاف الوهاب فلا ينتظر منها مقابل، فهي أكثر دلالة على العطاء والجود من الرزاق
· المبحث الرابع : ثمرات معرفة هذا الاسم
1) كل الثمرات التي ثبتت في اسم الرزاق، لأنّهما بنفس المعنى
فهبة الله عامة وخاصة، فمن الخاصة قوله تعالى ] أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ [
ومن معنى الرزق الخاص بالأبدان والأعيان قوله تعالى ] قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (صّ:35)
ومن معنى الرزق الخاص بالاستقامة والهداية قوله ] رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (آل عمران:
قال الطبري: أي يا ربّ إنّك أنت المعطي عبادك التوفيق والسداد للثبات على دينك وتصديق كتابك ورسلك.
2) أعظم هبة ينالها العبد من ربه هي الاستقامة، لذلك وصف الله الداعين بهذا الدعاء بأنّهم أولوا الألباب
ولذلك كانت النبوة بعد ذلك أعظم هبة، قال الله ] فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ [ (الشعراء:21)
3) الفرق بين هبة الخالق والمخلوق : من أوجه كثيرة
الوجه الأول : من حيث الدوام والاتصال، قال الخطابي: < كل من وهب شيئا من عرض الدنيا فهو واهب، ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرّفت مواهبه في أنواع العطايا فكثرت نوافله ودامت، والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالا أو نوالا عطاء في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءا لسقيم ولا ولدا لعقيم، ولا هدى لضال، وعافية لذي بلاء، والله الوهاب يملك جميع ذلك، وسع الخلق جوده، فدامت مواهبه واتصلت مِنَنُه وعوائده. >
الوجه الثاني : من حيث العوض، وهذا ذكره الرازي قال: < فالمخلوق قد يعطي وينتظر منك مقابلا أو ثناءا، أو أجرا يوم القيامة، أما الله تعالى فلا ينتظر من عباده شيئا، بل هو يعطي تفضلا وكرما. >
الوجه الثالث: هبة الله لاحصر لها ولا إعجاز فيها، بخلاف هبة العبد
الوجه الرابع : هبة الله ليست عن ضعف ولا عن ذل، بخلاف العبد فقد يعطي ويهب أشياء لذله وضعفه يطلب بذلك العزة والمنعة، لذلك قال تعالى ] لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ [ (الشورى:49)
الوجه الخامس : هبة الله ناتجة عن حكمة بالغة. لذلك قال الله في الآية السابقة ] أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [ (الشورى:50)
وهذا بخلاف العبد فقد لا تكون هبته في محلها، روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و سلّم قَالَ قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ قَالَ اللَّهُمَّ –
لَكَ الْحَمْدُ عَلَى غَنِيٍّ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ فَقَالَ
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ وَعَلَى سَارِقٍ فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ زِنَاهَا وَلَعَلَّ الْغَنِيَّ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَلَعَلَّ السَّارِقَ يَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ سَرِقَتِهِ ))
4) إذا علم العبد أن هبة الله تابعة لقدرته ومشيئته وعزته وحكمته فعليه أن يرضى بما أعطاه الله إيّاه من مال أو ولد، لأنّ الله سمى الولد هبة، فالله قد ذكر أنبياء كثر منهم من ذكر لهم أولادا كنوح ويعقوب ومنهم من ذكر له إناثا دون ذكور كلوط، وذكر أنبياء ما أتاهم الذرية إلا بعد كبر وضعف كإبراهيم وزكرياء، بل أن نبيا ملكا أعطاه الله شق ولد