27ـ المعطي
· المبحث الأول : من أثبت هذين الاسمين
ممن ذكر أنّ المعطي والمانع اسمين معا ابن منده، والقرطبي، والسعدي، والشيخ نور حسن خان، والقحطاني، والسقاف
ـ واقتصر البيهقي الاعتقاد ص(320)، والخطابي في شأن الدعاء ص (93) على ذكر اسم المانع فقط دون اسم المعطي
· المبحث الأول : أدلة ثبوت هذين الاسمين :
قوله تعالى ] قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى [ (طـه:50) ] إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [ (الكوثر:1)
ومن السنة ما رواه البخاري ومسلم عن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و سلّم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ (( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ ))
وروى البخاري[1]عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه و سلّم قِبَلَ نَجْدٍ فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه و سلّم قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه و سلّم وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه و سلّم تَحْتَ سَمُرَةٍ وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ وَنِمْنَا نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه و سلّم يَدْعُونَا وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقُلْتُ اللَّهُ ثَلَاثًا وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ ))
لكن هذه الأدلة فيها إثبات صفة المنع والعطاء ، ومعلوم أنه ليس كل صفة اسم
أما اسم المعطي فقد ثبت الدليل على أنّه اسم، وذلك لما رواه البخاري ومسلم عن مُعَاوِيَةَ t قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و سلّم يَقُولُ (( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ))
ووجه الدلالة من وجهين : الأول أنّه ذكره على هيئة الاسم ( الله هو المعطي )
والوجه الثاني أنّه قابله باسمه ( القاسم )
· المبحث الثالث : معنى هاتين الصفتين
للمانع معنيان : الأول أنّه الذي يمسك عطاءه عمن لا يستحق
المعنى الثاني : أنّه هو الذي ينصر عباده ويحوطهم قال الخطابي : أما المانع فهو الناصر الذي يمنع أولياءه أي يحوطهم وينصروهم على عدوهم، ويقال فلان في منعة من قومه أي في جماعة تمنعه وتحوطه، ويكون المانع من المنع، ويكون المانع من المنع والحرمان لمن لا يستحق العطاء فهو يملك المنع والعطاء وليس منعه الشيء بخلا منه لكنه منعه حكمة وعطاءه جود ورحمة ، وبهذا قال البيهقي وابن