منتديات امة الحبيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن امه اجتمعت علي حب النبي صلي الله عليه وسلم


    تفسير سورة الفاتحة 2 بيان معنى كلمة سورة و الكلام عن الاستعاذة

    hichou78
    hichou78
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل : 04/02/2010

    تفسير سورة الفاتحة   2 بيان معنى كلمة سورة  و الكلام عن الاستعاذة Empty تفسير سورة الفاتحة 2 بيان معنى كلمة سورة و الكلام عن الاستعاذة

    مُساهمة من طرف hichou78 الإثنين فبراير 08, 2010 12:17 pm

    سـورة الفـاتحـةمسألة1/ بيان معنى كلمة سورة
    هناك معاني 4 ذكرها ابن كثير و ابن منظور و السيوطي
    1- المنزلة الرفيعة سمى الله الجزء من القرآن سورة لأنه ذو منزلة رفيعة.
    كقول النابغة في النعمان بن المنذر:
    ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب (قال ابن منظور أي شرفاً ومنزلة)
    بأنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب


    2- من السور البناء المرتفع لأن السورة من القرآن تحيط بمجموعة من الآيات ومنه السوار لإحاطته بالمعصم، اختاره أبي عبيدة وابن العربي واخذ به الكوفيون.

    القولان يرجع أحدهما للآخر، حتى العرب إذا صعدت على السور تقول تسورت، قال الله سبحانه( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ) (صّ:21).

    3- من السؤر البقية، الطائفة، القطعة والسورة من القرآن جزء وقطعة من القرآن. سورة ـ أصلها ـ سؤر مثل ملائكة ـ أصلها ـ ملئك حذفت الهمزة للتخفيف، وهذا اختيار ابن الهيثم.

    4- التامة تقول العرب ناقة سورة أي تامة، وقال ابن سيده في المحكم وسور الإبل أشرفها وأكرمها والسورة من القرآن تامة المعاني والألفاظ.

    معنى كلمة آيـة:

    1- العلامة كقوله تعالى ( إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ )(البقرة: من الآية248). وقال النابغة: توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع

    2- الجماعة، لأن الآية تجمع كلمات كثيرة، كما يقال: خرج القوم بآياتهم أي بعلاماتهم.

    وأنشد برج الطائي: خرجنا من النقبين لا حيَّ مثلنا بآياتنا نُزجي اللُقاح المَطافلا

    مسألة 2/ الكلام عن الإستعاذة

    مباحث الإستعاذة: أربعة صيغها ، معناها ، فضلها ، حكمها.

    أ / صيغها: هناك ثلاثة صيغ مشروعة:

    * أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

    * أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

    *أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه.

    قال ابن قدامة في المغني: وهذا كله واسع.

    - الصيغة الأولى أمر الله بها في القرآن قال عزوجل( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) (النحل:98)

    - الصيغة الثانية ثبتت في القرآن قال سبحانه( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (فصلت:36).

    نقل عن الإمام أحمد وسفيان ابن عيينة أنهما كانا عند قراءة القرآن يقولان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم.

    - الصيغة الثالثة ثبتت في السنة وهي ما رواه الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ كَبَّرَ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ثُمَّ يَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ.

    و الأفضل أن ينوع المسلم، وللقادر على الحفظ الصيغة الثانية والثالثة أفضل لأنّك تثني على الله سبحانه، فالاستعاذة دعاء ومن آداب الدعاء الثناء على الله، وأثر أنّ الإمام أحمد كان يفضل الصيغة الثالثة.

    ب/ معناها: أعوذ ويجوز أن تقول أستعيذ، وهي طلب الالتصاق والالتجاء والاعتصام بالشيء، مشتقة من عوذ اللحم وهو اللحم الملتصق بالعظم الذي يصعب إزالته، فكأن الذي يستعيذ بالله اِلتصق بالله كما يلتصق اللحم بالعظم
    ويجوز أن تقول لاذ ـ يلوذ بمعنى التجأ واختفى.
    بـالله الباء تفيد الاستعانة مثل أكتب بالقلم أي أستعين على الكتابة بالقلم.
    الله هو علم على الإله المستحق بالعبادة.
    أ معناه واشتقاقه: اختلف العلماء في اشتقاق كلمة " الله ":
    قول1: مشتق من الألوهية الإلهة والألوهة مِن ألِه الشيء بمعنى ذَلَ لَهُ، أَلِهَ يَأَلَهُ بمعنى ذَلَ يَذِلُ لَهُ عَبَدَ يَعْبُدُ، والحبيب إذا ألِهَ محبوبه فقد ذل له و تعبده.
    اِلَه بمعنى مألوه أي معبود. قال عزوجل ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ) (الفرقان:43) أي مألوهه.
    الإِلَـه الله ، حذفت الهمزة فصارت الله مثل الأناس الناس ، ينقله ابن منظور عن الكسائي وأبي الهيثم والفراء وسبويه وثبت عن ابن عباس وابن سيده.
    روى الطبري في تفسيره ج:1 ص:54:عن عبد الله بن عباس قال هو الذي يألهه كل شيء ويعبده كل خلق.
    و عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.


    قرأ الجمهور ( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِـهَتَكَ )(لأعراف: من الآية127).قرأ ابن عباس ( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَاِلَاهَـتَكَ )(لأعراف:من
    الآية127) فسرها ابن عباس بـ : عبادتك.
    قال ثعلب قراءة ابن عباس أفضل، وهذا أقيس في المعنى.
    قول2:كلمة الله لفظ جامد، عزاه ابن منظور للخليل، وعزاه بعضهم لسبويه وهو خطأ، ونسبه ابن القيم في بدائع الفوائد للسهيلي و ابن العربي المالكي.
    قالوا الدليل أنه لو كان مشتقاً لتَسمى به غيره ،والذي يرجحه العلماء كابن تيمية وابن القيم هو القول الأول. ب- تعظيم هذا الإسم: لاسم الله خصائص:
    1- أنه خاص به سبحانه فلا يطلق على أحد، ولم يجرُأ أحد على التسمي به.


    2- تضاف الأسماء إليه ولا يضاف هو إليها، تقول الرحمن السميع من أسماء الله، قال الله عزوجل( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) (لأعراف:من الآية180) وقال سبحانه ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) (الحشر:22) ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (الحشر:23) ( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (الحشر:24)

    3- لا يصح إسلام أحد إلا بذكره فلا تقول" أشهد أن لا إله إلا السميع ".

    4- أن الصلاة لا تنعقد إلا به فلا تقول " الرحمن أكبر ".

    5- قالوا إنه اسم الله الأعظم وليس بصحيح.

    6- مَن عَلِمَ لفظ الجلالة الله وأنه الإله المستحق للعبادة أدرك رسالة المرسلين ودعوة الأنبياء وأنهم ما أرسلوا إلى لأجل تحقيق العبودية لله وحده ونفيها عمن سواه.

    7- نفهم من كلمة الله الحب، حب الله عزوجل لأن الإله هو المعبود الذي يتذلل له ولا يتذلل إلا لمحبوب.

    - قال ابن القيم مدارج السالكين ج: 3 ص: 26

    فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان ولتعطلت منازل السير إلى الله فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها بل هي حقيقة الإخلاص بل هي نفس الإسلام فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله فمن لا محبة له لا إسلام له البتة بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله فإن الإله هو الذي يأله العباد حبا وذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة له بمعنى مألوه وهو الذي تألهه القلوب أي تحبه وتذل له وأصل التأله التعبد والتعبد آخر مراتب الحب يقال عبده الحب وتيمه إذا ملكه وذلله لمحبوبه فالمحبة حقيقة العبودية وهل تمكن الإنابة بدون المحبة والرضى والحمد والشكر والخوف والرجاء وهل الصبر في الحقيقة إلا صبر المحبين فإنه إنما يتوكل على المحبوب في حصول محابه ومراضيه وكذلك الزهد في الحقيقة هو زهد المحبين فإنهم يزهدون في محبة ما سوى محبوبهم لمحبته وكذلك الحياء في الحقيقة إنما هو حياء المحبين فإنه يتولد من بين الحب والتعظيم وأما مالا يكون عن محبة فذلك خوف محض وكذلك مقام الفقر فإنه في الحقيقة فقر الأرواح إلى محبوبها وهو أعلى أنواع الفقر فإنه لا فقر أتم من فقر القلب إلى من يحبه ولا سيما إذا وحده في الحب ولم يجد منه عوضا سواه هذا حقيقة الفقر عند العارفين وكذلك الغنى هو غنى القلب بحصول محبوبه وكذلك الشوق إلى الله تعالى ولقائه فإنه لب المحبة وسرها كما سيأتي فمنكر هذه المسألة ومعطلها من القلوب معطل لذلك كله وحجابه أكثف الحجب وقلبه أقسى القلوب وأبعدها عن الله وهو منكر لخلة .

    - قال أحدهم أَرُوحُ وقَدْ خَتَمْتُ عَلَى فُؤَادِي بِحُبِكَ أَنْ لاَ يَحِلَ بِهِ سِوَاكَ

    ولَوْ أَنِي اِسْتَطَعْتُ غَضَضْتُ طَرْفِي فَلَمْ أُبْصِرْ حَتَى بِهِ أَرَاكَ

    أُحِبُكَ لاَبِبَعْضِي بَلْ بِكُلِي وإِنْ لَمْ يُبْقِي لِي حُبِي حِرَاكَ

    بَحَثْتُ عَنْ سِرِ اَلْسَعَادَةِ جَاهِدًا فَوَجَدْتُ اَلْسِرَ فِي تَقْوَاكَ

    فَلْيَرْضَى عَنِي اَلْنَاسُ أَوْ لِيَسْخَطُوا فَلَمْ أَعُدْ أَسْعَى لِغَيْرِ رِضَاكَ

    - جاء في سنن الترمذي ج: 5 ص: 368عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال احتبس عنا رسول الله e ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله e وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته قال لنا على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا ثم قال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري قالها ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات قال ما هن قلت مشي الأقدام إلى الحسنات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء حين الكريهات قال فيم قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام قال سل قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك قال رسول الله e إنها حق فادرسوها ثم تعلموها.

    كان ابن عمر يدعو في حجه فيسأل حب الله ففي حلية الأولياء ج: 1 ص: 308 عن نافع أن ابن عمر كان يدعو على الصفا اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك اللهم جنبني حدودك اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ويحب رسلك ويحب عبادك الصالحين.

    - قال حكيم ابن حزام لا إله إلا الله نِعْمَ الرب والإله أُحبه وأَخشاه .
    - جاء في شعب الإيمان ج: 1 ص: 368و369 عن عبدالله بن إبراهيم القرشي عن أبيه قال لما نزل بالعباس بن عبد المطلب الموت قال لابنه يا عبدالله إني موصيك بحب الله عز وجل وحب طاعته وخوف الله وخوف معصيته فإنك إذا كنت كذلك لم تكره الموت متى أتاك وأني استوصيك الله يا بني ثم اسقبل القبلة فقال لا إله إلا الله ثم شخص بصره فمات .


    وجعله النبي من علامة أهل الإيمان



    - روى الشيخان عن أنس عن النبي e قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.

    الشيطان علم على ما تمرد من الجن و الجِن من جَنَ بمعنى اختفى الجن بمعنى الستر.
    ومنه الجنة لأن الأرض غطيت بالأشجار ومنه المجنون لأن عقله اختفى.


    والجن أنواع :المارد وغير المارد و العاصي وغير العاصي ، والمارد يسمى جن وشيطان.


    أصل اشتقاق كلمة شيطان:



    قول1:من شَطَنَ أي بَعُدَ ، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بنفسه عن كل خير.

    قول2: من شاط يشيط شيْطاً بمعنى على وارتفع، فالشيطان مخلوق من نار، ومن طبع النار الشِيَاط والارتفاع والتحرك وأن تترك دخاناً.

    من حيث المعنى كلاهما صواب، ورجح أكثر العلماء من أهل اللغة والتفسير، القول الأول لقواعد في علم اللغة والإستقراء.

    - العرب جرت على أن الشيطان مشتق من شطن، كما أنشد أمية ابن أبي الصلت، كان يتحدث عن ملك سليمان

    قال: أَيُمَا شَاطِنٍ عَصَاهُ عَكَاهُ (عاقبه) ثُمَ يُلْقَى فِي اَلْسِجْنِ وَاَلْأَغْلَالِ

    - صيغة التصغير، صيغة الفعل مثل الصغير إذا اتصف بصفة الرجولة نقول أنه ترجل أو امرأة ترجلت.

    -قال سبويه تقول العرب فيمن عَمِلَ عمل الشياطين" تَشَيْطَنَ " .

    - لو كان مأخوذًا من شاط لمُنِعَ من الصرف، والله عزوجل قال( وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ) (الصافات:7).

    الرجيم على وزن فعيل

    قول1: فعيل بمعنى مفعول رجيم بمعنى مرجوم مثل قتيل مقتول وجريح مجروح، لأن الله رجمه بطرده من رحمته، وأخرجه من جنته، ولأنه مرجوم من الملائكة بالشهب، والعباد يرجمونه بالإستعاذات واللعنات.

    قول2: فعيل بمعنى فاعل رجيم بمعنى راجم، مثل سميع سامع، وقدير قادر،لأن الشيطان يرجم العباد بوساوسه.

    ونظيره اسم الله " الحميد " بمعنى حامد و محمود.
    قال ابن كثير و الأول أشهر وأصح أي كونه بمعنى مرجوم.



    السميـع العليـم لماذا اختار هاذين الاسمين في هذا المقام ؟ قال ابن القيم في إغاثة اللهفان ج: 1 ص: 96


    فتضمنت الاستعاذة أن لا يمسوه ولا يقربوه وذكر ذلك سبحانه عقيب قوله ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون فأمره أن يحترز من شر شياطين الإنس بدفع إساءتهم إليه بالتي هي أحسن وأن يدفع شر شياطين الجن بالاستعاذة منهم ونظير هذا قوله في سورة الأعراف خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين فأمره بدفع شر الجاهلين بالإعراض عنهم ثم أمره بدفع شر الشيطان بالاستعاذة منه فقال وإما ينزغنك من الشيطان نزع فاستعذ بالله إنه سميع عليم ونظير ذلك قوله في سورة فصلت ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم فهذا لدفع شر شياطين الإنس ثم قال وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم.

    من همزه ونفخه ونفثـه

    استعاذ النبي من الهمز امتثالاً لقوله( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ) (المؤمنون:97)

    أصل الهمز: الدفع والضرب والطعن

    سئل الكسائي أتهمز الذيب فقال إنْ همزته أكلني

    همزات الشياطين هي النزعات والوساوس والخطرات التي يطعن فيها ببني آدم

    قال ابن عباس همزات الشياطين نزغاتهم ووساوسهم

    منهم من فسره بالمُوتة الجنون والصرع الذي يصيب به الشيطان العبد

    الهُمَزَةُ الذي يطعن في أعراض الناس أما اللُمَزَةُ الذي يعيبهم

    النَفْثُ فسره السلف بالشِعر المذموم فنفث الشيطان الشعر والغناء لذلك استدل العلماء بقوله تعالى(

    وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ )(الإسراء:من الآية64) على تحريم الغناء النَفْخُ هو الكِبر والكبر نوعان إما تكبر عن الحق أو تكبر عن الخلق لذلك قال النبي فيما رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ.

    ج / فضلها: فضلها عظيم من ناحيتين

    1- بيان خطر الشيطان

    2- معرفة حكم الاستعاذة

    الله عزوجل كثيراً ما حذرنا من اتباع الشيطان وخطواته قال سبحانه وتعالى ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )(البقرة:من الآية168) وقال( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ )(الكهف: من الآية50) وقال( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (يّـس:60)وقال( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً )(فاطر:من الآية6)

    وخطر الشيطان من وجوه كثيرة :

    1- أن عداوته فاقت كل عداوة

    2- من اسمه فاسمه إبليس مثل إزميل من ابلس يُبلس أي قنط فإبليس يئس من رحمة الله قال عزوجل(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) (الروم:12) ومن صفاته الشيطان والرجيم وأنه من الجن وهم لا يُرَوا

    3- من صفاته أنه لا يفتر(ينقطع) لذلك سماه الله عزوجل قرين قال تعالى( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم )(فصلت:من الآية25) وقال سبحانه ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ . إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ . قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )(ص:79ـ83)

    وقال( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ . ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) (لأعراف:16،17)

    قال ابن عباس: لأقعدنْ أي لألزمنْ

    هذا اللفظ أخذ العلماء بظاهره فإذا استعذت من الشيطان من أمامك أتاك من خلفك فإذا استعذت جاء عن يمينك فإذا استعذت جاء عن شمالك

    بعضهم قال بين أيديهم : الآخرة

    جاء في تفسير الطبري ج: 8 ص: 136عن ابن عباس قوله" ثم لآتينهم من بين أيديهم"يعني من الدنيا "ومن خلفهم" من الآخرة "وعن أيمانهم" من قبل حسناتهم "وعن شمائلهم" من قبل سيئاتهم.

    جاء في تفسير الطبري ج: 8 ص: 137 عن ابن عباس ولم يقل من فوقهم لأن الرحمة تنزل من فوقهم.

    قال الشعبي الله عزوجل أنزل الرحمة عليهم من فوقهم فلا يتسلط الشيطان

    تفسير الطبري ج: 8 ص: 136عن قتادة قال أتاك يا ابن آدم من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله.

    4- من صفاته أنه لا يستعاذ منه إلا بالإستعاذة

    قال ابن كثير ج: 1 ص: 13و14 في تفسير الإستعاذة وأحكامها

    قال الله تعالى خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع

    عليم وقال تعالى ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ

    بك رب أن يحضرون وقال تعالى ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها وهو أن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة والمصافاة ويأمر بالإستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل كما قال تعالى يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة.

    5- أنَّ من صرعه العدو الإنسي كان شهيداً ومن صرعه العدو الجني كان طريداً

    صريع ابن آدم جاء فيه ما رواه الترمذي عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ

    قال تعالى( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) (صّ:85)

    6- أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم روى البخاري عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ وَعِنْدَهُ أَزْوَاجُهُ فَرُحْنَ فَقَالَ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ لَا تَعْجَلِي حَتَّى أَنْصَرِفَ مَعَكِ وَكَانَ بَيْتُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا فَلَقِيَهُ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَنَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَجَازَا وَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَالَيَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا.

    د/ حكمها: اختلف الفقهاء في حكمها في الصلاة وعند قراءة القرآن

    قول1: الجمهور مستحبة خارج الصلاة أما داخل الصلاة انقسموا إلى قسمين :

    * مذهب الشافعي وأبو حنيفة وأحمد في رواية أنها مستحبة داخل الصلاة وخارجها

    * مذهبمالك أنها مستحبة خارج الصلاة أما داخل الصلاة ممنوعة كما نص عليه الدسوقي في حاشيته

    قول2: عطاء والثوري وابن سيرين والأوزاعي وداوود وابن حزم وأحمد في رواية ذهبوا إلى وجوبها داخل الصلاة وعند قراءة القرآن كما في المحلى والفروع والإنصاف للمرداوي وهو الصواب لثلاثة أسباب

    سبب1: لأن الله عزوجل أمر بها والأصل في الأمر الوجوب

    سبب2: أنَّ كيد الشيطان وشره لا يُدفع إلا بها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب

    سبب3: لأن الأصل في أعمال النبي في الصلاة الوجوب حتى يأتي الدليل على العكس ذكره

    الجُويني والشوكاني في إرشاد الفحول أنَّ أفعال الرسول لها حكم أقواله والنبي قال صلوا كما رأيتموني أصلي و حكم الصلاة الوجوب وحكم الأفعال التي جاءت تفسر لنا الصلاة الوجوب أيضاً إلا إذا جاءت قرينة

    هـ/ فوائد الإستعاذة:

    فائدة 1: لابد أن نعلم أن العلماء اِستحبوها في الركعة الأولى فقط

    أما شافعي فقد استحبها في كل ركعة وأما ابن سيرين قال بوجوبها في كل ركعة ووجه كلامه ظاهر أن الله أمر بها عند القراءة قال تعالى( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98)

    فائدة 2: ظاهر قوله ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللْهِ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجِيمِ) أن الاستعاذة تأتي بها بعد القراءة وهذا ذهب إليه بعض القراء كما ذكره ابن كثير قالوا لدفع الإعجاب الذي يلقيه الشيطان في قلبك

    وأكثر العلماء على أن محل الإستعاذة قبل القراءة ومعنى الآية فإذا أردت أن تقرأ القرآن وهذا أسلوب عربي التعبير عن

    الإرادة بالفعل قال عزوجل( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )(المائدة: من الآية6) أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة

    فائدة 3: تصحيح خطأ يقولون قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    وألَّفَ فيه السيوطي رفع القذاذ على محل الإستعاذة واستدل بأكثر من 20 وجه أنه لا يجوز

    منها 1/ أنه لم يثبت عن النبي ولا الصحابة ولا التابعين وفي الحديث السابق عن عائشة قالت أوليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حساباً يسيراً ولم تقل بعد أعوذ بالله وكذلك في خطبة الحاجة يقرأ الخطيب الآيات الثلاثة ولا يقول بعد أعوذ بالله من الشيطان

    2/ أنه قد يُؤدي إلى الكفر لأنه نسب الإستعاذة لله كأنه من كلام الله

    3/ القراءة نوعان: قراءة تعبد وقراءة استدلال أما قراءة التعبد يجب الإستعاذة فيها وأما قراءة الاستدلال فلا محل للإستعاذة فيها

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 1:59 pm