الأصـل السّادس: ( اسـتـدلّ بـالـنّـقـول ثـمّ اعـتـقـد ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في"المجموع"(13/358):
"والمقصود أنّ مثل هؤلاء اعتقدوا رأيا ثمّ حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصّحابة والتّابعين لهم بإحسان ولا من أئمّة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم".
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (1/134):
"فصاحب البدعة لما غلب عليه الهوى مع الجهل بطريق السنّة توهم أن ما ظهر له بعقله هو الطّريق القويم دون غيره، فمضى عليه فحاد بسببه عن الطّريق المستقيم، فهو ضال من حيث ظن أنّه راكب للجادة. فالمبتدع من هذه الأمة إنّما ظلّ في أدلّتها حيث أخذها مأخذ الهوى والشّهوة لا مأخذ الانقياد تحت أحكام الله. وهذا هو الفرق بين المبتدع وغيره، لأنّ المبتدع جعل الهوى أول مطالبه وأخذ الأدلّة بالتّبع، فإذا انظم إلى ذلك الجهل بأصول الشريعة وعدم الاضطلاع بمقاصدها، كان المر أشد وأقرب إلى التحريف والخروج عن مقاصد الشرع. والدّليل على ذلك أنك لا تجد مبتدعا ممن ينتسب إلى الملة إلاّ وهو يستشهد على بدعته بدليل شرعي فينزله على ما وفق عقله وشهوته، بخلاف غير المبتدع فإنّه إنّما جعل الهداية إلى الحقّ أول مطالبه، وأخّر هواه فجعله بالتعبع".
وقال رحمه الله في(2/176):
ولذلك سميّ أهل البدع أهل الأهواء، لأنّهم اتّبعوا أهوائهم فلم يأخذوا الأدلّة الشّرعية مأخذ الافتقار إليها، والتّعويل عليها، حتى يصدروا عنها، بل قدّموا أهوائهم، واعتمدوا أرائهم، ثمّ جعلوا الأدلّة الشّرعية منظوراً فيها من وراء ذلك، وأكثر هؤلاء هم أهل التحسين والتقبيح، ومن مال إلى الفلاسفة وغيرهم.
ويدخل في غمارهم من كان منهم يغشى السلاطين لنيل ما عندهم ، أو طلبا للرياسة، فلا بد أن يميل مع النّاس بهواهم، ويتأول عليهم فيما أرادوا، حسبما ذكره العلماء ونقله الثقات من مصاحبي السّلاطين".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في"المجموع"(13/358):
"والمقصود أنّ مثل هؤلاء اعتقدوا رأيا ثمّ حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصّحابة والتّابعين لهم بإحسان ولا من أئمّة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم".
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (1/134):
"فصاحب البدعة لما غلب عليه الهوى مع الجهل بطريق السنّة توهم أن ما ظهر له بعقله هو الطّريق القويم دون غيره، فمضى عليه فحاد بسببه عن الطّريق المستقيم، فهو ضال من حيث ظن أنّه راكب للجادة. فالمبتدع من هذه الأمة إنّما ظلّ في أدلّتها حيث أخذها مأخذ الهوى والشّهوة لا مأخذ الانقياد تحت أحكام الله. وهذا هو الفرق بين المبتدع وغيره، لأنّ المبتدع جعل الهوى أول مطالبه وأخذ الأدلّة بالتّبع، فإذا انظم إلى ذلك الجهل بأصول الشريعة وعدم الاضطلاع بمقاصدها، كان المر أشد وأقرب إلى التحريف والخروج عن مقاصد الشرع. والدّليل على ذلك أنك لا تجد مبتدعا ممن ينتسب إلى الملة إلاّ وهو يستشهد على بدعته بدليل شرعي فينزله على ما وفق عقله وشهوته، بخلاف غير المبتدع فإنّه إنّما جعل الهداية إلى الحقّ أول مطالبه، وأخّر هواه فجعله بالتعبع".
وقال رحمه الله في(2/176):
ولذلك سميّ أهل البدع أهل الأهواء، لأنّهم اتّبعوا أهوائهم فلم يأخذوا الأدلّة الشّرعية مأخذ الافتقار إليها، والتّعويل عليها، حتى يصدروا عنها، بل قدّموا أهوائهم، واعتمدوا أرائهم، ثمّ جعلوا الأدلّة الشّرعية منظوراً فيها من وراء ذلك، وأكثر هؤلاء هم أهل التحسين والتقبيح، ومن مال إلى الفلاسفة وغيرهم.
ويدخل في غمارهم من كان منهم يغشى السلاطين لنيل ما عندهم ، أو طلبا للرياسة، فلا بد أن يميل مع النّاس بهواهم، ويتأول عليهم فيما أرادوا، حسبما ذكره العلماء ونقله الثقات من مصاحبي السّلاطين".