من طرف hichou78 الإثنين فبراير 08, 2010 12:31 pmقوله " اهدنا الصراط المستقيم "
فائدة 1: أنواع الهداية
هي نوعان هداية إرشاد وهداية توفيق
نوع1/ هداية إرشاد: ثابتة لكل أحد تقول فلان يهديك الطريق أي يدلك عليه قال عزوجل(وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(الأعراف:181) وقال (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24) وقال(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى: من الآية52) ومنه قول أبي بكر يهديني الطريق كما رواه البخاري وأحمد عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَابٌّ لَا يُعْرَفُ قَالَ فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ فَيَقُولُ هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ قَالَ فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ.
وما رواه أحمد عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً وَرِقًا أَوْ ذَهَبًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زِقَاقًا فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ.
نوع2/ هداية توفيق: ليست إلا لله عزوجل قال تعالى( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (الكهف:من الآية17) وقال سبحانه (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )(القصص:56) ومنه قول شعيب كما قال تعالى(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ)(هود: من الآية88).
*المقصود من الآية النوعين معاً اِهدنا أي دُلنا عليه ووفقنا إليه
فائدة 2: ثمرة سؤال الله الهداية
قد يقول قائل لماذا يسأل المؤمن الهداية وهو على الصراط المستقيم
الجواب: كلمة اِهدنا في الآية لها معنيان :
1/ بمعنى زدنا هدًى فمعلوم أنّ الإيمان يزيد وينقص والخير يزيد وينقص والهدى يزيد وينقص وهذا يوافق قوله عزوجل(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً)(مريم: من الآية76) وقال(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد:17) وقال(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )(العنكبوت: من الآية69)
2/ بمعنى ثبتنا عليه نحو قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا)(النساء: من الآية136) أي أثبتوا على الإيمان
إذن اِهدنا معناها دلنا على الخير ووفقنا إليه وزدنا في الخير وثبتنا عليه
فائدة 3: معنى الصراط
في اللغة : هو الطريق الواضح البيِّن سمي صراط لأنّ العبد يغيب فيه فكأنّه صرطه
فيه 3 لغات الصراط ، السراط ، الزراط قُرء بها جميعها
الصراط يطلق فقط على الأمور المعنوية إلا ما سيُستثنى
ما هو المقصود بالصراط في الآية ؟
منهم من قال القرآن ، الإسلام ، رسول الله ، أبو بكر وعمر ،لا إله إلا الله ، سبيل الجنة
روى أحمد عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّجُوا وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ
اللَّهِ تَعَالَى وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ
قال ابن كثير في تفسيره ج:1ص:28
اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد وهو المتابعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.
فائدة 4: صراط الله واحد
قال عزوجل(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ)(يونس: من الآية32) وقال(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(الأنعام: من الآية153)
روى أحمد و الدارمي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ تَلَا وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ.
يمكن إستنباط أنّ صراط الله واحد من الآية قاعدة : المعرفة إذا تكررت معرفة كانت نفسها والنكرة إذا تكررت نكرة كانت غيرها
مثال : جاء الرجل فأكرمت الرجل الرجل نفسه
جاء رجل فأكرمت رجلاً رجلٌ غير الأول
قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ) الصراط المكرر أضيف إلى معرفة والمضاف إلى معرفة معرفة فتكرار الصراط معرفة دليل على أنّه واحد
* قد يقول قائل قال عزوجل(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ)(المائدة: من الآية16) فهنا جمع الله طريق الخير
قال العلماء : المقصود هنا فروع الإسلام وشُعبه وفروع الإيمان وشُعبه.
فائدة 5: سؤال الله الإستقامة
سُئل أحدهم عن أسباب الثبات فقال الدعاء في الصلاة
الإستقامة هي كون الشيء قَوامًا والقوام هو الوسط والعدل
قال العلماء: الوسطية هي القمة ومنه ما رواه البخاري وأحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ.
قال ابن تيمية: واِعلم أنّ أعظم كرامة هي الإستقامة
لذلك أمرنا الله سؤاله الإستقامة لأجل :
* أنّه أسلم فالخط المستقيم هو الأسلم فلن تضيع
* أنّه أقرب الخطوط للوصول
قال ابن القيم مدارج السالكين ج: 1 ص: 10و11
فوصفه بالإستقامة يتضمن قربه لأن الخط المستقيم هو أقرب خط فاصل بين نقطتين وكلما تعوج طال وبعد واستقامته تتضمن إيصاله إلى المقصود ونصبه لجميع من يمر عليه يستلزم سعته وإضافته إلى المنعم عليهم.
قال فخر الدين الرازي في تفسيره ج1ص27
واعلم أنّ أهل الهندسة قالوا الخط المستقيم هو أقصر خط يصل بين نقطتين فالحاصل أنّ الخط المستقيم أقصر من جميع الخطوط المُعوَجة.
* لأنّه واضح المعاني حيث أنّك ترى من بعيد أين تذهب
فائدة 6: قد يطلق الصراط على ذات
يطلق على ذات واحدة وهي الجسر الممدود يوم القيامة فوق جهنم ، فلماذا أطلق الصراط على ذات ؟
ربما كان السبب هو وجه الشبه للصراط المستقيم في الدنيا بالصراط فوق جهنم
قال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1 ص: 10آخر مراتبها وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة وهو الصرط الموصل إليها فمن هدى في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه هدى هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الركاب ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبوا حبوا ومنهم المخدوش المسلم ومنهم المكردس في النار فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا حذو القذة بالقذة جزاء وفاقا هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك وما ربك بظلام للعبيد فسؤال الهداية متضمن لحصول كل خير والسلامة من كل شر
فائدة 1: أنواع الهداية
هي نوعان هداية إرشاد وهداية توفيق
نوع1/ هداية إرشاد: ثابتة لكل أحد تقول فلان يهديك الطريق أي يدلك عليه قال عزوجل(وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(الأعراف:181) وقال (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24) وقال(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى: من الآية52) ومنه قول أبي بكر يهديني الطريق كما رواه البخاري وأحمد عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَابٌّ لَا يُعْرَفُ قَالَ فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ فَيَقُولُ هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ قَالَ فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ.
وما رواه أحمد عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً وَرِقًا أَوْ ذَهَبًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زِقَاقًا فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ.
نوع2/ هداية توفيق: ليست إلا لله عزوجل قال تعالى( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (الكهف:من الآية17) وقال سبحانه (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )(القصص:56) ومنه قول شعيب كما قال تعالى(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ)(هود: من الآية88).
*المقصود من الآية النوعين معاً اِهدنا أي دُلنا عليه ووفقنا إليه
فائدة 2: ثمرة سؤال الله الهداية
قد يقول قائل لماذا يسأل المؤمن الهداية وهو على الصراط المستقيم
الجواب: كلمة اِهدنا في الآية لها معنيان :
1/ بمعنى زدنا هدًى فمعلوم أنّ الإيمان يزيد وينقص والخير يزيد وينقص والهدى يزيد وينقص وهذا يوافق قوله عزوجل(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً)(مريم: من الآية76) وقال(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد:17) وقال(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )(العنكبوت: من الآية69)
2/ بمعنى ثبتنا عليه نحو قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا)(النساء: من الآية136) أي أثبتوا على الإيمان
إذن اِهدنا معناها دلنا على الخير ووفقنا إليه وزدنا في الخير وثبتنا عليه
فائدة 3: معنى الصراط
في اللغة : هو الطريق الواضح البيِّن سمي صراط لأنّ العبد يغيب فيه فكأنّه صرطه
فيه 3 لغات الصراط ، السراط ، الزراط قُرء بها جميعها
الصراط يطلق فقط على الأمور المعنوية إلا ما سيُستثنى
ما هو المقصود بالصراط في الآية ؟
منهم من قال القرآن ، الإسلام ، رسول الله ، أبو بكر وعمر ،لا إله إلا الله ، سبيل الجنة
روى أحمد عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّجُوا وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ
اللَّهِ تَعَالَى وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ
قال ابن كثير في تفسيره ج:1ص:28
اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد وهو المتابعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.
فائدة 4: صراط الله واحد
قال عزوجل(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ)(يونس: من الآية32) وقال(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(الأنعام: من الآية153)
روى أحمد و الدارمي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ تَلَا وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ.
يمكن إستنباط أنّ صراط الله واحد من الآية قاعدة : المعرفة إذا تكررت معرفة كانت نفسها والنكرة إذا تكررت نكرة كانت غيرها
مثال : جاء الرجل فأكرمت الرجل الرجل نفسه
جاء رجل فأكرمت رجلاً رجلٌ غير الأول
قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ) الصراط المكرر أضيف إلى معرفة والمضاف إلى معرفة معرفة فتكرار الصراط معرفة دليل على أنّه واحد
* قد يقول قائل قال عزوجل(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ)(المائدة: من الآية16) فهنا جمع الله طريق الخير
قال العلماء : المقصود هنا فروع الإسلام وشُعبه وفروع الإيمان وشُعبه.
فائدة 5: سؤال الله الإستقامة
سُئل أحدهم عن أسباب الثبات فقال الدعاء في الصلاة
الإستقامة هي كون الشيء قَوامًا والقوام هو الوسط والعدل
قال العلماء: الوسطية هي القمة ومنه ما رواه البخاري وأحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ.
قال ابن تيمية: واِعلم أنّ أعظم كرامة هي الإستقامة
لذلك أمرنا الله سؤاله الإستقامة لأجل :
* أنّه أسلم فالخط المستقيم هو الأسلم فلن تضيع
* أنّه أقرب الخطوط للوصول
قال ابن القيم مدارج السالكين ج: 1 ص: 10و11
فوصفه بالإستقامة يتضمن قربه لأن الخط المستقيم هو أقرب خط فاصل بين نقطتين وكلما تعوج طال وبعد واستقامته تتضمن إيصاله إلى المقصود ونصبه لجميع من يمر عليه يستلزم سعته وإضافته إلى المنعم عليهم.
قال فخر الدين الرازي في تفسيره ج1ص27
واعلم أنّ أهل الهندسة قالوا الخط المستقيم هو أقصر خط يصل بين نقطتين فالحاصل أنّ الخط المستقيم أقصر من جميع الخطوط المُعوَجة.
* لأنّه واضح المعاني حيث أنّك ترى من بعيد أين تذهب
فائدة 6: قد يطلق الصراط على ذات
يطلق على ذات واحدة وهي الجسر الممدود يوم القيامة فوق جهنم ، فلماذا أطلق الصراط على ذات ؟
ربما كان السبب هو وجه الشبه للصراط المستقيم في الدنيا بالصراط فوق جهنم
قال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1 ص: 10آخر مراتبها وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة وهو الصرط الموصل إليها فمن هدى في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه هدى هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الركاب ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبوا حبوا ومنهم المخدوش المسلم ومنهم المكردس في النار فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا حذو القذة بالقذة جزاء وفاقا هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك وما ربك بظلام للعبيد فسؤال الهداية متضمن لحصول كل خير والسلامة من كل شر
